2012/07/04
عباس النوري - تشرين دراما
الأسماء الكبيرة تستدعي تجربتها وحضورها فوراً ودون استئذان إلى الذاكرة
وخالد تاجا واحد من تلك الأسماء التي أعتقد بأن الأجيال تقف عند تجربتها طويلاً....... فهو من جيلٍ
أوجعه الطموح إلى حد الإدمان والطموح عند المواهب الحقيقية لا يمتلك المستقبل بقدر ما يمتلك
صاحبه في كُل يومٍ قادمٍ عليه......... خالد تاجا تُشبه تجربته إلى حدٍ بعيد تجربة قلق المسافر الذي يهمهُ ألا يقف (فقط ألا يقف) قبل أن يهتم لبوصلة الاتجاه....
سكن القلق وجعله منزلاً قائماً دائماً لنفسه...... يبحر بكهولته الساحرة كما الطفلُ يلعب بزورقٍ من ورق
عند ساقية صافية وبذات البراءة كان دائماً يتناغم مُنسجماً مع الانقلابات التي عصفت بحياته الشخصية
والتي دمرت مع كُل تجربةٍ مر بها شيئاً من أحلامه البريئة لكنه لم يفقد الطموح بل لم يستطع إليه سبيلاً..... ودائماً كان طموحه حاضراً وعصياً على الاقتلاع ودائماً كان الحب في حياته دافعاً لتشكيل يومٍ
جديد يُحس معه أن اليوم فقط ابتدأت الدنيا واليوم فقط ولدت وبدأت الحياة..... أشعر بضرورة التعبير عن
امتناني وجيلي لهذه القامة التي أخذت بالوراثة جناد الفن والجنون والمسرح والتشرد والشعر والأدب
والفقر والتعب والإبداع ونشوة الإخفاقات لاعتبارها دائماً تجارب مرت على كُل مترٍ مربع من أرض سورية (مُدنٌ وقُرى وجماهير مُختلفة) نحن ممتنون لخلاصةِ سنواتٍ عبر فيها علي العريس وعبد اللطيف فتحي
وسعد الدين بقدونس وأحمد أيوب ورجالٌ كثر وتجارب أكثر ومسارح محمولة في الحقائب والأكياس ما
زالت رائحتها باقية ببقاء الكبار خالد تاجا: نحن ممتنون لك: شكراً لوجودك الجميل بيننا...... اللـه يطول عمرك وتعيش وتجرب وتحب وتمثل.