2012/07/04
سامر محمد اسماعيل - السفير
«مددتُ يد العون للحركات التحررية في بنغلاديش وجنوب السودان وأفغانستان وليبيا والبوسنة والهرسك، وها أنا أمد يد العون مجدداً للمعارضة السورية ضد حكم بشار الأسد، تماماً كما كانت إسرائيل في وضع مشابه في العام 1948 عندما أكمل شعبها خطوته الأولى نحو التحرر والإنجاز السياسي، هذا الكوكب كبير بما يكفي لتحقيق أحلام هذه الشعوب بالحرية والاستقلال».
هذا ما قاله الفيلسوف الفرنسي - الصهيوني برنار هنري ليفي صاحب لقاء المبادرة السورية في باريس، على شاشة «بي بي سي العربية»، خلال استضافته الأربعاء الماضي مع أطياف من المعارضة السورية في الداخل والخارج، من بينهم عضو مجلس الشعب محمد حبش، وعارف دليلة.
لم يتورع «صاحب الحلم الصهيوني العظيم» كما يلقب نفسه بالتحدث عن الحركات التحررية العربية قائلاً: «آمل أن أرى أطفال سوريا ومصر وإسرائيل ينتمون إلى العائلة البشرية الكبيرة، فأنا رجل سلام وحوار وتسامح». كلام علق عليه مقدم البرنامج الزميل زين العابدين توفيق سائلاً: «لكن هل زرت غزة للاطلاع على الوضع الإنساني هناك؟» يجيب ليفي «لا، لم توجه لي دعوة للزيارة، والا لقمتُ بذلك». ويقاطع زين العابدين ضيفه «لكنك زرت ليبيا و يقال انكَ ساهمت في توريط فرنسا بالاعتراف بالمجلس الإنتقالي في بنغازي» يرد ليفي: «كان لي شرف المشاركة في الاجتماع الذي نظمه المجلس البلدي لمدينة مصراتة في ظروف صعبة للغاية. وهذا أكبر إنجازاتي التي أحلم بها، لكن هل نحن هنا للتحدث عن غزة أم عن سوريا؟».
يتضايق الضيف ويمضي المقدم في أسئلته: «كيف تؤمن بالحلم الصهيوني العظيم وبأحلام الشعوب العربية بالتحرر في الوقت ذاته، ألا يتعارض ذلك مع مشروعك؟» يجيب ليفي على مضض: «الشعب السوري منهمك ببشار الأسد الذي يفقد شرعيته في مواجهة مظاهرات شعبه بالأسلحة الثقيلة..» يعلق المقدم: «مهلاً سيد ليفي.. ألم تقصف إسرائيل أطفال غزة بالطائرات والفوسفور الأبيض المحرم دولياً؟».
يجيب ليفي: «لا. لا.. القضية في غزة مختلفة، فهناك مسألة حرب ومواجهة، ليبيا ليست سوريا، وسوريا ليست مصر (..) لذا أرجو أن يخرج مجلس الأمن بقرار يوقف بشار الأسد عما يقوم به، فشعب غزة ليس ضحية حصار إسرائيل، بل هو ضحية «حماس» التي لا تشكل حكماً ديموقراطياً، وتسلب مواطني غزة حقوقهم».
ولم يوافق ضيوف البرنامج ليفي في كلامه، إلى أن تدخل الأمين العام للتيار السوري الديموقراطي محيي الدين لاذقاني منقذاً إياه من حرجه: «لا توجد هناك مشكلة على الإطلاق بمشاركة برنار ليفي في مؤتمر باريس، فهذا لم يكن مؤتمر معارضة سورية، بل أمسية باريسية تضامنية مع سوريا. المشكلة أنك اليوم أمام إعلام سوري مضلل، فغداً ستخرج عليك قناة «الدنيا» والفضائية السورية لتعلنا للمشاهدين بأن «المعارضة السورية تحاور الصهاينة».
هكذا أخذ الفيلسوف الصهيوني «بوزاته» على كاميرا «بي بي سي العربية» جنباً إلى جنب مع وجوه المعارضة السورية. هكذا حاول «إقناع» مشاهديه «بنزعته الإنسانية»، وهو الذي حمّل مسؤولية قتل الطفل الفلسطيني محمد الدرة «لوالده الذي وضع ابنه في مرمى النيران الإسرائيلية»!