2012/07/04
ديانا الهزيم – تشرين
منذ أيام بدأت شوارع سورية تتلون باللافتات والمنشورات الدعائية والصور المتنوعة والمتعددة لمرشحي مجلس الشعب ولكن كان اللافت والمختلف هذه المرة هو وجود أسماء نجوم الدراما تزين هذه اللافتات دعماً لأحد المرشحين..
ظننا بداية أن أحد النجوم تربطه علاقة وطيدة برجل الأعمال «المرشح المستقل محمد قبنض» وعند رؤيتنا للافتة أخرى تحمل اسم المرشح نفسه لكن هذه المرة مذيلة باسم نجم آخر، عندها زاد تعجبنا لكوننا لم نعتد على رؤية الفنانين وأسمائهم سابقاً.. لكن كانت الشعرة التي قصمت ظهر البعير عندما تكررت هذه اللافتات وبأسماء نخبة من نجومنا الذين نحبهم.. قلنا لابد أن يكون هذا المرشح صديق الفنانين المقرب خاصةً وأنه يمتلك شركة إنتاج سبق أن أنتجت مجموعة من المسلسلات السورية «كلعنة الطين» و«أسياد المال» و«مرايا»... لكن المفاجأة كانت عندما انتشرت إشاعة مفادها أن هؤلاء الفنانين الذين طبعت أسماؤهم على اللافتات لم يقوموا هم بتقدمتها، لا وليس لهم أي علم بالموضوع حتى..
تشرين قررت البحث في هذا الموضوع والتأكد من صحة الكلام فبما أن الإعلام هو السلطة الرابعة بدأنا..
تجولنا في شوارع دمشق وتابعنا اللافتات المنتشرة وتأكدنا وجود أسماء كل من الفنانين أيمن زيدان، سلوم حداد، رشيد عساف، حسام تحسين بيك، عبد الهادي الصباغ، سليم كلاس، سحر فوزي، مرح جبر، ليليا الأطرش، وكانت أغلب اللافتات قد طبع عليها «لا للفساد.. لا للبطالة.. كلنا أبناء سورية.. مرشحنا المستقل رجل الأعمال محمد قبنض» وتذيّل اللافتة باسم أحد الفنانين.
إلى أي مدى يحق للفنان أن يستخدم نجوميته خارج إطار الفن هل يحق لأحد أن يستثمر صور وأسماء الفنانين في غايات شخصية
وكان القاسم المشترك بين أسماء النجوم الذين نشرت أسماؤهم على اللافتات هو مشاركتهم في تصوير مسلسل البيئة الشامية «زمن البرغوث» الذي هو من إنتاج شركة قبنض للإنتاج ويقوم بإخراجه المخرج أحمد ابراهيم أحمد...
حاولنا الاتصال بهؤلاء الفنانين لنتأكد من الموضوع ونعرف من وراء هذا التصرف، بدايةً لم يجب بعضهم على اتصالاتنا باستثناء الفنان حسام تحسين بيك مشكوراً الذي قال لنا: «لا أعرف كيف حدثت القصة.. اتصل بي أحد الأصدقاء وقال لي «شو مرشّح حالك لمجلس الشعب» ضحكت عندها ثم عاد وأخبرني «مو انت مرشح حالك بس مقدم لافتة لمرشح».. ظننت أنه يمازحني ولكن أكد لي أنه رآها بعينه مكتوب «تقدمة الفنان حسام تحسين بيك» ولكنني صراحةً لم أر بعيني، وكيلا نظلم أحداً يجب أن نتأكد من وراء هذه القصة فالسيد محمد قبنض شخص ظريف، وقد يكون أحدهم وراء هذا التصرف، أو قد يكون هناك سوء تفاهم لذلك يجب علينا التأكد قبل الحكم أو القيام بأي تصرف»
أما الفنان أيمن زيدان فقد كتب على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «الفيس بوك» ما يلي: «فوجئنا أنا ومجموعة من الفنانين العاملين في مسلسل «زمن البرغوت» مثل رشيد عساف وعبد الهادي الصباغ وسلوم حداد وصباح الجزائري وآخرين أن منتج المسلسل محمد قبنض والذي رشح نفسه لانتخابات مجلس الشعب قد قام من تلقاء نفسه ودون علم مسبق لأي أحد منا بتعليق يافطاته الانتخابية على أنها تقدمة من كل واحد منا ونشرها في أماكن مختلفة من دمشق... استنكرنا بشدة ما حدث وتناقشنا طويلا فيما بيننا ما العمل؟ قلنا أن نبحث الآن عن إجراءات توضيحية لأن الاقتراحات القضائية أمر غير مفيد بعد أن انتشرت اللافتات وقرأها الكثير الكثير..وها أنا أؤكد عبر صفحتي أنه لا علاقة لنا بهذا الموضوع من قريب ولا من بعيد.. والله يجيرنا من أولى تباشير الحملات الانتخابية إن كانت بدايتها تقوم على عدم المصداقية».
