2013/05/29
علي أحمد – الثورة
كيف تبدو صورة المرأة العربية في أغاني الفيديو كليب ؟ وهل تعكس هذه الأغاني واقع حال المرأة العربية كما هو دون تزييف وخداع؟
بالتأكيد إنها صورة قاتمة وسلبية تحاول طمس معالم هذا الواقع وإخفاء عيوبه عبر نقله إلى واقع خيالي افتراضي تلعب فيه الصورة مكانة أساسية في تشكيله وصياغته، هو زمن صعود الصورة التي باتت تغزو العالم وتعربد في فضاءاته طلباً للمزيد من الانتشار والسيطرة ومن هنا عمدت شركات الانتاج العربية إلى تقديم نوعية جديدة من الأغاني تسعى لتشكيل هوية جديدة للمرأة العربية ترتكز بشكل أساس على الإعلان ووسائل الإعلام المختلفة بكل سطوتها وقدرتها على التسويق والنشر بما تطرح من أفكار وايديولوجيات تفضي إلى خطاب واحد همه التسويق والربح حتى وإن كان على حساب القيم الأخلاقية والتربوية كما على حساب القيمة ابداعياً وذوقياً وهو خطاب خلق صورة نمطية للمرأة ينتقل بها إلى عوالم ومكانات أخرى تبتعد عن كل قضاياها النبيلة وخاصة عندما يحولها إلى دمية وسلعة رأس مالها جسدها في حضور مادي طاغ يغيب أي حضور انساني لها.
إنه طوفان الصور التي يعريها ليس فقط بالمفهوم المادي للكلمة بل أيضاً بالمفهوم المعنوي بما فرض واقعاً فنياً جديداً يريد أن يرسخ رسالته التغريبية في جميع المجتمعات وخاصة غير المحصنة ضد أي غزو فكري وثقافي عبر تحويل كل شيء إلى مفهوم السلعة المعروضة للبيع حيث تبقى المرأة أهم عناصره ومرتكزاته الاعلانية فالمرأة كجسد كما يراها تجار المال الفاسد تصبح وسيلة ناجعة للتأثير على المتلقي وخاصة جيل الشباب في لغة مستحدثة تتبنى المجانية وإثارة الغرائز الحسية في عودة مظفرة إلى أزمنة الرق والنخاسة التي تعود مع صناع هذا الفن أكثر تشويقاً وإغراء وإباحية في هروب نحو التجارة بمقولات الفن العظيمة وذائقة المتلقي. المهم في كل ذلك أن تكون السلعة جذابة ومغرية حتى لو كانت فاسدة وهنا نتحدث عن السوية الفنية الابداعية لأغلب هذه النتاجات الغنائية الكئيبة وهذا يقتضي بطبيعة الحال أن يكون التسويق متقناً ومغرياً، يسأل «آرنست فيشر» لماذا تكون المرأة مجرد أداة لإثارة الشهوات وإشباع الرغبات؟ أليس ذلك تكريساً لصورة نمطية سلبية عن الفن والمرأة «كسلع» للاستهلاك وهل هدف الفن السعي إلى إثارة الغرائز؟؟.. سؤال برسم كهنة وتجار هذا الفن البائس والمريض إلى حد الموت.