2013/05/29
إعداد - محمد هاني عطوى – دار الخليج
سواء كانت تمثل أو متفرغة لتربية أولادها، تبقى النجمة العالمية جوليا روبرتس راضية عن نفسها أو عما تنجزه، وذلك بصدق تام مع الذات . وحالة روبرتس التي غدت المروجة الجديدة لعطر شهير تستدعي التساؤل . . هل يمكن للمرء أن يصل بالفعل إلى مرحلة الرضا عن الذات إلى هذه الدرجة؟! هذا ما حاولت مجلة »إيل« الفرنسية أن تستشفه من خلال الحوار الذي أجرته مع روبرتس .
المعروف أنك لم تدخلي سابقاً تجربة الترويج لدور الأزياء والتجميل، فلماذا هذا التغير؟
- هي صفحة جديدة في حياتي المهنية وعندما أقدم على مشروع ما فإني أدرسه جيداً ثم ألتزم بإنجازه حتى النهاية، لم أرض أبداً الدخول في هذا الميدان من قبل، ربما لأنني لم أكن مقتنعة بدخول الممثلات فيه وربما لم أكن محقة في ذلك، ولكنني بعد أن اقتنعت أردت أن أخوض هذه التجربة خاصة أنني أحست أنه يمكنني تمثيل عطر أحببته وأنا مستعدة لأتعطر به كل يوم وهو على عكس ما كان يعرض علي مسبقاً .
المعروف عنك أيضاً أنك طيبة بل إن أقصى درجة ظهرت بها من الشر عندما جسدت دور زوجة الأب في فيلمك الشهير (سنو وايت) فهل أنت حقاً هكذا؟ وهل تمارسين دور المرأة الشريرة في حياتك؟
- أعتقد أن الدرجة القصوى التي بلغتها من الشر ظهرت بالفعل في هذا الفيلم وهو ما لا أعرفه مطلقاً في حياتي، خاصة أنني أم لثلاثة أطفال وأحاول أن أقضي جل وقتي معهم في الطبخ والتربية والتعليم على الرغم من التزاماتي الكثيرة . وفي بعض الأحيان يقول لي الأصحاب إن إنجاب ثلاثة أطفال شيء كثير، لكن ابني البكر يقول لي: لا يا أمي دعك من هذه الأقاويل فإن الرقم ثلاثة هو رقم سحري.
تتميز أفلامك بالصدق والنزاهة والمصداقية، حسب رأي النقاد، وكذلك بالوفاء للمخرج ستيفن سودر بيرغ، فلماذا؟
- أولاً أعمل بضمير وبصدق وبمصداقية، لأنني قبل بدء العمل لابد أن أكون مقتنعة غاية الاقتناع بما سأقدمه للناس وإلا فاحتمالات النجاح ستكون متأرجحة . ثانياً أنا صاحبة وفاء كبير للمخرج سودربيرغ، لأنه بالنسبة لي ساحر ومبدع، ورغم ذلك يعطيك الانطباع أن كل شيء سهل للغاية وقابل للتحقيق .
هذا بالنسبة لهذا المخرج الذي اشتغلت معه 4 أفلام وحصلت على الأوسكار كأفضل ممثلة، عن فيلم »إيرين بروكوفيتش« في العام 2001 .
أما المخرج مايك نيكولاس الذي قدمت معه فيلمين فأنا وفية له إلى حد يجعلني أوافق إذا طلب مني، أن أنتقل أنا وعائلتي وزوجي لأعيش معه وزوجته في نفس المنزل، لأنه رجل منقطع النظير ويمكنني أن أعمل معه على مدار الساعة بلا ملل . وبالطبع لن أنسى المخرج الهندي ترسيم سينغ الذي أخرج لي الفيلم الإعلاني التجاري الخاص بالعطر والفيلم الشهير »سنو وايت« . وأنا محظوظة للغاية بالعمل مع هؤلاء الأشخاص، فكيف لي ألا أعيش حالة الرضا؟
ما الذي تحضرينه في هذه الآونة من مشاريع؟
- أحضر لفيلم من إنتاج جورج كلوني شريكي في الفيلم المهم »أوشين إيليفن« الذي حجز لي مكاناً في الفيلم المقبل »اعترافات رجل خطير« وهو أول فيلم روائي طويل سأصوره .
هل يمكن القول إن مسيرتك الفنية تحكمها الاعتبارات الودية المبنية على الصلات المهنية الاختيارية؟
- أظن أن اختياراتي مبنية على التواصل مع الحياة الحقيقية للأشخاص، فمثلاً التقيت بزوجي »الكاميرامان« داني مودر ونحن نصور فيلم »المكسيكي« قبل 12 سنة وكان الأمر حينها حباً من اللقاء الأول .
