2013/05/29
محمد رُضا – دار الخليج
أكثر الممثلات اللواتي يخطين خطوات كبيرة، وواثقة إلى الأمام هي جسيكا شستين . تاريخها ليس بعيداً في مضمار السينما، لكنها خلاله استطاعت أن تحوز اهتمام النقاد والمنتجين على حد سواء، الفريقان متّفقان على أنها ممثلة مختلفة في الجمال والموهبة عن السائد، في خمس سنوات ظهرت جسيكا، المولودة سنة ،1977 في عشرة أفلام متوالية بما فيها “كوريولانوس” المأخوذ عن رائعة شكسبير و”شجرة الحياة” تحت إدارة ترنس مالك و”سالومي المتوحشة”، الفيلم التسجيلي الذي أخرجه آل باتشينو وصولاً إلى “بلا قانون” في خريف هذا العام .
وهي في هذه السنة تقف في مواجهة احتمال اختيارها بين المرشّحات الرئيسات حين إعلانها خلال الشهر الثاني من العام الجديد، وذلك عن دورها في فيلمها الجديد، وهو بدوره سيكون من بين الأعمال المنتظر ترشيحها لأكثر من أوسكار آخر بينها أوسكار أفضل فيلم وأفضل مخرجة (كاثرين بيغلو) .
في هذا الفيلم وعنوانه “الثانية والنصف بعد منتصف الليل” (هذا هو التعبير العسكري للعنوان:Zero Dark Thirty تؤدي جسيكا شخصية محللة تعمل في وكالة الاستخبارات الأمريكية تقود العملية الاستخباراتية المعقّدة التي قادت القوات الخاصّة لمهاجمة مقر بن لادن وتصفيته . وإذا ما رشّحت، كما هو متوقّع، فإن ذلك سيكون ترشيحها الثاني، ولو أن الأول كان في مجال التمثيل المساند، وذلك عندما تم ترشيحها عن دورها في “المساعدة” . حينها ذهبت الجائزة إلى زميلتها في الفيلم أوكتافيا سبنسر .
لكن جسيكا ليست وحدها في الحظ الحسن هذا العام، فالاحتمالات كبيرة أمام الممثلة جنيفر لورنس عن دورها في فيلم “كتاب مسطّر بالفضّة” للمخرج ديفيد أو راسل وفيه تؤدي الممثلة ذات الاثنين والعشرين سنة دور المرأة التي تحاول جذب رجل لا يزال واقع في حب زوجته رغم أنها خانته (برادلي كوبر)، ما تضعه الممثلة في المقدّمة هو جهد متواصل لتوفير شخصية امرأة غير متوازنة بدورها لكنها مخلصة في رغبتها بالانتماء إلى الرجل الذي وقعت في حبّه .
مثل جسيكا شستين ظهرت جنيفر من خمس سنوات أيضاً، ولعبت حتى الآن في عشرة أفلام ولو أن استحواذها الاهتمام كان عام 2010 عندما لعبت بطولة “عظمة شتوية” الذي رُشحت رسمياً عنه لجائزتي غولدن غلوبس والأوسكار، لكن كلا الجائزتين ذهبا إلى منافستها نيكول بورتمن عن دورها في “بجعة سوداء”، التي ربما لعبت دوراً معقّداً أكثر، لكنها لم تؤده أفضل من لورنس لدورها في “عظمة الشتاء” .
الأكبر سنّاً
هذا التساوي في الفرص بين الممثلتين شستين ولورنس عليه أن لا يدفعنا لتجاهل المرشّحات القويات الأخريات، وفي حين أن لورنس هي أصغر الممثلات الطامحات للوصول إلى الترشيحات الرسمية سنّاً نجد الممثلة الفرنسية إيمانويل ريفا تقف بين المخضرمات، فهي في الخامسة والثمانين من العمر، وورائها نحو 56 فيلماً منذ سنة ،1958 السبب في أنها موجودة ضمن الترشيحات حالياً هو دورها في “حب” أمام جان-لوي ترتنيان، أكبر المرشحين بين الرجال (يصغرها بثلاث سنوات) .
هيلين ميرين الثانية في جدول الأعمار فقد احتفلت في منتصف العام الماضي بميلادها السادس والستين، وهي إذا ما وصلت إلى الترشيحات الرسمية، كما هو متوقّع، فسيكون ذلك عن دورها في فيلم “هيتشكوك” الذي تؤدي فيه دور الزوجة التي تتحمّل ولع المخرج الكبير بالممثلات الصغيرات ذوات الأعناق الطويلة والشعر الأشقر .
وفي النطاق ذاته، تتحدّث هوليوود عن جسيكا أخرى هي جسيكا بيل التي لعبت شخصية الممثلة فيرا مايلز في الفيلم ذاته . وقد تنجح جهودها في جذب هوليوود إلى اعتبارها ممثلة جادّة وليست فقط ممثلة عابرة أو محدودة . لكننا لم نلتقط أي إشارة من هوليوود تفيد بأنها تنظر إلى أبعد من هيلين ميرين في هذا الفيلم علماً أن سكارلت جوهانسن لديها دور أكبر من ذلك الذي تؤديه جسيكا بيل إذ تلعب شخصية الممثلة جانيت لي .
وتتحدّث هوليوود عن جودي دنش في مسابقة أفضل ممثلة مساندة، وهي بالفعل ليس من أبرز المرشّحات في هذا الوقت، بل تبدو الأكثر أهلاً للفوز بها وذلك عن دورها في فيلم جيمس بوند الأخير “سكايفول” .
وهناك من ينادي بسالي فيلد لكي تربح أوسكار أفضل ممثلة مساندة وذلك عن دورها زوجة للرئيس إيراهام لينكولن في فيلم المخرج المعروف ستيفن سبيلبرغ “لينكولن” . لكن، وإذ شاهد هذا الناقد الفيلم في عرض خاص مؤخراً، سيكون اختياراً عاطفياً أكثر واقعياً إذا ما تم نظراً لأن فيلد لا تفعل أكثر من التصرّف كامرأة قلقة على زوجها .
باقي الأسماء النسائية التي تتردد حالياً تشمل آن هاذاواي عن دورها في “البائسون”، وهو الدور النسائي الوحيد البارز في هذا الفيلم الموسيقي، لذلك حظّها في “الغولدن غلوبس” فرع الكوميديا أو الفيلم الموسيقي، هو أكبر من حظّها في الأوسكار، كايرا نايلي عن دورها في “آنا كارنينا” الذي لم يقنع كثر بها، ناوومي ووتس منضمّة حديثاً إلى هذا السباق إذ عبر فيلمها “المستحيل” كذلك تبدو آمي أدامز من بين من ترتاح الأكاديمية الى وجوههن وأدوارهن وهي فعلت ذلك لاعبة دوراً مسانداً في “السيد” .