2012/07/04
سهام خلوصي - الكفاح العربي
مع بينيلوبي كروز هناك ما يجوز وهناك ما لا يجوز. هي صريحة وسخية عندما تتحدث عن مهنتها وأمها وأختها والآخرين، لكنها شحيحة الى حد الصمت عندما يصل الحديث الى زوجها وطفلها. وهي تحب النساء القويات، وقد ارتضت أن تلعب دور القرصان (بتاء التأنيث) الى جانب أشهر قراصنة الشاشة جوني ديب في الجزء الرابع من «قراصنة الكاريبي» الذي سوف يخرج الى الصالات في أيار (مايو) المقبل.
معها، حول المواضيع التي تحبها، وبمناسبة فيلمها الاخير هذا الحوار.
هي ورقة رابحة لكل المخرجين، وهم يتهافتون عليها، كل منهم يراها في صورة مختلفة، ولذلك تعددت ادوارها واختلفت شخصياتها، ما ساعدها على أن تثبت موهبتها وجدارتها من فيلم الى آخر.
منذ ان اتعبها مصورو المشاهير بمطارداتهم المزعجة في مرحلة علاقتها بالممثل طوم كروز، تعلمت كيف تتكتم في الحديث عن حياتها الحميمية، وهي لا تسمح بطرح الاسئلة عن زوجها الممثل خافيير بارديم والطفل الذي رزقت به منذ اشهر وحقق لها حلم الأمومة.
ينتظر المعجبون ان يشاهدوها في أيار، في دور جديد كلياً وغريب بالنسبة الى امرأة: دور «القرصانة» الى جانب جوني ديب أشهر قرصان على الشاشة الفضية وذلك في الجزء الرابع من سلسلة «قراصنة الكاريبي» وهي سلسلة حققت نجاحاً جماهيرياً.
عن هذا الفيلم لا تتحدث بينيلوبي كثيراً لأنها، كما فريق العمل كله، حريصة على ان تبقي عامل التشويق حاضراً، حتى بدء خروج الفيلم الى الصالات. في المقابل هي لا تمانع في الحديث عن كل الجوانب الاخرى في حياتها بصدق وصراحة كما في هذا الحوار:
■ عندما كنتِ صغيرة هل أحببتِ قصص القراصنة، أم ان هذا شأن كان يهم شقيقك فقط؟
- لا. كنت اعشق هذه القصص. لكنني لم أتخيل يوماً ان ألعب دور امرأة قرصانة، لأن النساء القراصنة نادرات في الكتب والاساطير، ودوري في هذا الفيلم كان تحدياً جديداً بالنسبة إلي، يضاف الى سعادتي بالعمل مع المخرج روب مارشال الذي عملت معه سابقاً في فيلم «Nine». وسعادتي ايضاً كانت في اللقاء مع جوني ديب بعد عشر سنين من «Blow». جوني انسان ظريف جداً ولطيف جداً ومسلٍّ جداً! لقد تسلينا جداً اثناء التصوير.
■ اي نوع من الافلام تحبين للمستقبل؟
- هناك الكثير من الشخصيات التي أود ان أجسدها لكن لن اقول أكثر، لانه اذا شرحت اي نوع من الادوار أطمح اليه فإن الصحافة ستزعجني دوماً بالسؤال متى تصورين هذه الافلام؟ ما استطيع قوله، أن هناك اربعة او خمسة «سكريبات» مختلفة جداً عن الادوار التي اعتدتها، وانها كلها في مرحلة الكتابة. ولكن أنا أحب التغيير والتنوع. لا أحب أن ألعب الشخصية نفسها مرتين. لقد فاتني ان اعمل مع كلود شابرول الذي التقيته مرة واتفقنا على العمل معاً. لقد توفي مع الأسف. كنت احترم أسلوبه.
