المونتاج عملية إخراج ثانية...الرنتيسي: بإمكان المونتير أن يرفع عمل أو يفشله

دارين صالح  - الوطن السورية

عادة ما ينسب نجاح أو إخفاق مسلسل ما أو أي عمل درامي إلى المخرج والنجوم المشاركين فيه، علماً أن هناك جنوداً مجهولين لا نعيرهم اهتماماً لكون أسمائهم تمر مرور الكرام في شارة المسلسل...هناك أشخاص فنيون وتقنيون يبذلون جهوداً حثيثة وكبيرة لا تقل أهمية عن جهود مخرج العمل وممثليه.

ومن بين هؤلاء الأشخاص المونتير الذي يعد المخرج الثاني للعمل، وقد يظن المتابعون أن عمل المونتير يقتصر على قص اللقطات ولصقها مع العلم أن عملية القص واللصق هذه لا تخلو من النظرة الفنية واللمسة الإبداعية التي ترفع قيمة العمل وتميزه وتجعله حيوياً وجذاباً...

وللتعرف على ماهية عملية المونتاج وتفاصيلها التقت «الوطن» المونتير حسام الرنتيسي فقال:

المونتير هو المخرج الثاني للعمل، يغطي عيوب المسلسل سواء كان هناك إخفاق بالإضاءة أو مشاكل في الصوت أو في اللقطات أو الحركة... فالحصيلة الأخيرة تصل إلى المونتير الذي يرى المادة بشكلها النهائي.

تعريف المونتاج

يعرف المونتير الرنتيسي عملية المونتاج فيقول:المونتاج يعني توليف اللقطات والقطعات والمشاهد حسب تسلسل زمني معين وفقا للنص مع استثناء الرديء وغير الصالح للعرض للوصول إلى المادة المرغوبة من حيث حجم اللقطة وحجم المشهد وحجم الحلقة، كما يقوم المونتير بتطبيق السيناريو مع المواد المصورة.

تصنيف المونتير

يقول حسام الرنتيسي: يصنف المونتير حسب طبيعة وحجم عمله إلى نوعين، الأول:ينفذ النص بحذافيره حسب تقطيع المخرج.

النوع الثاني وأصنف نفسي منهم وهم من يخرجون نوعاً ما عن تقطيع المخرج، وتطبق هذه الحالة عندما يكون هناك تعاون سابق بين المونتير والمخرج فينشأ بينهما لغة مشتركة ويصبح بينهما كود مشفر، فكل واحد يعرف ماذا يريد من الآخر.

وعن بداية عملية المونتاج قال: في الفترات الماضية كان المونتير يبدأ عمله بعد انتهاء التصوير أو بعد بداية التصوير بشهر، حاليا يبدأ المونتير عمله في اليوم الثاني من التصوير حيث يبدأ بتجميع المونتاج وبعد انتهاء التصوير يجلس المونتير مع المخرج خلال مايقارب عشرة أيام لتجميع الحلقات فقط وينتهي العمل.

كما يوجد مونتير ايقاعه سريع ومونتير ايقاعه بطيء وأعود وأكرر أن عمل المونتير أقرب ما يكون إلى عمل المخرج فالمونتير بإمكانه أن يرفع عملاً ويمكنه أن يسقط عملاً ويفشله.

المكساج

وعندما سألنا الرنتيسي عن المكساج وفيما إذا كان يدخل ضمن مهام المونتير قال: المكساج هو توازن المستويات levelsبين الموسيقا والحوار والمؤثرات الصوتية.

في وقت مضى كان المونتير يعمل بالمونتاج والمكساج وبعضهم مازال يعمل بالاختصاصين..... بالنسبة لي أفضل الاختصاص فمن الأفضل أن يكون هناك مختصون بالمونتاج وآخرون بالمكساج.

وعن الدراسة الأكاديمية قال:في الماضي كان هناك مونتيريه لم يحصلوا حتى على الشهادة الإعدادية وهم مهمون جدا... أنا خريج كلية الإعلام إلا أن شهادتي لم تفدني بمجال عملي على الإطلاق وإنما فتحت أمامي آفاقاً أخرى وأفادتني أكثر على المستوى الشخصي.

أخطاء المونتير

قد يقع المونتير في بعض الأخطاء أثناء أداء عمله الأمر الذي أكده الرنتيسي فقال: من الأخطاء التي يقع فيها المونتير عادة أن ينتج المشهد بطريقة لا تتوافق مع رغبة المخرج حيث بإمكانه أن يقطع المشهد بعدة طرق وأساليب وبإمكانه أن يقلب جميع الأفعال وردود الأفعال.

من مونتير إلى مخرج

كما ذكرنا سابقاً المونتير هو المخرج الثاني للعمل كما يوجد في الوسط الفني اسماء لامعة لمخرجين كانوا يعملون في المونتاج في وقت سابق يقول حسام:

يوجد عدد كبير من المونتيريه تحولوا بعد ذلك إلى مخرجين، فالمخرج نجدت أنزور كان مونتيرا فالمونتير يقرأ ما بين السطور بذائقة فنية ونظرة إبداعية.

المونتاج اللاخطي

يقول حسام أنا أول من منتج بالطريقة اللاخطية بواسطة الحاسوب، وعندما شعرت أن الكومبيوتر سيأخذ مكانه في عالم المونتاج بدأت أحول عملي من الطريقة الخطية العادية إلى الحاسب أو الطريقة اللاخطية لأتعلم هذه التقنية الحديثة.. فالزمن القادم هو زمن المونتاج اللاخطي الذي يرفع المستوى الفني للأعمال من خلال المؤثرات والنقلات والتقطيعات، حيث يوفر مونتاج الكومبيوتر عدة برامج منوعة تثري عملية المونتاج وتتيح خيارات أكثر أمام المونتير.

الشللية بالوسط الفني

كثيرا ما نسمع عن الشللية في الوسط الفني أي عندما يقوم مخرج معين باختيار فريق عمله من ممثلين ونجوم وصوت وإضاءة وتصوير وديكور ومونتاج ويحتفظ بهذا الفريق والمواظبة على العمل معه في أكثر من مسلسل وعلى مدى عدة مواسم.... وعن هذه الشللية بالوسط الفني يقول الرنتيسي: أنا لست ضد ما يسمى الشللية.

البعض يسمي المخرج الذي يعمل مع فريق معين بالشللية في حين أنا لا أسميها ذلك، فالمخرج دائما يبحث عن الأشخاص الذين يرتاح معهم من فنيين وتقنيين.. أنا أسميها توليفة جميلة تخلق عملاً جيداً... وأنا ضدها في حال تسببت بإيذاء العمل فهناك مخرج يتمسك بمدير إضاءة غبي أو مصور ليس مهنياً وذلك بسبب محسوبيات أو قرابات وهو أمر نادر جدا، فالمخرج بالنهاية يهمه مصلحته وخاصة أن المسلسل سيخرج بتوقيعه وبالتالي يهمه أن يكون عملاً خالياً من الأخطاء.