2013/05/29
وائل العدس – الوطن السورية
قطعت المخرجة عبير إسبر شوطاً كبيراً في تصوير مسلسل «العبور» في تجربتها الإخراجية الأولى في الدراما بعد فيلمي «تك تك» و«عبق مغادر»، وقد ألفت العمل بنفسها، ويصور كاملاً في لبنان وتحديداً في منطقة الجبيل الساحلية ذات الطبيعة الخلابة.
يشارك في العمل نخبة من نجوم الدراما السورية منهم: عباس النوري، وسلافة معمار، وجهاد سعد، وباسل خياط، وقيس الشيخ نجيب، ومديحة كنيفاتي، وريم علي، وميسون أبو أسعد، ومحمد حداقي وآخرون، إضافة إلى اللبناني بيير داغر.
خيال علمي
يتناول المسلسل محاولات «معين الخال» للتخلّص من فكرة أن يَحكم أو يُحكَم، وذلك من خلال البحث عن عالم آخر حتى لو اضطر لاختراعه.
والمسلسل في عمقه هو خيال علميّ عن مخلوقة فضائيّة اسمها «مايا» تصل إلى الأرض كي تحلّ كل الملفات العالقة لدى معين.
العمل خيال علمي يجري في قالب من التشويق ويحكي عن رجل أعمال لديه الكثير من التداخلات الاقتصادية والسياسية في بلاده ويقرر بعد اختباره كل أشكال السلطة وأنواعها وتداخلها في حياته العامة والخاصة أن يبحث عن عالم مواز حيث لا يحكم فيه ولا يتحكم به آخرون».
ويجري في إطار تشويقي اجتماعي لنكتشف عبر حلقة كاملة من الأحداث الميزة التي تجعل من الأرض معجزة لا تتكرر، وما الذي يميزنا نحن البشر عن العالم الموازي، أو عن المخلوقات الفضائية.
يناقش العمل أفكاراً أزلية، هي ماهية السلطة، والحرية، والبنية الاجتماعية، والله، الشيطان، والإيمان، والموت والحياة، والحب والكراهية، وهل نحن مسؤولون عن قدرنا أم لا؟، وهو الأول من نوعه في الدراما السورية.
قصة العمل
يبدأ النص بوفاة رجل الأعمال في ظرف غامض، لنكتشف أنه قبل رحيله طور نوعاً من الاتصال مع العالم الموازي، إذ إنه يغادر عالمنا في ما يشبه الصفقة حيث تحل مكانه مايا، شخصية أنثوية تظهر لتغلق كل ملفاته التي تركها معلقة، لتبدأ حلقة من الأحداث تكشف المحنة الإنسانية والأسئلة المتعلقة بها، من أسئلة تتعلق بالإيمان والسياسة، كالسلطة المطلقة والحرية، وإلى أخرى تتعلق بالمفاهيم مثل الأبوة والبنوة والتحقق الفردي والانتحار، الخ».
يؤدي عباس النوري دور معين الخال، رجل السلطة السابق، الذي يترك المنصب الرسمي من دون أن يتخلى عن نفوذه، ويتجه إلى الأعمال الخاصة، ويبدأ العمل بنوع من الصفقة، مع مايا التي تؤدي دورها الممثلة سلافة معمار.
أما الرسالة الأبرز في المسلسل فهي أن البشر غير مستعدين لتحمل نتيجة أعمالهم، ويبحثون دائماً عن المخارج على عاتق الآخر، وتفسِر دلالة اسم «العبور» بأنه انتقال من حالة إلى حالة، هروب من الألم والواقع والمسؤولية إلى الشيء الافتراضي الغامض.
من عبير إسبر؟
عملت اسبر كمخرجة مساعدة، ومخرجة منفذة في عدد من الأفلام السينمائية والأعمال التلفزيونية، كالعمل مع هيثم حقي في مسلسله «ردم الأساطير» عام 2002، ومع يسري نصر الله في فيلمه «باب الشمس» 2003، ومع سمير ذكرى في فيلمه «علاقات عامة» 2005، ومع ريمون بطرس في فيلمه «حسيبة» 2006.
أما الروايات التي أنجزتها فهي: لولو، منازل الغياب، قصقص ورق.
شخصيات العمل
يؤدي عباس النوري دور معين الخال، رجل السلطة السابق الذي يترك المنصب الرسمي من دون أن يتخلّى عن نفوذه ويتّجه إلى الأعمال الخاصّة، وبعد أن يحقّق كلّ شيء يكتشف أنه لا يمكن للإنسان إلا أن يكون حاكماً أو محكوماً، فيرفض الدورين معاً ويحاول إعادة قوننة الحرية حتى لو اضطر إلى إعادة اختراع هذا الكون، ويبدأ صفقة مع «مايا» التي تؤدّي دورها سلافة معمار القادمة من بعد آخر للبحث عن أفضل الجينات بين البشر وتقوم بصفقات معهم بعد أن تتلاعب بحياتهم وعقولهم.
أما ميسون أبو أسعد فتلعب شخصية «روعة» التي تتوجّه إلى عرض الأزياء، وتدخل في علاقة رئيسيّة مع «عماد» الذي يؤدي دوره باسل خيّاط.
بدوره يؤدي جهاد سعد دور «أسعد مختار» وهو صديق معين وعائلته لكنّه يغار منه دائماً، وعندما يختفي معين يشعر بالقلق والضياع ويحاول أخذ مكانه في العديد من الأمور.
وتلعب ريم علي شخصية «نيبال» وهي الزوجة الثانية لـ»معين» وتحبه حباً كبيراً، في حين يؤدي محمد حداقي دور «مجد» الشاب الميسور الذي يفقد الثروة والعز فجأة ويجد نفسه وقد داهمه الفقر، قبل أن ينضم إلى إحدى الجماعات المتطرفة.
ويقدّم قيس الشيخ نجيب شخصية «إلياس» الدكتور الشاب والوسيم، وهو صديق معين الخال اي وشريكه وفي نفس الوقت صديق العائلة ويصبح مقرباً من زوجة صديقه.