2013/05/29
آنا عزيز الخضر – الثورة
الحالات المسرحية المتميزة، تألقت في مسارح المحافظات ،حيث لم تخلُ محافظة سورية من مهرجان مسرحي ما ،تحت عناوين مختلفة ،بدءاً من حلب إلى حماه إلى الحسكة واللاذقية وحمص والسويداء .. وغيرها ، وبرز عبرها إبداعات كثيرة في المسرح ، هذا و تتعالى الدعوات دائما من اجل ترسيخها، فهي الحالة الأكثر ايجابية ،إذ تعتبر تنشيطا للحركة المسرحية وللمسارح المحلية في المحافظات ،وما يتبعها من حالة حراك ثقافي والترسيخ لحضور المسرح ودوره الثقافي والتنويري ، من هنا يسعى الكثير من المبدعين العمل على هذا المشروع ،هذا عدا ما نسمعه عن عروض متميزة على مسارح المحافظات هنا وهناك ، مثل (شيطان بذاكرة ملاك )نص (جواد الشوفي) وإخراج (رفعت الهادي ) لفرقة حكايا في السويداء ،و(حدث في يانتابور ) المسرح العمالي بحماه وغيرهم الكثير ، فأكثر ما يشجع الأعمال المسرحية المهرجانات المسرحية التي تعلي من شأن المسرح ، و تجعله أكثر انتشارا على مساحة الوطن ،و كان آخرها مهرجان المونودراما في اللاذقية الذي أقامه البيت العربي للموسيقا بالتعاون مع المسرح القومي في اللاذقية ،و قد تضمن عروضاً كثيرة منها (حكايات سورية) التي توجت ورشة عمل أقامها الفنان( جهاد سعد) لأكثر من أربعين طالب جامعي، كان له مساهماته الإبداعية في المشاركة و تقديم حكايا متنوعة عن الواقع السوري المأساوي و المزين دائما بالأمل و التفاؤل ،ثم (المطرود)بطولة (تمام العواني )ثم (الثرثرة الأخيرة للماغوط ) تأليف الكاتبة (غلاديس مطر ) وقد أكد الفنان (فائق عرقسوسي)مخرج العرض في لقاءاته العديدة ،أن أكثر ما لفت نظره في جمهور العرض ،هو حضور الشباب بأعداد كبيرة، والذي أتى حبا بالمتابعة و المعرفة والبحث عن أجوبة عديدة تشغل ذهنه ،خصوصا أن العرض أثار الكثير من التساؤلات كما قدم أجوبة عديدة وأطروحات ومعالجات متنوعة ،و هذا بحد ذاته يعطي مؤشرا هاما على تفعيل أهمية المسارح المحلية و الفعاليات الخاصة بها، و تأثيرها عبر الخلق لحراك ايجابي ومتفاعل ، من شأنه تفعيل الدور الثقافي للمسرح و تأثيره، و قد سبق، و أقيم أيضا مهرجان الكوميديا في اللاذقية ،وهو مهرجان سنوي، استقبل عروضاً محلية وعالمية ، كان آخره الدورة الخامسة،منها( شكسبير ملكا) إخراج لؤي شانا( موقف الأزبكية من الأزمة المسرحية )لفرقة (باب) للفنون المسرحية، و قد سبق عرضه في مدينة دمشق إضافة إلى عروض عربية منها (الطفيلي) من الجزائر و غيرها و قد حققت تلك العروض نجاح جماهيريا،كما حضرت عروض صيغت برؤية جديدة منها، كان (كاسك يا وطن )من إخراج الفنان ( مضر رمضان)وتحدث المخرج عن نفس الجانب قائلا :المهرجانات بصورة عامة فرصة جيدة لانتشار الفكر المسرحي ،وجعله قريبا للناس ،،فالعرض المنفرد بذاته ،يبقى عرضا أحادي الجانب ،قد لايحرض الجمهور اتجاهه،عدا المختصين ،إنما وضعه ضمن جو كرنفالي مترافقا مع ظاهرة اجتماعية معينة أو مناسبة خاصة ،يكسر حاجزا من الحواجز العديدة بين الجمهور والعرض ،كما يزيد من حماس الفنان ضمن وضعه في إطار تنافسي مقابل العروض المشاركة ،أتمنى أن تستمر المهرجانات بصيغة اكبر،وان تأخذ طابعا كرنفاليا اكبر ،يضمن لها الانتشار على نطاق واسع ضمن الشرائح الاجتماعية ،التي لاتعني بالمسرح كثيرا ،فالمهرجانات باختلاف مستوياتها خطوة جيدة ،لإعادة هيكلة الجمهور المسرحي السوري والتجربة المسرحية على حد سواء ،عدا عن أهمية ترسيخ حضور المسر ح واستمرار يته في حياة الناس .
أكدت تلك المهرجانات أنها تنعش تلك الوسيلة الثقافية على مساحات واسعة من ارض الوطن، حيث لم تبق محافظة سورية تقريبا ،إلا و أقامت مهرجانات مسرحية، لتؤكد على أهمية ذاك التفاعل والحراك الثقافي ، و ذلك مهما تفاوتت سويات العروض ،إذ تشارك فيها فرق مسرح جامعي و فرق شبيبة و فرق اتحاد عمال ،تعمل و تنشط المسرح، و تعالج القضايا الجادة في مجالات واسعة، مثلا مهرجان الحسكة المسرحي العام الماضي، و بمناسبة اليوم العالمي، تضمن أكثر من عشرة عروض مسرحية كلها إبداعات محلية، لفرق و كوادر محلية كتابا و إخراجا وتمثيلا ،عرضت على صالات المراكز الثقافية في الحسكة و القامشلي ،كان منها (مشدود كالوتر) تأليف (إسماعيل خلف )إخراج (فراس الراشد) مسرحية (السقوط )في القامشلي تأليف (محمد أبو معتوق) إخراج( احمد شويش) وغيرها ، كلها عروض ،أظهرت النشاط المحلي الخلاق ،وأكد الاهتمام الكبير بالمسرح ، و من جهة ثانية كان هناك دورة خاصة لعروض مسرح الأطفال في مهرجان الحسكة فكان منها (اللوحة المفيدة)( و مسرية جحا و الملك زعفران )(بهلول و الأمير الكسول )و قد رافق تلك الدورة محاضرات فكرية و ثقافية حول المسرح والنهوض بعناصره كافة .كما لم تغب مدينة حماة عن المهرجانات ،حيث حضرت عروضاً شهيرة أعيد عرضها في مهرجان حماة منها (حكايا الملوك)( بيت بلا شرفات)( نيغاتيف )إخراج (نضال سيجري) و لابد من الذكر بان( مهرجان ربيع مسرح الأطفال السابع )قد تجول في كل مساحات القطر تحت هذا العنوان ، و قدم عروضه في كل المحافظات .
نعم أن المهرجانات المسرحية المحلية،أقيمت على مساحات الأرض السورية دوما،و كانت منشغلة بالهم الثقافي و الوطني و الحراك الايجابي، الذي يدفع الناس إلى حالة ثقافية متميزة من شأنها أن تفعل الكثير، من هنا ندرك ماذا فعلت الأحداث الطارئة أيضا في الشأن الثقافي، رغم استمرار الكثير من الأعمال والإبداعات والمهرجانات .