2013/05/29
علاء محمد – دار الخليج
خمسون عاماً أمام الكاميرا وفي الإذاعة، ولا يزال ينضح حيوية ونشاطاً . . نجم من الجيل المؤسس للفن في سوريا عاش في سوريا على وقع كل مآسيها السابقة ولم يغادرها، فيجيب باستفهام عن سؤال: “فكيف أغادرها اليوم؟” . بسام لطفي وحديث في الفن . . جديده في الدراما إنجاز سينمائي كبير .
* ما الأعمال التي تشارك فيها للعام الحالي في الدراما السورية؟
- أشارك في مسلسل “فوق سماء الوطن” مع المخرج نجدت أنزور وهو عبارة عن عشر ثلاثيات موجهة نحو الأزمة في سوريا وانتهيت من تصوير دوري في مسلسل “ياسمين عتيق” مع المخرج المثنى صبح وهو بيئي شامي واعد بتغيير النظرة عن الدراما البيئية على أنها تقليدية، إضافة إلى استمراري في العمل الإذاعي للعام الخمسين على التوالي دون انقطاع من خلال مسلسلات درامية تبث عبر إذاعة دمشق .
* ما الشخصية التي تؤديها في “فوق سماء الوطن”؟
- أولاً، المسلسل عبارة عن عشرة أفكار تقع كل واحدة منها في ثلاث حلقات منفصلة، لكنها، جميعها، تصب في خانة معالجة الواقع السوري الذي ظهر منذ عامين في البلاد، في هذه الثلاثية ألعب شخصية “أبو وليم” وهو رجل من حي الحميدية في محافظة حمص، تضطره الأحداث الدموية في حمص إلى هجرتها فتكون وجهته العاصمة دمشق، فيأتي إلى دمشق مع زوجته وعائلته، وهناك يصاب بمرض ما فيجري عملية جراحية فتقوم علاقة وجدانية بينه وبين الطبيب الذي أجرى العملية برغم التنافر السياسي بين الشخصين، حيث إن كل واحد منهما يكون مؤيداً لطرف من طرفي الصراع في سوريا .
* هل وجدت أن هناك اقتراباً من الواقع السوري في هذه الثلاثية أم أن الجمهور سيشاهد عمليات ترقيع كالتي كان يراها في السابق؟
- لا أبداً، نحن أمام مخرج مختلف تماماً هو نجدت أنزور الذي لم يعرف الترقيع والمجاملات يوماً، بل إنه تعرض لمواقف صعبة نتيجة أفكاره التي كان يطرحها في الدراما حتى قبل الأحداث في سوريا .
في الثلاثية هذه، سيكون المشهد السوري حاضراً كما هو وإن اختلفت نتيجة المعالجة له فهذا يعود لوجهات نظر تطرح من المخرج أومن الكاتب، لكن لا يمكن أن يكون لدى أنزور ما يشبه المجاملات وأنا واثق في أن الجمهور سيلمس هذا الأمر عند مشاهدته العمل .
* وماذا عن شخصيتك في ياسمين عتيق؟
- في هذا المسلسل البيئي الذي يعود للقسم الأول من القرن الثامن عشر، يحضر التاريخ بصورة واضحة، ويبرز التوثيق كرقم صعب، فلا يمكن لأحد أن يقول عن هذا المسلسل عندما يعرض، إنه بيئي تراثي كما كانت تتهم المسلسلات الشامية السابقة أو معظمها .
شخصيتي هي لرجل لديه ابنة جميلة في مقتبل العمر يحاول أحد متنفذي الحي الزواج منها برغم تقدمه في السن، فترفض هي ويعارض شقيقها بقوة، فأرفض أنا أيضاً . لكن الرجل المتنفذ يدبر عملية اختطاف لولدي بهدف الضغط علينا لنوافق على الزواج، فأرضخ أنا للأمر كي أنقذ ولدي، لكن ابنتي تكون قد هربت من المنزل ومن الحي كله، فندخل في دراما معقدة لا يمكن ذكرها ببساطة هنا . ويبقى أن أشير إلى أنني أموت في نهاية العمل ولا تكون قضية ابنتي قد حلت ولا يكون ولدي قد عاد .
* ما رأيك بهجرة زملاء لك للبلد إثر الأحداث الحالية؟
- ليصدقني الجمهور أنني لم أسأل ممثلاً عن سبب هجرانه للبلد، كما لم أسأل ممثلا آخر عن سبب بقائه في سوريا، أمور شخصية تعود لكل شخص على حدة، وأعتقد أنه من المعيب أن أجيب عن زملائي، فالأفضل أن يُسأل كل ممثل عن سبب وجوده في مكانه الحالي، إن كان في سوريا أم خارجها .
* حسنا، ما سبب وجودك في سوريا حتى الآن؟
- لأنني سأبقى فيها مهما بلغت الظروف شدة ومهما سالت دماء، هذه بلادي التي أفتديها قولاً وفعلاً وليس بالقول فقط، ولدت هنا وتربيت هنا، ومرت ظروف عاصفة في الستينات والسبعينات والثمانينات، ولم أغادرها، فكيف أغادرها اليوم؟ .