2012/07/04
دمشق-بوسطة وسام كنعان - الدراما السورية تستجر ذاتها وتعيد نفس الأفكار الأعمال الدرامية السورية لهذا العام سلطت الضوء على عورات المجتمع بطريقة فجة فيها نوع من التشهير والاستباحة لهذا المجتمع إن من يتابع الدراما لهذا العام سيخاف من القدوم لسوريا ظناً منه أنها تحولت إلى ما يشبه ضواحي شيكاغو الحالة العامة هي خيبة أمل حقيقية بتعويلنا على المخرجين الشباب الذين أتيحت لهم فرص كبيرة لقيادتهم أعمالاً ضخمة خاصة على المستوى الإنتاجي لكنهم للأسف لم يقدموا سوى أعمالاً عادية لم ترق لمستوى البداية الجديدة للدراما السورية يمكن أن تختصر رجال الحسم إلى عشرين حلقة بينما يمكنك أن تختزل باقي الأعمال لثلاثة حلقات لا نملك في سوريا ممثل واحد يصلح لدور الأب وخالد تاجا أفلس هناك التفاف على الدراما من خلال الدوبلاج... ومن يعملون بهذا الموضوع هم مجموعة تجار يتحملون مسؤولية تخريب الدرما السورية بداية دعنا نسجل رأيك بما قدمته الدراما السورية لهذا الموسم ؟ لم تحقق الدراما السورية الصدمة الإيجابية والقفزة النوعية التي كنا ننتظرها على أمل أن تحقق شكلاً جديداً للمنافسة وتبقي على الدراما السورية في موقع متقدم فأغلب الأعمال التي قدمت هذا العام حملت كماً هائلاً من التشابه من حيث الفكرة وتناولها، وقد سلطت هذه الأعمال الضوء على عورات المجتمع بطريقة فجة فيها نوع من التشهير والاستباحة لهذا المجتمع وبصورة كفيلة بتخريب الواقع الحقيقي للمجتمع السوري لدرجة أن من يتابع الدراما لهذا العام سيخاف من القدوم لسوريا ظناً منه أنها تحولت إلى ما يشبه ضواحي شيكاغو. هذا من جهة ومن جهة أخرى تجد أن التركيز على مسألة العشوائيات وصل لدرجة مبالغ فيها مع التصريحات المخالفة للواقع، وإيهام أنفسنا أن سكان سوريا أغلبهم سكان عشوائيات وهي مسألة تبرر ما نقدمه من دراما. خاصة أن كل ما قدم هذا العام هو إعادة تكرار لما قدم في سنوات سابقة . لكن ألا ترى أن هناك مخرجين شباب يملكون موهبة ويقدمون أعمالاً على سوية جيدة ؟ هذا الكلام له علاقة باستثناءات، أما الحالة العامة فهي خيبة أمل حقيقية بتعويلنا على المخرجين الشباب الذين أتيحت لهم فرص كبيرة ليقودوا أعمالاً ضخمة خاصة على المستوى الإنتاجي لكنهم للأسف لم يقدموا سوى أعمالاً عادية لم ترقى لمستوى البداية للجديدة للدراما السورية . لنتحدث عن رجال الحسم والانتقادات التي وجهت له من حيث الأخطاء التي وقع فيها، والإطالة الواضحة وأداء بعض الممثلين غير المقنع.؟ لا يمكن أن تقدم عملاً ناجحاً على هذه السوية دون بعض الأخطاء، خاصة أن ما يميز عملي كمخرج هو إقدامي الدائم على التجريب وما قدمناه في رجال الحسم اعتمد بشكل أساسي على التجريب من خلال (الفلاش باك) والتركيز على أداء الممثلين وصياغة أبعاد إنسانية للمشاهد والعمل على الشكل وجودة الصورة رغم أننا صورنا بأجهزة متخلفة عكس ما تهيأ للمشاهد وما روج عن العمل. والمسلسل التلفزيوني هو فسحة المخرج للتجريب. أما بالنسبة للإطالة فهو أمر لا بد منه ضمن شرط الثلاثين حلقة فأنا كمخرج أرغب بتقديم أعمال لا تتجاوز العشرين حلقة، لكن لا بد لنا