2012/07/04
وسام حمود - الوطن السورية
كعادتها المخرجة رشا شربتجي، عودتنا دائماً أن تفاجئنا بكل ما هو لافت، وجميل، وها هي اليوم تطل علينا بنص للكاتبة رانية بيطار، يحمل عنوان «بنات العيلة» وهو من إنتاج شركة كلاكيت للإنتاج والتوزيع الفني التي قامت بتمويل عدة أعمال أثبتت حضورها على الساحة العربية الدرامية.
مسلسل بنات العيلة عمل اجتماعي معاصر، يرصد حياة فتيات ونساء بأعمار مختلفة، ويتحدث عن عوالم إنسانية متنوعة، وشفافة، عودتنا عليها في نصوصها الكتابية رانية بيطار التي تختار بدقة، ورقة نصها الذي يحتوي دوماً على مساحات واسعة من المشاعر، التي تختلج داخل الروح.
«الوطن» زارت لوكيشين بنات العيلة، واللافت فيه هو العلاقة الحميمة واللطيفة التي يعيشها الكادر الفني بأطيافه كافة، لدرجة تشعر فيها أنك ببيت العيلة.
المخرجة رشا شربتجي أكدت لـ«الوطن» أنها اختارت مسلسل بنات العيلة لأنها تحب أن تكون الأعمال متنوعة، وهذا الأمر يفرض شكلاً من التقطيع، من الأداء، شكلاً بالإضاءة، وهو فرصة للتنفس كما هو شكل مختلف وخاصة أننا نمر بظروف قاسية، وخرجت من عمل صعب، واخترته لأنه من الأعمال التي تعطي مساحة من الأمل، التفاؤل، والإحساس بالدفء، وهو عمل ناعم ككاتبته، التي حين تجلس معها، تجد أن لديها طاقات من الإيجابية، والسلام، ونحن بحاجة لهذه الأعمال البسيطة التي تحمل طروحات بسيطة ولكنها تعالج حالات إنسانية مهمة (الحب، العشق، الخيانة، الصدق، الكذب، الصداقة) مجموعة من المتناقضات التي تتعلق بشخصيات هذا العمل، كما أنني اتهمت بالسوداوية والقسوة، فأريد أن أثبت أن لدي مساحة من البياض والأمل.
وعن الجزء الثاني من الولادة من الخاصرة للكاتب سامر رضوان، قالت المخرجة رشا شربتجي: إنه لو كان الجزء الثاني ليس بخطوة بعد الجزء الأول وأهم منه لما قررت دخول التجربة، وخاصة أن الكاتب سامر رضوان خلق مفاصل ومشاكسات جديدة، وسامر كعادته دائماً يطرح مفاصل جديدة وهناك شخوص جديدة بالعمل والمشاهد سوف يحبه، أما عن تصوير العمل فهو بمنتصف الشهر الثالث.
وعن احتمال مقاطعة الدراما السورية لموسم 2012 قالت المخرجة رشا: ما دام الموضوع مرتبطاً بالسياسة فهو ما لا يمكن توقعه فيمكن أن نغفو على شيء ونصحو على شيء آخر، وهناك أزمة من حيث قلة الإنتاج ففي مثل هذا الوقت يكون هناك ثلاثون عملاً، وعن الحل لهذه المشكلة المتوقعة تؤكد شربتجي أننا بحاجة لمحطات سورية ليكون تسويق الدراما غير معتمد على محطات خارجية التي قد تتحكم بتفاصيل المادة التلفزيونية التي تصل لها.
الممثلة نظلي الرواس التي تلعب دور شخصية اسمها ميرفت وتقول لـ«الوطن»: إن شخصيتها هي من الشخصيات الأساسية في العمل، وهي صاحبة مشاكل تريد كل شيء لها، بأي وسيلة ومهما كانت الطريقة، بمعنى آخر هي فتاة انتهازية، تتعرض لمجموعة ظروف تضطر فيها بالنهاية لقتل زوجها، وخلال سير حلقات العمل نعلم لما هي بهذه المواصفات.
نظلي التي تؤدي للمرة الأولى دوراً أمام المخرجة رشا شربتجي، تؤكد أن ما شجعها على قبول الدور هو وجود المخرجة رشا المشهود لها بالتميز، ولديها عين ساحرة، وهي ببساطة تثق بإمكانياتها كمخرجة، لأنها تعطي فرصة للممثل بكل المجالات، كما أن قبولها للدور كان فرصة جميلة للتعرف إلى وجوه جديدة من زملاء الوسط.
نظلي ترى أنه في حال تمت مقاطعة الدراما السورية هذا العام، بسبب الظروف التي تمر بها سورية من يقاطعها فسيكون هو الخاسر لأن الدراما السورية لها أهميتها في العالم والعربي ومكانتها التي لا تهتز.
يذكر أن نظلي الرواس خريجة المعهد العالي عام 2006، وأول أعمالها كان في مسلسل مطلوب رجال، يليه جلسات نسائية، والآن بنات العيلة.