■ ما الذي كنت تفعلينه لو لم تكوني ممثلة؟
- من دون شك كنت راقصة باليه، لأنني مارست هذا النشاط لمدة سبع عشرة سنة. والداي ارسلاني لتلقي دروس الباليه منذ كان عمري 4 سنوات، ولاحظا انني كنت اكثر هدوءاً عندما اعود الى المنزل، لذلك قالا: «حسناً ستعودين الى المدرسة غداً». وبهذه الطريقة نصبح راقصات باليه. (تضحك). في غياب الباليه كنت سأختار مهنة تتيح لي أن اسافر، او شيئاً على علاقة بالحيوانات او البحر، مثل اكتشاف اعماق البحار.
■ انت الصورة الجديدة لعطر «Trésor» (الكنز)، ما هو الكنز الذي تبحثين عنه في حياتك؟
- سأقول: الصحة والحقيقة. اي اكتشاف كيفية حماية ما أتمتع به من صحة الى أطول وقت ممكن، والبحث عن حقيقة الذات. وهذان الامران يبدوان انهما الوحيدان الجديران بأن يكونا الكنز الذي ابحث عنه.
■ لماذا اختارتك «Lancôme» لتكوني الصورة التي تمثلها؟
- يمكن لأن المسؤولين عن هذه الماركة ربما رغبوا في صياغة قصة. أنا استطيع ان ألعب امرأة تجسد المشاعر التي يثيرها هذا العطر. عندما يكون لكِ ماض، منذ السادسة عشرة من العمر، امضيتِ فيه آلاف الساعات في التسريحات والماكياجات، فأنتِ تعرفين ما هو صحيح بالنسبة الى الشخصية، من التسريحة حتى الحذاء. ثم أنا أحب عطر «Trésor» وكل ما يثيره بالنسبة الي. اضافة الى ذلك، أنا أكنّ الكثير من الاحترام لهذه الماركة والعاملين فيها.
■ كيف تستطيعين وصف تحولاتك النفسية منذ ان اصبحت حاملاً؟
- احسست انني سعيدة جداً. شكراً للسؤال، لكن هذا كل ما استطيع قوله في هذا الموضوع.
■ ما الذي أخذتِه عن والدتك في ما يخص الامومة؟
- القوة والشجاعة. لدي والدة خارقة! ربتنا بشكل رائع في الوقت الذي كانت تعمل بشكل قاس في صالون الحلاقة الذي تملكه. علمتني الحوار، حرية القول الصدق، ومسألة الحضور دوماً في الاوقات الصعبة، والتسامح بين أفراد العائلة: اخي واختي ووالديّ. نحن عائلة متحدة جداً ومُحبة جداً وذلك بفضلها. والدتي هي اكثر من أحترم في العالم كله. استطيع ان اقول انها افضل صديقة لي. كنت استطيع ان اقول لها كل شيء وأنا في عمر الـ21سنة، ولديها شخصية غير عادية.
■ هل لعبت امك دوراً في مفهومك للجمال لأنها كانت مزينة للشعر؟
- بالتأكيد. عندما كنت صغيرة، وعلى مدى عشرات السنين كنت اجلس في الزاوية انشغل في اداء فروضي، فيما كنت اراقبها كيف تهتم بزبوناتها. ومن هنا تعلمت اسرار الجمال التي ما زلت اعمل بها اليوم. وصالونها للحلاقة كان ايضاً اول ملهم لي مسرحياً. فزبوناتها من النساء شخصيات متنوعة، من بينهن من تدعي انها شخصية معينة وهي في الحقيقة شخص آخر تماماً. وكنت اراقبهن وهن يتحدثن، ويفاخرن. وكانت هناك حوارات حول الحب والرجال والتقدم في العمر، والرغبات وايضاً المشاكل. صالون الحلاقة هو جلسة علاج نفسي من دون أن ندري.
■ في بعض مقابلاتك مع الصحفيين، يحضر والدك ويلتقط لك صوراً، لماذا؟
(تضحك). نعم انه يعشق التقاط صور للعائلة منذ ان كنا اطفالاً! الآن أمكنه ذلك، يأتي والدي لزيارتي. خصوصاً عندما اكون في اوروبا. اما عندما اكون في اميركا فنادراً ما يزورني والداي.