من أن نخضع لشرط العرض الرمضاني، ويمكن أن تختصر رجال الحسم إلى عشرين حلقة بينما يمكنك أن تختزل باقي الأعمال لثلاث حلقات. أما فيما يخص أداء الممثلين في الصف الثاني والثالث لا بد أن هناك ممثلين أثبتوا جدارتهم رغم وقوفهم لأول مرة أمام الكاميرا، بينما فشل البعض الآخر لكن دون التأثير على الأداء العام، في الوقت الذي حاولنا فيه الابتعاد عن تشابه الوجوه في أعمال أخرى خاصة بالنسبة لأبطال العمل الرئيسين لكن عندما تريد أن تأتي بممثلين لأدوار الصف الثاني تقف محتاراً في من تختار فكل سوريا لا تملك ممثلاً واحداً يصلح لدور الأب: مثال على ذلك خالد تاجا الذي يعيد نفس (الكركتر) وبنفس طريقة التمثيل منذ أكثر من عشر سنين. وماذا عن الجزء الثاني من رجال الحسم خاصة أن موقع بوسطة علم أن هناك خلافاً نشأ بينك وبين الكاتب فايز البشير؟ فكرة المسلسل لا تخضع ولا تحتمل الأجزاء، إنما القضية أن هناك هزيمة في سنة 1967 وبعدها هناك نصر في حرب تشرين. قدمنا الهزيمة ولم تكتمل الفكرة، فلا بد من تقديم حرب تشرين في جزء ثان وأخير، لكن الشركة المنتجة تعتقد أن البشير غير مؤهل لكتابة الجزء الثاني، ويريدون تكليف كاتب آخر لكتابة الجزء الثاني، ببساطة هذا هو الموضوع، فالخلاف بينه وبين الشركة وأنا لا يعنيني الموضوع ، ثم لماذا عليّ أن أبذل مجهوداً إضافياً لجهدي كمخرج. إذ جاء نص رجال الحسم كما كان في بدايته وقد واجهته بالرفض نتيجة خطأ فني كبير حيث كان النص يطرح بطل القصة بعد أن يسافر متجهاً للتعرف على العرب، على عكس المنطق الذي يقول أن شخصيةً تسعى للانتقام من خلال التجسس ستبتعد عن أية منطقة فيها عرب ما اضطرنا للتخلي عن 700مشهد، وإعادة صياغة لها وعاد البشير ليعمل على النص لمدة ثلاثة أشهر تحت إشرافي وبمساعدة كادر العمل في مكتبي حتى وصل للشكل الذي يمكن أن يكون نواة لعمل هام، هذا لا يلغي أن فايز البشير يملك حس كتابي وموهوبة جيدة، ولا يعاني من عيوب كبيرة لكنه يفتقد إلى لخبرة، ثم هناك مشكلة لها علاقة بعدم ارتياح الشركة المنتجة للتعامل معه وفي النهاية أنا مخرج ولست منتجاً. ستكلف الشركة المنتجة كاتباً آخر، وسيكون لي دور في الإشراف على العمل. لكن في النهاية لست طرفاً ليكون هناك خلاف معي. دعنا نتحدث عن التجربة الإخراجية السورية في مصر كيف ترى تلك التجارب وما هي مبررات استقدام مخرج سوري لعمل مصري؟ لا أحد يستطيع أن يعمل على بيئة لم يعشها، أو يلامسها ويعاينها عن قرب، وهذا أمر مفروغ منه وطبيعي. الممثل ممكن أن ينجح كونه يعمل على دور معين وتحت إشراف مخرج وقائد للعمل إذ يمكن له أن يتنقل من بلد لآخر ويكسب موهبة وخبرة أكثر كما فعل الممثلون السوريون في مصر وإن تفاوتت درجات نجاحهم. لكن ما هي الإضافة التي يمكن أن يقدمها مخرج سوري لعمل مصري. التجارب التي نجحت هي استثناءات لا تزيد عن عملين أما الباقي لن ينجح ولن يستمر حتى وإن قدم هؤلاء المخرجون قضايا ذات بعد عام أو سير ذاتية، فمسلسل عبد الناصر فشل. فكيف للأعمال الأخرى التي تدخل في عمق المجتمعات المصرية أن تنجح. وما صحة ما يشاع عن أن هناك التفاف على الدراما السورية ومحاولات لإفشالها.؟ هذا الكلام على درجة كبيرة من الصحة وهو ما يحصل فعلاً دون التفكير في الأموال المدفوعة لتحقيق مثل هذا الهدف وستجرب أكثر من طريقة فما معنى أن الدراما المكسسيكية والتركية تدبلج طوال عمرها بالفصحى, ثم فجأة أرادوا دبلجتها باللهجة السورية، وهو للاستفادة من هذه اللهجة الناجحة للتقليل من شأن الدراما السورية وهو ما صرح به المنتجون الخليجيون في أكثر من محفل. وفي النهاية تجد السوريين يدافعون عن هذا الموضوع بحجة أنه يقدم فرص عمل لشباب يسجلون مشاهدهم بمبلغ مئتي ليرة سورية وهو الرخص بعينه. ومن يعمل في هذا الموضوع هم مجموعة تجار يتحملون مسؤولية تخريب الدراما السورية. أحد نجوم الدراما السورية صرح بأن نجدت أنزور، لم يساهم في قيام هذه الدراما وتطورها بقدر ما أطلق تصريحات مسيئة بحق زملائه.؟ هؤلاء أشخاص مرضى مصابون بانفصام شخصية، لا يمكن الرد عليهم لكن دعهم يعدون لك عملاً هاماً قدمته الدراما السورية قبل أن أعمل فيها وهل يمكن لأحد أن يجد عملاً لي لا يحمل مضمون أو لم ينجح. لكن هل ترى أن المخرج كفيل بإنجاح العمل إذا لم تهيأ له الظروف الأخرى المناسبة.؟ بالطبع لا مناص من تضافر مجموعة عوامل لنجاح العمل لكن تبقى عين المخرج هي العامل الأهم ويمكن لمخرج موهوب أن ينقذ نص رديء ويصنع منه عملاً مهماً، في الجوارح مثلاً جاءني النص مكتوب عليه مسلسل بدوي كتب بالفصحى لعدم تمكن الكاتب من الكتابة باللهجة البدوية فكتبه بالفصحى وكانت الشركة المنتجة في طور تحويل النص للهجة البدوية، لكن كان اقتراحي للعمل على الشكل الذي عرض فيه، فإذا كان صاحب المشروع الحقيقي هو المخرج يمكن أن ينقذ نص سيئ، لكن ما يحصل اليوم مع المخرجين الذين تجدهم بعد شهر رمضان ينتظرون فرصهم في المقاهي تلك الفرص تتجسد في إشعارات المحطات العربية ليباشروا بأعمال تختارها تلك المحطات، أو ينتظروا منتجاً منفذاً لينجح بإقناع محطة ما بمسلسل يختار عليه مخرجاً ما ليكون النجاح ضمن تلك المشاريع مصادفة، بينما أنا شخصياً أختار نصوصاً أطرحها على منتجين لأكون صاحب المشروع منذ بدايته ولا بد أن المسألة بالنسبة لي أسهل نتيجة التجارب الطويلة والتاريخ الذي قدمنا فيه عشرات الأعمال . ما هي مشاريعك القادمة؟ كنت في صدد إنجاز فيلم (الظلم) وهو فيلم عالمي لغته البصرية عالية جداً، لم يقدم مثيل لها في كل ما صنع من سينما في الوطن العربي، لكن توقف إنتاجه نتيجة المصالحة الليبيبة الإيطالية سيما أن الفيلم يركز على معاناة الليبيين أثناء الاحتلال الإيطالي، وعلى صعيد الدراما أنا بصدد الدخول في تصوير عمل جديد للكاتبة الدكتورة هالة دياب سيحمل اسم "ما ملكت أيمانكم" كذلك هناك عمل آخر ستلعب بطولته المطلقة فتاة تمثل لأول مرة سندخل تصويره في الشهر الثالث إضافة لرجال الحسم الجزء الثاني في حال أنجز النص. دعنا نسجل كلمة أخيرة لموقع بوسطة ؟ لن أدخل في إطار المديح والمجاملات، إنما أريد أن أبدي استعدادي لأي تعاون مع هذا الموقع، وفي حال كان بإمكاننا أن نقدم أية مشاركة في سبيل إغناء هذا الموقع فسأقدمها وبكل سرور، مع تمنياتنا بالتوفيق والتألق لهذا الموقع.