2012/07/04
المخرج محمد رجب وتجربته في مسلسل "أنا قلبي دليلي" - إحدى الصحف الإسرائيلية كتبت تقول أن مسلسل أنا قلبي دليلي أربك الرأي العام الإسرائيلي.. - السؤال الذي بني عليه العمل "من يأتي أولا بالنسبة لك كإنسان.. الوطن أم العقيدة".. - المسلسل عرض لمرحلة تاريخية هامة جداً من حياتنا الفنية والثقافية والسياسية والاجتماعية مرحلة ما بين 1919 ـ 1957 حيث كانت ليلى مراد هي المدخل لهذه القضايا. بوسطة-علي أحمد تعددت تجارب المخرج الدرامي محمد رجب، وأصبح له بصمته وما يميزه عن باقي المخرجين الشباب في الدراما السورية، مما حذا بجهات مصرية لأن تختاره لإخراج مسلسل يتناول حياة المطرب الراحلة ليلى مراد. في هذا اللقاء يتحدث المخرج محمد رجب عن هذه التجربة وما رافقها من تطورات وأحداث. *بعد أن تم عرض مسلسل قلبي دليلي، إلى أي درجة أنت راضي عن النتائج؟ **أعتقد أن أي فنان يصل لحالة الرضا الكامل، يكون قد بدا يتراجع، لذلك لست راض عن عملي بشكل كامل، فهناك نسبة كبيرة من الرضا، سيما أن العمل لاقى قبول جيد عند المشاهدين العرب. وفيما يخص الرضا وعدمه يرتبط بطموح الفنان، ورغبته بأن تكون أعماله هي الأفضل. *هل من المتوقع أن يتم إعادة عرض العمل؟ **إن شاء الله سيتم العرض الثاني في الشهر القادم، على العديد من المحطات، فأعتقد سيصل عدد المحطات إلى 12 محطة، مع أن قد عرض في شهر رمضان على 14 محطة. وقد قمت بإعادة مونتاج لبعض الحلقات، وإضافة بعض الرتوش على العمل. *بعد عرضه؟ **نعم بعد عرضه، فقد شعرت أن هناك مشاهد يجب أن يعاد مونتاجها، فلم نتمكن من إعطاء العمل حقه بسبب ضيق الوقت، فقد كنا نعمل 18 ساعة في اليوم، فقد استمر تصوير العمل في شهر رمضان حتى العشرين منه. *الناس قارنت بين مسلسل ليلى مراد ومسلسل أسمهان الذي قدم في العام الماضي؟ **لا يوجد وجه للمقارنة بين العملين، لأن أسمهان كشخصية سينمائية ليس لها حضور كبير، فليس لها عدد كبير من الأفلام فلا تتعدى أفلامها أثنين، فهي مغيبة كصورة عن المشاهد العربي، أما ليلى مراد فهي شخصية حاضرة عند المشاهد، فعدد أفلامها 25 فيلماً، فأغانيها وأفلامها ما تزال تعرض إلى الآن على الشاشات الفضائية، وأسمهان في شخصيتها الكثير من الافتراض والتخيل، كونها غير موثقة تماماً، بينما ليلى مراد شخصيتها واضحة، فقبل شهر من عرض المسلسل وأثناء العرض كان يعرض لليلى فيلمان أو أكثر، وهذا ما ولد نوع من التطابق بين الممثلة صفاء سلطان التي تلعب الدور وبين ليلى مراد نفسها، وبينما في حالة أسمهان لم يكن هناك أية مقارنة. *لكن ألا ترى أن مسلسل أسمهان حقق شهرة أكبر من قلبي دليلي؟ **العملين حققا شهرة ومسلسل أسمهان في بداية عرضه تعرض لهجوم كاسح، وهناك من انتقد العمل وقال أنه لا يوجد شيء من أسمهان سوى الشامة التي وضعتها سلاف. ودائما العرض الأول للمسلسل في رمضان ولسبب كثافة وزحمة الأعمال التي يصل عددها إلى 90 مسلسل سوري وخليجي ومصري، لذلك المشاهدة لن تكون منصفة للكل، أما في العرض الثاني فسيأخذ حقه من المشاهد هناك الكثير من الآراء النقدية التي وجدت أنه عمل مميز من الناحية الفنية والأداء وعناصر العمل الأخرى، ويكفيني فخراً المسلسل أثار ضجة كبيرة على مستوى العالم فتم تناوله في الصحافة الإسرائيلية والبريطانية والأمريكية والفرنسية ولا أعتقد أن هناك مسلسل سوري أو مصري سبق أي أحدث هذه الضجة الإعلامية والجدل حوله. تصور أن أحدى الصحف الإسرائيلية كتبت تقول المسلسل الذي أربك الرأي العام الإسرائيلي. *ربما لأن ليلى مراد يهودية؟ **ليس لهذا السبب فقط، فنحن لا نناقش الجانب الشخصي والحياتي لليلى مراد فقط، إنما نعرض لمرحلة تاريخية وهامة جداً من حياتنا الفنية والثقافية والسياسية والاجتماعية مرحلة ما بين 1919 ـ 1957 حيث كانت ليلى مراد هي المدخل لهذه القضايا، بالرغم من أنها لم تكن هي المحور الأساسي للعمل، بدليل أن العمل قدم شخوص عديدة مثل يوسف وهبي ونجيب الريحاني وأنور وجدي وراوية إبراهيم وعبد الوهاب، لذلك أطلقنا على العمل قلبي دليلي ولم نسميه ليلى مراد، لو تابعت العمل لوجدت أن شخصية ليلى هي مدخل لهذه البانوراما والقضايا الفنية والسياسية والاجتماعية التي عاشها العالم العربي في تلك الفترة. فقد ناقش العمل الوجود اليهودي في العالم العربي وتشكيل أو قيام الكيان الصهيوني والحركة الصهيونية وما قامت فيه من أفعال لتأسيس وقيام دولة إسرائيل من عمليات تهجر اليهود من العالم العربي وأوربا، كذلك ناقش ثورة سعد زغلول والثورة المصرية والثورات العربية وقيام جامعة الدول العربية، كل هذه المواضع هي مواضيع هامة وعميقة مصيرية وتهم كل مشاهد عربي. *هل وضعت في حساباتك الجانب الإشكالي في شخصية ليلى مراد؟ **بكل تأكيد، ولو لم يكن عمل إشكالي وجدلي لم أخرجته، والنص مكتوب بصورة جملية جداً، وكنت من مشجعي الكاتب مجدي صادق على الخوض في هذه المحاور وتناول القضايا الجدلية والوطنية، وقد طرح العمل بالاستناد إلى السؤال، من يأتي أولاً بالنسبة لك كإنسان الوطن أم العقيدة. *وماذا كان الجوانب؟ **الوطن أولاً، والمواطن سواء كان مسيحياً أو مسلماً أو يهودياً هو مواطن قبل عقيدته، وهل في سبيل عقيدته يبع وطنه. *لماذا اخترت صفاء سلطان لأداء شخصية ليلى مراد؟ **صفاء ممثلة جيدة وموهوبة، وأعتقد أنها كانت مناسبة للدور وبذلت جهداً واضحاً للعب الشخصية، وقد نجحت في ذلك. وهذا رأي ورأي العديد من النقاد. *مع أنها ليست بنت اللهجة والبيئة المصرية؟ **ليس هذا شرطاً لتجسد الشخصية، فهي ممثلة أردنية وعربية، والفن لا يعرف مكاناً، فالفن هو إنساني ونحن نقدم مسلسل عربي وليس مسلسل سوري أو مصري. *ألم يكن مطروح ممثلة مصرية لتلعب شخصية ليلى مراد؟ **نعم كان مرشح الفنانة يسرى اللوزي، وقد اعتذرت بسبب ضيق الوقت، فقد كان لديها ارتباطات فنية عديدة، مما اضطرنا لاختيار صفاء، وقد أدت الدور بنجاح.