■ اين صار مشروعك مع شقيقتك مونيكا لانشاء ماركة ملابس خاصة بكما؟
- المشروع يتقدم. نحن نصمم الآن لماركة «Biaggini» التي توزعها محال تشارلز فوجيل، ونحن نبيع في العديد من البلدان الاوروبية. مونيكا موهوبة جداً في تصميم الازياء. وأنا أشاركها في ابتداع الافكار الجديدة. دائماً نتقابل كي نضع اللمسات الاخيرة. والامر المدهش. انه حتى اذا لم نتقابل لمدة طويلة فنحن نفكر تماماً في الاتجاه نفسه وهذا ما يسهل الامور.
■ لماذا اخترتِ ان تكوني العرّابة لمؤسسة RED؟
- بسبب صدقيتها. انها مؤسسة مستمرة وليست من اجل تقديم مساعدات طارئة ومؤقتة. RED تعمل مع العديد من الماركات التي تفرض عليها التزاماً لوقت طويل. انه مشروع مبني على اضافة عنصر انساني الى منتجات سيشتريها الناس. اذا كنت مثلاً تريد شراء Ipod فلماذا لا تختار Ipod من RED ما دام هذا يسهم في انقاذ حياة؟ إذا أنت فعلت ستساعد مرضى السيدا في ايجاد ثمن ادويتهم الضرورية لتمكينهم من الانتصار على الفيروس. ثلاثة آلاف يموتون في افريقيا كل يوم بسبب السيدا، والادوية مرتفعة الثمن بالنسبة اليهم. هنا تتدخل RED وتساعدهم في الحصول على هذه العلاجات.
■ صرحت مرة انك موسوسة. هل هذا الامر قوة تدفعك الى الامام؟
- انا لم اقل اني موسوسة بل قلقة، نعم، لكن الامر يتحسن. عندما كنت في العشرين من عمري كنت اقلق في شأن كل شيء. وكان ذلك كابوساً حقيقياً! كان لدي ميل لكي أدقق في كل الظروف والمواقع التي اكون فيها، وهذا ليس جيداً. لذلك بذلت جهوداً لكي اتخلص بعض الشيء من هذا القلق، ما زلت حتى اليوم ابحث عن لماذا وكيف، لكن في نهاية اليوم اكون قد فرغت تماماً من كل شيء.
■ ممارسة البوذية هل ساعدتكِ على بلوغ نوع من الصفاء والهدوء؟
- فلسفة البوذية ساعدتني كثيراً. درست البوذية عندما كنت شابة صغيرة جداً. انها فلسفة روحية وأنا أقدرها وأعجب بها، لأنها تزودنا بدروس رائعة في الحياة. أنا لست كاثوليكية وأحب ان ادرس ادياناً مختلفة منذ كنت مراهقة. أنا اؤمن بإله لا يخص اي فئة او طائفة في حد ذاتها.
■ قلتِ مرة انك لا ترتاحين إلا في النوم؟
- لا أحب المبالغة! ولكن صحيح انني احتاج الى ان انام كثيراً. أنا أغبط وأعجب بكل الاشخاص الذين يكتفون بثلاثة او اربع ساعات من النوم ويكونون في أفضل حال عندما يستيقظون. بالنسبة الي ليس الأمر كذلك.
■ تمثلين في افلام كثيرة، هل ستغيرين في ايقاع عملك بعد ان اصبحت أماً؟
- لقد بدأت في تقليص عدد الافلام التي اقبل العمل معها منذ اربع سنوات. كنت تعبة. منذ اربع او ثلاث سنوات اصبحت اعمل في فيلم واحد في السنة، وهذا الامر يوافقني جيداً. احياناً تصوير فيلم يمكن ان يمتد الى خمسة اشهر.
■ النساء معجبات بك. وانت اي النساء يعجبنك؟
النساء القويات، المستقلات والناشطات العاملات، على مثال ما كنت عليه يوم كنت عارضة منذ طفولتي (تضحك)، «سوبر وومن».