الممثل فادي صبيح الذي يؤدي دور ضابط وصولي، متزوج من واحدة ويقيم علاقة مع أخرى، يستغل زوجته الأولى يأخذ منها نقوداً، ويلعب بهم قماراً، ويقوم بتهريب والدها خارج البلاد لأسباب، فيقوم بابتزازها من خلال والدها، علاقته بزوجته تتسم على حد قول صبيح (بالوساخة) فهو يعيرها بعلاقاتها السابقة، ويصل بها الأمر في النهاية لقتله حين تعلم بزواجه من أخرى.
صبيح وعن تجربته مع المخرجة رشا شربتجي، يرى أنها تجربة مهمة فهي مخرجة متعاونة، لا تعمل بشكل كلاسيكي، ولكن على حس الممثل، ودائماً يهمها اقتراحات الممثل أثناء تنفيذ المشهد حتى لو كان بعيداً عن تركيبته.
صبيح علق على عمله في مسلسل الولادة من الخاصرة فوصفه أنه نص وبشهادة الجميع متميز، وخاصة أن كاتبه سامر رضوان، يكتب بطريقة مختلفة، وهو كاتب غير تقليدي، يكتب من روح ما يحدث في الشارع، ومن الأمور التي يمر بها الإنسان، وهو قادر على خلق الأحداث والتعاطي معها وقريب من البيئة التي يكتب عنها.
وعن مقاطعة الدراما السورية يؤكد صبيح أنه لا شك ليس لدينا محطات خاصة، ونحن بحاجة لها، وسمعنا عن تراخيص لأربع محطات نتمنى أن يكون هذا الكلام صحيحاً، لأنه يخلق حالة منافسة فتصبح السوق المحلية أهم، حتى للممثلين، ومن الممكن أن يكون هناك مقاطعة، لكن العمل السوري بهويته وهو يدافع عن نفسه، وكل المحطات تلقفه وتسعى إليه.
الممثلة رجاء اليوسف التي تؤدي دور الخادمة في بيت نظلي الرواس، ترى أن العمل مميز ومختلف، لأنه يحمل علاقات لطيفة وشفافة، ورشا شربتجي تحوله بطريقة ذكية إلى عمل متكامل، لأنها تعطي الفنان حقه ليقدم أفضل ما لديه، والعمل فيه محاور كثيرة ومتكامل، وتعتقد أنه سيلقى استحسان الجمهور.
حسام سلامة مخرج منفذ في مسلسل بنات العيلة يتحدث عن مهمته ويصفها بأنها صلة الوصل بين المخرج وموقع التصوير، وهو المخ الذي ينفذ أفكار المخرج، وعن الصعوبات التي يواجهها المخرج المنفذ يرى سلامة أن عدم التنسيق بين الممثلين، أو توقيت المشهد بين النهاري والليلي، من أبرز الأزمات التي يواجهها في عمله. ويقول سلامة: إن هذه تجربته الأولى كمخرج منفذ مع رشا شربتجي، وهي غامرت بي في هذا العمل، بناء على اهتماماتي، وأنا لم أتجرأ مع أي مخرج على طرح نفسي بهذه الصفة.
عاصم العوا مدير إدارة الإنتاج، أكد لـ«الوطن» أن بنات العيلة هو واحد من عدة أعمال محضرة منذ السنة الماضية، مؤكداً أن للشركة الكثير من الأعمال القادمة، رفض الكشف عنها.
وعن الجزء الثاني من الولادة من الخاصرة، قال العوا: إن القرار كان بين الكاتب والشركة، فالأحداث في الجزء الأول تحتمل أكثر، وبعد دراسة مطولة كان هناك ما يشبه استفتاء، وكان القرار أن يكون هناك جزء ثان لكي يأخذ العمل حقه أكثر.
عن المتاعب التي يواجهها خلال التصوير تحدث العوا عن مشكلة مهمة إلا وهي الافتقار إلى مدينة سينمائية، لأننا خلال التصوير نواجه مشكلة توافر اللوكيشين، فسكان البيوت بات من الصعب أن نسيطر عليهم، والأماكن التي صورنا فيها احترقت، والبديل لحل هذه المشكلة هو مدينة سينمائية تختصر الوقت، وفي هذا الأمر راحة للكل العاملين في المسلسلات.
وعن مقاطعة الدراما التي إن حدثت: ما الخلل الذي ستخلفه لشركات الإنتاج، يقول العوا: ممكن أن يكون هناك مقاطعة، وهي طبعاً خطرة على المنتجين، فإنتاج سورية من فترة كان 40 عملاً، أما اليوم فليس لدينا سوى أربعة أعمال فقط، والبديل والحل لهذه الأزمة هو محطات سورية، تحوي كافة أعمالنا كي لا نشعر بالقلق، ونكون على الأقل قادرين على استرجاع رأس المال ليس أكثر فها هي مصر مثلاً لا تقلق لأن لديها 33 محطة، فوجود محطات سورية هو الحل الأمثل لمشكلة التسويق.
بنات العيلة من بطولة: نسرين طافش - كندة علوش- باسل خياط - سليم صبري- صفاء سلطان- جيني إسبر- قمر خلف– نظلي الرواس- فادي صبيح- محمد قنوع.
إنتاج مؤسسة كلاكيت للإنتاج والتوزيع الفني.
سيناريو وحوار: رانيا بيطار.
إخراج: رشا شربتجي.