2012/07/04
5 حواس البيان تامر حسني فنان مثير للجدل، عندما تقابله مباشرة تجده هادئاً طيباً ومسالما وعندما تسمع عنه أو منه تجده مشاغباً مشاكساً وتشعر أن ما يقوله أكبر من إمكانياته.. له معجبون في كل أنحاء الوطن العربي وكثيرون أيضا لا يحبونه بسبب تصريحاته أو مبالغته في تقييم نفسه. الفنان تامر حسني رغم هذا الواقع المحير والمثير للجدل حول مسيرته يمضي بقوة ويحتل موقعا جيدا في سماء النجومية.. يخاف البعض عليه من نفسه ويخاف البعض منه لصموده القوي في مواجهة الحروب المعلنة وغير المعلنة عليه من آخرين.. يدخل حالياً سباق الموسم السينمائي بفيلم جديد «نور عيني» وهو تحد جديد بالنسبة له خاصة بعد نجاح أفلامه السابقة.وفى مساحة من الزمن كان ضيفا على «الحواس الخمس»، قال كل شيء.. فهو يعرف جيداً كيف يتحدث عن نفسه وأجاب عن بعض التساؤلات بجرأة شديدة وبعضها بدبلوماسية معقولة وهذا نص الحوار...أولا حدثنا عن فيلمك الجديد «نور عيني»؟هو فيلم تراجيدي رومانسي وبعيد عن الكوميديا، وقد اجتهدت كثيرا في كتابة قصته فيما أخرجه وائل إحسان وانتجه السبكي ويشاركني بطولة الفيلم منة شلبي وعبير صبري والمطرب الملحن أحمد سعد وعمرو يوسف ومروة عبد المنعم وقد فرغنا من تصوير كل مشاهده استعداداً لعرضه في صيف هذا العام. ماذا تتوقع لهذا الفيلم بحكم خبرتك وتجاربك السابقة؟اعتقد أن العمل جيد جدا، ولكن ما لفت نظري في هذا الفيلم هو أداء الفنانة منة شلبي لدورها في الفيلم وهي تجسد دور «كفيفة» حيث أتقنت الدور بشكل مؤثر ورفضت حتى استخدام نوع معين من العدسات اللاصقة وفضلت أن تعتمد على إمكانياتها وموهبتها بشكل كبير، وأيضا موضوع الفيلم شيق وتراجيدي سيشد الجمهور من أول لحظة حتى آخر لحظة وكذلك أتوقع أن يشهد الفيلم إقبالا كبيراً خلال الفترات الأولى من عرضه.:شائعات وخلافات:هل طالت الشائعات فيلمك الجديد كما يحدث لك في كل عمل؟بالتأكيد ورغم أنني كنت متأكدا من ذلك فإن الشائعات هذه المرة كانت متلاحقة ولم تثمر عن شيء ولم تعطل أو تقلل من الجهد المبذول في العمل حيث بدأت الشائعات بسرقة ال «CD» الماستر المتضمن لأغاني الفيلم وقالوا إنها سرقت من داخل عربتي، وهذا لم يحدث، وأشاعوا عن خلافات بيني وبين المنتج وهم يعرفون مدى العلاقة القوية بيني وبين محمد السبكي، وأحيانا عن خلاف بيني وبين بطلة الفيلم وانأ اعرف من وراء هذه الشائعات ولكني لم ألتفت لهم.ماذا عن الجائزة التي حصلت عليها وحصولك أيضا على لقب أسطورة القرن؟هي جائزة «البيج ميوزيك اوورد» من الولايات المتحدة الأميركية ولقبت بأسطورة القرن باعتباري فنانا شاملا أغني وألحن وأؤلف أغنياتي بنفسي وكذلك قصص أفلامي وأنتجها وأخرجها أحيانا بنفسي. وكذلك حصلت على لقب الفنان الأعلى شعبية في العالم من خلال الأبحاث التي أجراها «البيج ميوزيك» وأنا أعتبر هذه الجائزة من أهم الجوائز التي حصلت عليها، وقد أشاد بها وزير الثقافة المصري الذي أكد أن مصر ستكرمني كأحد أبنائها، كما أكد سعادته البالغة لحصولي على هذه الجائزة القيمة. منافسون يحاربونني لكن رغم كل ما تحققه هناك هجوم عنيف عليك؟ أنا لا أنكر، ومثل هذا السلوك يؤكد أنني أسير في الطريق الصحيح، ولذلك دفعوا أموالا لآخرين من أجل محاربتي، وهذا يرجع إلى فشل مطربين بعينهم في الوصول إلى ما وصلت إليه، ولذلك لا أهتم بهؤلاء ولا ألتفت لهم؛ لأنني كلما أنجح في عمل يبدأ الهجوم عليّ ومثال لذلك عندما نجح فيلمي العام الماضي «عمر وسلمي» وألبومي «هعيش حياتي» طاردوني بالهجوم والإشاعات، وأتوقع بعد نجاح فيلمي الجديد «نور عيني» هجوما وشائعات وغيرها من الأساليب التي لا تقدم ولا تفيد هؤلاء، غير أن تجعلهم منصرفين عن إبداعهم ونشاطهم ويتفرغوا لي أنا ولذلك هم فاشلون. وهل أنت مبرأ من النقد مثلا؟ لا طبعا أنا أتمنى إذا أخطأت أو قمت بعمل فني فيلافيلم أو ألبوملالا، ورأى شخص أو مجموعة أن هذه الأعمال غير جيدة وحددوا وجهات نظرهم بطريقة علمية، بالتأكيد سأسمع لهم وأحترمهم وأشكرهم، ولذلك أنا عندما أقدم أي عمل أدرسه جيدا ولديّ مستشارون متخصصون أرجع لهم ورغم ذلك تختلف الأذواق لكن هذا لا يدعو للحرب الشرسة التي ستحرقهم ولا تضرني. نعود للجوائز مرة أخرى.. لماذا كنت ترفض جائزة الميدل إيست ميوزيك اوورد؟ نعم كنت أرفضها على مدى ثلاثة أعوام لأنها لا تعبر عن جهدي الحقيقي وحاولت أن تحصرني كمطرب فقط رغم أنني مطرب وملحن وشاعر ومؤلف لأعمالي وأنتج وأخرج.. والآن حصلت على جائزة «البيج ميوزيك اوورد» التي تقدر كل جهودي وتطرحني كفنان شامل حتى لقبت «بأسطورة القرن». متى تتسلم الجائزة؟ منتصف هذا الشهر «مايو الجاري» سأسافر إلى نيويورك لتسلم الجائزة وبدأت الاستعدادات لإجراء البروفة اللازمة للأغنيات التي سأقدمها خلال حفل تسليم الجائزة. لا أحب الصراعات أنت اعتدت على المشاكسات والصراعات حتى ولو كنت مخطئا.. هل بعد هذه التجربة يمكن أن تتغير شخصيتك؟ بالطبع فلابد أن يتغير الإنسان خلال مراحل عمره فأنا لا أحب الصراعات، ولكن من يحاول مصارعتي قد يجبرني على مصارعته ولن أتركه ينفرد بي ليصارعني في غفلة من الزمان فأنا أحس بعد هذه السنوات بأنني أصبحت أكثر نضجا وأكثر قدرة على المواجهة والاستمرار بشكل ناجح جدا وحتى كتاباتي أصبحت تشهد نضوجا أكبر. وما يؤكد ذلك أنني أحسب خطواتي بشكل جيد جدا، وكل عام أكون أفضل حالا من قبله فنيا، وما يسعدني أكثر أنني حاليا لديّ جمهور من أجيال عديدة وهؤلاء مسئوليتي، فلابد أن أقدم لهم المفيد وأن أكون صاحب رسالة وهي مسئولية كبيرة تشغلني دائما. هل تفضل المشاركة في حوارات برامج الفضائيات الرمضانية أم كعادتك سترفض؟ الناس دائما تتحدث عنى والفضائيات تتحدث عني سلبا وإيجابا، والكثيرون أشادوا بي وقالوا عني كنقاد أو متابعين وكذلك كثيرون أخذوا مني أحاديث صحافية.. فلذلك عندما يطلب مني الظهور في برنامج على الفضائيات لا أرفض، ولكن دائما أفكر في الوقت المناسب والجديد الذي سأقوله. ولن أكون ديكورا وأردد كلاما قُتِل بحثا ونشرا، وحتى الجديد إذا كان عملا سينمائيا أو غنائيا ليس بالضرورة أن أتحدث عنها بل لابد من وقت مناسب أو بعد أن ينضج العمل ويصبح قابلا للحديث فأنا أقدر القنوات والصحافة وغيرهما من الوسائل الإعلامية، ولكن لابد لهم أن يدركوا أن الفنان عندما يكون لديه ما يقوله فلن يتردد. واضح أنك مرتبط بوالدتك بشكل كبير؟ هي أهم شيء في حياتي.. وصاحبة فضل كبير عليّ وحتى أغنياتي قبل تقديمها لابد أن أسمع رأيها، ولم يخب رأيها يوما من الأيام ويكفي دعواتها لي دائما، كما هي داعمة لمشواري ومنحتني الثقة في نفسي لمواجهة كل المصاعب التي يمكن أن تواجهني في مشواري الفني وكانت لها نظرات بعيدة. هل تؤمن بأن اسمك قد يغطي على ضعف عمل معين في مجال آخر كتبته أو قدمته غير الغناء ؟ أي عمل ضعيف يظهر من أول وهلة وأنت تعتقد أنني يفترض أن أكون مطربا فقط وأترك باقي الأشياء لفرسانها..ولكنى عندما لحنت لنفسي وجدت أعمالي التي لحنتها أكثر نجاحا من أعمالي التي لحنها آخرون رغم تميزها. وعندما أكتب فيلما سينمائيا يمر على المنتج والمخرج والسيناريست وبقية الكاست ولا أظن أن كل هؤلاء يجاملونني؟! وأنا نفسي أستشير أصدقاء ومتخصصين لا يجاملونني أبدا وهذا يؤكد أنني موهوب، ويمكن أن أكتب قصيدة أو قصة ولا تكون جيدة، هذا أمر طبيعي ولكن لا أقدم على إنتاجها فأي كاتب أو أي شاعر أو ملحن لا تعجبه كل أعماله فهل هذا يعني أنهم فاشلون؟ لا أعتقد ذلك فأنا الحمد لله أمضي في طريقي بوعي عال بدون غرور. ولكن الكثيرين يعتبرونك مغروراً؟ هؤلاء الكثيرون أغلبهم من فئة معينة، ولكن الكثيرين من جماهيري والمعجبين بأعمالي يدركون أنني أكثر الناس تواضعا، وربما يرى البعض أنني لابد أن أبتسم في وجوههم وأن أفرغ نفسي للجلوس معهم في أي مكان حتى يقولوا إنني متواضع، والتواضع صفة طيبة وهى أن لا تتكبر على الناس ولا تستغل نفوذك لإيذائهم وأن تحترم مشاعر الآخرين وأن تكون رحيما وعطوفا في معاملاتك وهذه صفات تتوفر فيّ بقدر كبير والحمد لله. سوء تفاهم انسحاب منة فضالي من الفيلم لم يكن بسببي ولكن بسبب سوء تفاهم حدث بينها وبين المنتج محمد السبكي، رغم علمي بأن الأسباب التي جعلت منة تنسحب لا تستدعي ذلك، وكان من الممكن احتواء الموقف وتدخلت بشكل كبير لإصلاح سوء التفاهم. ولكني لم أوفق، وهذا يعود إلى أن منة حساسة ومرهفه قد تتأثر بأي شيء، وكما هو معروف فإن محمد السبكي رجل محبوب من الجميع ويساهم دائما في خلق مناخ طيب ورائع للعمل كما هو تلقائي جدا وعندما يقول كلمة أو رأيا لا يعني إغضاب أحد ولكنه يتحدث بسجيته وتلقائيته فهذا لا يغضب الذين يعرفونه مثلي.