2013/06/21
علاء محمد – دار الخليج
خمسة مسلسلات للعام الحالي تتناول واقع الأزمة السورية المشتعلة منذ أكثر من سنتين، وبمستوى متفاوت من حيث المباشرة في الطرح، علماً أن المباشرة هي العنوان الأساس والمشترك بينها جميعها، حيث لم يسجل في أي مسلسل حالة رمزية واحدة عن المعمعة الحالية، بل لجأ مخرجو تلك الأعمال إلى مناقشة الحالة كلّ وفق رؤاه وحسب الأفكار الواردة في نصوص السيناريوهات التي عالجت تلك القضايا . والأعمال هي:
“الولادة من الخاصرة 3” و”سنعود بعد قليل” و”تحت سماء الوطن” و”نساء حائرات” و”وطن حاف” وقد تصدت لمهمة نقل نبض البلد، سلطة ومعارضة، حراكاً وسكوناً، تأثيراً وتأثراً . . إلى الشاشة الفضية، لتضيف إلى الدراما السورية ما كان تم البدء به في السنة الماضية عندما حضرت الأزمة في بعض الأعمال وإن بصورة أقل جلاء مما سيكون الوضع عليه هذا العام .
“الخليج” تستعرض تلك المسلسلات والأفكار الرئيسة المتولدة من غمار العصف السوري في التحقيق التالي . .
مسلسل “الولادة من الخاصرة” في جزئه الثالث “منبر الموتى”، ورغم انسحاب مخرجته الشهيرة رشا شربتجي واعتذارها عن تحقيقه للعام الحالي بعد نسختين ناجحتين، سيبدأ فصوله هذا العام من الشارع بكاميرا المخرج سيف الدين سبيعي، الذي أكد أن كل شيء سينطلق من الحراك الشعبي السياسي، لاسيما أن الجزء الثاني منه “ساعات الجمر” كان قد أقفل عند مظاهرة يقوم بها أهالي الحي الذي تجري فيه التفاصيل، إلى مبنى وزارة الداخلية للمطالبة بحقوق، وكانت الإثارة في إغلاقة ذلك الجزء بلغت ذروتها في المشهد الأخير حين يدخل مواطن “محمد حداقي” مكتب وزير الداخلية ممثلاً عن الأهالي ليقوم بكسر حوض السمك الموجود أمام الوزير، فيعبّر الوزير عن صدمته لموت الأسماك، فيسخر منه المواطن ويخاطبه: “زعلت على السمكات وما بتزعل على ناس عم تموت؟”، ما يعني أن الجزء الثالث والذي سيبدأ من حيث انتهى سابقه سيفتح باب الحدث السوري منذ 2011 على مصراعيه .
أما مسلسل “سنعود بعد قليل” للمخرج الليث حجو، والذي تم تصويره في لبنان، فيتناول الأزمة السورية من بوابة اجتماعية بحتة، بعيداً كل البعد عن الاشتباك السياسي القائم .
ويجسد العمل الذي يؤدي بطولته النجم دريد لحام عائلة سورية من دمشق يضطر نصف أبنائها، قبل الأحداث، للسفر إلى لبنان بغرض العمل، ثم تأتي الأزمة لتجبر النصف الآخر على اللحاق بالسابقين، بينما يبقى الأب في بيت العائلة بدمشق . لكن ومع وصول المعارك في سوريا إلى قلب العاصمة من جهة، واضطرار الأب إلى إجراء عملية جراحية في لبنان، يلتحق بأولاده، وهناك تبدأ فصول مؤثرة بين كبير العائلة وكل ابن من أبنائه على حدة، وباتصال وثيق مع الأزمة الراهنة .
اللافت في فكرة “سنعود بعد قليل” الذي كتبه رافي وهبي، أنه يحصر في هذه العائلة مختلف صنوف المجتمع السوري، حيث يبرز الصحفي (باسل خياط) والسياسي (عابد فهد) ورجل الأعمال (قصي خولي) والرسام (رافي وهبي) والعاطل عن العمل وسوى ذلك من شرائح، ما يسهم في تسهيل وصول الأفكار إلى مختلف شرائح الشعب بسرعة .
المسلسل الثالث “تحت سماء الوطن” للمخرج نجدت أنزور، يأتي مثلما يشتهي مخرجه على الدوام متفرداً عن سابقيه بشكل تقديم الصورة وآلية طرحها، ويتخذ أنزور في مسلسله هذا نظام الثلاثيات، البالغ عددها عشر، ليقدم عشر لوحات تجسد كل واحدة منها قضية من قضايا الشارع السوري الحالي، بعيداً عن تبني أي وجهة نظر معينة، رغم أن إنتاج هذا المسلسل حكومي “مؤسسة الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني” .
ويأتي المسلسل الرابع “وطن حاف” للمخرجين، المخضرم محمد فردوس أتاسي، والشاب مهند قطيش، ليتناول دموع السوريين من بوابة الطبقة الوسطى في المجتمع، فيقدم الفكرة التي يتفاعل فيها الأثرياء في سعيهم لسرقة حلم الوسطي . وكذلك يتفاعل معها الفقير الذي يستفيد، عادة، من أي ميزة يحصل عليها من هو أعلى منه مرتبة بدرجات محدودة (الوسطي طبعاً) .
أكد الأتاسي في تصريح أنه ما كان ليوافق على إخراج هذا المسلسل لو جاء كلاسيكياً يحاكي طبقة الأثرياء الذين وصفهم ب”السارقين واللصوص والمافيات في المجتمع”، معتبراً أن أي حديث عن الطبقة الوسطى هو حديث عن المجتمع ككل .
مسلسل “نساء حائرات” للمخرج سمير حسين وفّر خطاً من خطوطه لتناول صورة من صور الأزمة السورية رغم محاكاته لمعاناة النساء في المجتمع بصورة عامة .
وفي الخط “الأزموي” في هذا المسلسل، يجسد سمير حسين ظاهرة الخطف مقابل دفع الفدية التي نشطت في الشارع السوري منذ سنتين، وتواجه إحدى العائلات حالة اختطاف لولدها الشاب، فيدخل الجميع بمشكلات نفسية تضاف إلى مشكلات الأم والابنة التي هي جزء من الفكرة الرئيسة للمسلسل، ويصبح الأب في موقف محرج لا يفرق بمثقال ذرة عن موقف زوجته، قبل أن تتم استعادة الابن بدفع فدية مالية باهظة بعد فترة طويلة من الغياب .