2012/07/04
محمدرضا – دار الخليج
انطلق مهرجان بالم سبرينغز السينمائي في دورته الثالثة والعشرين في السادس من هذا الشهر وينجز أعماله في السادس عشر موفّراً دورة شملت تعزيز مكانته كونه المهرجان الذي يهتم بعرض أغلبية ما أرسل من أفلام عالمية بغية دخول أوسكار أفضل فيلم أجنبي . ومن أصل 63 فيلماً مثّلت 63 دولة تقدّمت بأعمالها إلى الأكاديمية، قام المهرجان بعرض 40 فيلماً منها . والواقع أن المهرجان تطوّر كثيراً عما كان عليه قبل اثني عشر عاماً حينما حضره هذا الناقد لأول مرّة . وهو يكتسب هذه السنة أهمية خاصّة باستقباله أحد عشر فيلماً تحت راية “ليال عربية”، وهو اسم لأحد أقسام مهرجان دبي الرئيسة، راعى فيها أن تشمل أعمالاً من دول عربية عدّة .
النيّة جيّدة ولا غُبار عليها، لكن في حين أن تقديم هذه الأفلام في مطبوعة المهرجان يُشير إلى أنها منتخبة لعلاقتها بثورات الربيع العربي، الا أن الواقع هو خلو أغلبية هذه الأفلام من رصد تلك الثورات، ولو أن بعضها (مثل “678” للمصري محمد دياب) يمكن أن يُساق كتحضير لها . ما كان الأجدى تعميمه بالنسبة للمهرجان هو أن هذه الأفلام المنتخبة تعكس قضايا نسائية مختلفة يبدو أنها شغلت مبرمجة هذا القسم أليسا سيمون .
هذا حال الفيلم الإماراتي “ظل البحر” للمخرج نوّاف الجناحي: حكاية عاطفية ذات مرام اجتماعية حول فتى معجب بابنة الجيران (تقع الحكاية في رأس الخيمة) لكنه لا يعرف إذا ما كان ذلك حبّاً أو لا وحين يعتقد أن امرأة تكبره سنّاً معجبة به يترك الفتاة الأولى، التي تعاني وضعاً عائلياً صعباً .
من الأردن يظهر مجدّداً فيلم “مدن ترانزيت” (أعمال 2010) للمخرج محمد حشكي . فيلم جيّد الإيقاع والرسالة حول امرأة تعود إلى عمّان لتجدها تغيّرت عما كانت عليه، هي والعلاقات الاجتماعية السائدة تحت ضغط التطرّف .
الفيلم اللبناني “الاختفاءات الثلاثة لسعاد حسني” يعاين حياة الممثلة البديعة الراحلة وما شابها من مشكلات خلال حقبة نجوميّتها وانتهاء بموتها في ظروف غامضة . وهو من إخراج رانيا ستيفن المميّز بمجموعة كبيرة من المشاهد التي أثارت هنا فضول عديدين لم يعلموا أن للسينما العربية، ممثّلة بالمصرية، هذا الثراء الكبير من المواهب .
الجامع بين هذه الأفلام الثلاثة هو المرأة، فهي موجودة بمتاعبها المختلفة في كل من هذه الأعمال وعلى خلفيات شتّى، وهو أيضاً حال “عاشقة من الريف” للمغربية نرجس نجّار الذي يتحدث عن شابّة عليها أن تبتعد عن شر يحيط بها في سبيل تحقيق غاياتها النبيلة . إخراج عام لا يسمح بالكشف عن موهبة ما زالت طور التبلور .
من مصر فيلمان لافتان هما “678” لمحمد دياب و”أسماء” لعمرو سلامة: الأول عن ظاهرة التحرّش بالنساء في الحافلات العمومية والثاني حول امرأة مصابة بداء الأيدز والمستشفيات ممتنعة عن علاجها من مرض آخر في الكبد خوفاً من العواقب .
من فلسطين “رجل من دون هاتف جوّال” وهو الاستثناء الوحيد بالنسبة لأطروحاته فهي ذكورية تتناول الصراع العربي- “الإسرائيلي” من جانب جديد تبعاً لحكايته الجديدة . الفيلم الفلسطيني الثاني هو “حبيبي رأسك خربان” لسوزان يوسف الذي هو قصّة قيس وليلى في خان يونس اليوم . أيضاً له ما يقوله في الوضع السياسي . ومن المغرب “كم كبير حبك” لفاطمة زموم و”الحب في المدينة” لعبد الحي العراقي: كلاهما أيضاً عن مشكلات اجتماعية في ظل الرغبة في التغيير .