وعدنما صورت فيلم »قضية البجعة« شعرت بأن ثمة شيئاً ما يجذبني نحو الزميل العزيز والصديق الوفي مخرج هذا الفيلم وهو دونزيل، لأن السيناريو الذي قرأته كان مثيراً للاهتمام وهو ما لم أقرأه منذ فترة، طويلة وأعتقد أنني بهذا الفيلم بدأت مرحلة جديدة قوية، خاصة أنني كنت ولمرحلة ما أحاول نقد ذاتي وأعمالي خلال مسيرتي الفنية كلها .
بما أنك شخصية سعيدة وراضية عن حياتك بشكل عام كيف تنظرين إلى أدوارك التي تجسدينها في أفلامك؟
- أدواري تشغل الحيز المظلم في دماغي بمعنى أنني أختار الأدوار التي تجعلني سعيدة أو تكمل أمراً ناقصاً أو مكدراً في حياتي، لأنك لن تراني أقدم دوراً لشخصية قاسية أو عنيفة، كما يحلو لبعض الممثلات أن يفعلن انطلاقاً من رغبتهن في إظهار البراعة والشعور أنهن ينتفضن من الداخل .
أنت معروفة بأنك تثورين عند توجيه انتقاد لهوليوود أو لحياتك الخاصة؟
- أولاً لا أدعي أنني في الخامسة والعشرين، على الرغم من أنني بلغت الأربعين ولذا فلم أحاول مطلقاً الظهور بشكل مختلف عما أنا عليه سواء من أجل هوليوود أو الآخرين كما أن هوليوود لم تجبرني على فعل ذلك، وهذا هو السبب الذي جعلني أحتفظ بخصوصيتي فيها، وكذلك السبب الذي قبلت لأجله ترويجي للعطر، فالسن التي وصلت إليها تؤهلني على ما أعتقد لتمثيل المرأة . أما عن أولادي فكلمتي التي أقولها للناس: »ابتعدوا عن شؤوني الخاصة، ولاسيما أسرتي التي أعدها عالمي الأول« .
على الرغم من ثقتك بنفسك ومشاعرك الرقيقة التي تجعلك في مصاف الممثلات الكبيرات، إلاّ أنك تتميزين عن غيرك بهذه العاطفة الجياشة أو لنقل الشغف بإتقان العمل والحرص على أن يكون على المستوى المطلوب .
- هذا النوع من المشاعر يلازمني في كل صغيرة وكبيرة في حياتي، فهمي الأول والأخير يتمثل في إتقان ما أنا بصدده، وعندما أسرع في تصوير عمل جديد، فاليوم الأول بالنسبة لي يكون كاليوم الأول بالنسبة لتلميذ المدرسة، حيث أكون مضطربة وأشعر بالإثارة من داخلي، لأن العمل هو الذي يكشف لك طبيعة الأشخاص الذين تتعامل معهم وأهمهم المخرج، فعندما نجلس لنتناول طعام الغداء سوياً يبدو الجميع لطيفين، ولكن ما أن نشرع بالعمل يظهر كل شخص على حقيقته .
بشكل عام ما مواصفات المخرجين الذين تتعاملين معهم وما هو حلمك الذي تودين تحقيقه في مجال السينما؟
- بعضهم يتكلم بصوت عال وبعضهم يتعامل مع الممثلين بهدوء والبعض الآخر يحبون كثيراً تصوير العديد من اللقطات لنفس المشهد في حين يفضل بعضهم الآخر الاكتفاء بمشهد واحد . . وهكذا، أما حلمي فهو أن أحافظ على المستوى الذي وصلت إليه وألا أتراجع فأنا أحب عملي ويكفيني ما أنا عليه ولا أظن أنني سأتحول إلى مخرجة كما يتصور البعض فمجرد أنني استطعت أن أعمل من هوايتي المحببة إلى نفسي وهي التمثيل مهنة جادة فهذا أمر يرضيني تماماً .
كيف تواجهين مشكلاتك الفنية المتعلقة بالشهرة؟
- نيتي لم تكن مطلقاً مبنية على البحث عن الشهرة، بل كل ما كنت أحلم به في الحياة هو أن أمثل أمام الكاميرا أو على المسرح، وفي حياتي العامة أحب أن أعامل الناس كما أحب أن يعاملوني، أي بنزاهة ومصداقية وأمانة وإلا فالحياة لا تستحق أن نتعب من أجلها بهذا الشكل، لأنني أعتقد أن المبادئ والأخلاق أهم من التكالب وراء الأموال الزائلة.