ولكوننا لا نؤمن كثيراً بمصداقية الشبكة العنكبوتية ولاسيما أن التزوير من خلالها أمر شديد السهولة فقد توجهنا إلى موقع تصوير مسلسل «زمن البرغوث» والتقينا بدايةً الفنانة صباح جزائري -والمتعارف عليها بأنها نادرة الظهور إعلامياً- التي اكتفت بقول بضعة كلمات عن الموضوع وهي: «لم نقدم نحن اللافتات.. ما عنّا خبر بالقصة».
أيضاً الفنانة مرح جبر كانت فكرتها هي نفس فكرة الفنانين بأنها لم تقدم أي لوحة أو لافتة باسم أي مرشح وأنها فوجئت عندما أخبروها بوجود اسمها...
وعندما تحدثنا مع الفنان أيمن زيدان قال لنا «وجهة نظري من الموضوع كتبتها على صفحتي الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك وليس لدي ما أضيفه لذلك يمكنك أخذها عن لساني حرفياً» وبهذا يكون الفنان أيمن زيدان قد أكد لنا تماماً صحة ما قرأناه على صفحته سابقاً
حاولنا الاتصال كثيراً بالفنان سلوم حداد لكن كالعادة لم يرد على أي من اتصالاتنا ربما لانشغاله بالتصوير أو لأسباب أخرى خاصة..
تلك كانت وجهة النظر الأولى.. لم نكتف بها طبعاً لذلك قمنا بالاتصال برجل الأعمال والمنتج محمد قبنض وسألناه عما إذا كان لديه فكرة عن موضوع اللافتات وعن إنكار الفنانين تقديمها له فكان متعاوناً جداً وقال لنا ما يلي:
«عندما قررت الترشح لمجلس الشعب وأخبرت أصدقائي الفنانين بذلك جميعهم أبدوا حماساً واضحاً وكنا مجتمعين أنا والعديد من النجوم مثل رشيد عساف وسليم كلاس ووائل زيدان وآخرين، وأكدوا أنهم سوف يدعمون مشروعي، ويساعدونني في حملتي الانتخابية وقالوا بالحرف الواحد «نحنا معك»، ليس هذا فحسب وقالوا: «سندعمك بكل شيء.. سنقف على صناديق الاقتراع، وسنكون أول المتواجدين في المضافة..إلخ» وعندما سمعت بأنهم أنكروا تقدمتهم للافتات باسمي فوجئت خاصةً أنه لم يتصل بي أي منهم.. ولا حاولوا إيصال رسالتهم عن طريق أحد، وأنا لم أكن في سورية كنت في العاصمة اللبنانية بيروت عندما علمت بالموضوع فاتصلت بمدير إنتاج مسلسل «زمن البرغوث» الفنان وائل زيدان وسألته عما إذا كان هناك أي مشكلات فنفى الموضوع فوراً وقال لي إن كل الأمور جيدة وعلى ما يرام، وأنا لا أفرض شيئاً على أحد ولم أفرض وأنا فعلاً مستغرب لأنني وعندما عُلقت اللافتات وردني اتصالات عديدة من مجموعة كبيرة من الأصدقاء التجار والفنانين عاتبين عليّ لأن أسماءهم لم تكن موجودة على اللافتات وكان منهم المخرج أحمد ابراهيم أحمد، والفنانون رضوان قنطار ورهف شقير وبسام هلال ومديحة كنيفاتي وغيرهم، فالموضوع هو أنني لم أضع شيئاً من دون علم أحد ومن المسيء لي أن يعبر الأصدقاء الفنانون بهذه الطريقة وإن أخذ الموضوع هذا المنحى فليسمحوا لي أن أقول لهم إنني عندما أضع اسم أحدهم على لافتة انتخابية في الشوارع فأنا أحترمه بهذا التصرف واسم «محمد قبنض» اسم كبير ويجب أن يفتخروا بذلك ومن انزعج من اللافتة فليخبرني لألغيها فوراً فوجودها لا يقدم ولا يؤخر وأنا بترشيحي لمجلس الشعب أريد أن أقدم للوطن وللبلد وليس لشخص ما أياً يكن»
ثم أضاف قائلاً: «ما نشره الإعلام اللبناني عن الموضوع كان من أجل تبيان وجود فوضى في سورية وهذا مسيء لبلدنا وغايته تخويفنا ولكن أؤكد بأننا نحن السوريين نخيف ولا نخاف من أحد، فمجلس الشعب يعمل للبلد ومصلحته وهي ما يهمني بالمرتبة الأولى».
أنهى السيد قبنض حديثه قائلاً: «أريد أن ألفت نظركم لفكرة وهي أنني لو أردت أن أضع أنا لافتات باسمي وأنشرها أنا لكنت كتبت عليها حزب الاشتراكيين العرب الذي أنتمي له ولكن مدير حملتي الإعلانية هو من استلم الأمور التنسيقية وهو الذي اتفق مع الفنانين، وفي نهاية حديثي أريد أن أؤكد أنه مهما حصل يبقى جميع هؤلاء الفنانين أصدقائي فنحن نحب بعضنا بعضاً ولم تحصل مشكلات فيما بيننا ولن يحصل إن شاء الله».