2012/07/04
ماهر منصور - السفير
لا تخرج المخرجة السورية رشا شربتجي من نجاحاتها السابقة، سوى بالرغبة في البحث عن الأصعب، ولعل الجديد ـ الأصعب هذه المرة هو مسلسل «الولادة من الخاصرة».
في العام 2006 ارتبط اسم المخرجة الشابة بأكثر المسلسلات إشكالية وهو «غزلان في غابة الذئاب». إلا أنها سرعان ما غادرت الجماهيرية التي حققتها في سوريا، لتعمل في مصر عبر مسلسل «ولاد الليل». وصاحبة المسلسل الشهير «زمن العار»، والإشكالي «تخت شرقي» ستقوم هذه المرة بما يشبه الانقلاب على بيئة حكاياتها، أي بيئة الطبقة الوسطى، من خلال «الولادة من الخاصرة» للكاتب سامر رضوان.
وعن عملها الجديد، تقول شربتجي» لـ»السفير»: «في أعمالي الاجتماعية الأخيرة كانت الحكايات مغرقة بواقعية الشارع، يتشابه أبطالها إلى حد كبير مع أناس كثيرين حولنا، فشخصية يعرب في «تخت شرقي» كما خزامى في «يوم ممطر آخر»، كما بثينة في «زمن العار»، كلهم شخصيات مألوفة تعيش بينها، وتنتمي بمجملها إلى أبناء الطبقة الوسطى، ومنها من يعيش في العشوائيات. لكنني أذهب في «الولادة من الخاصرة» إلى حالة معاكسة تماماً. فنتناول حالات فردية، هم نماذج لأشخاص قليلين في الشارع، يمرون في حياتنا بشكل طبيعي قبل أن يفاجئنا حدوث منعطف كبير وخطير في حياتهم. الأمر الذي نعبر عنه عادة بالعامية بالقول: «الله يسترنا من ساعة الغفلة». وتؤكد شربتجي أن العبارة الشعبية السابقة تلتصق بحكايات أبطالها، لدرجة أن العمل لو لم يكن يحمل إسم «الولادة من الخاصرة»، لكان اسمه لا يبتعد كثيراً عن تلك العبارة. علماً أن عنوان العمل يعني الولادة غير الشرعية، والولادة القيصرية.
ثلاثة محاور أساسية يتناولها المسلسل، بحسب شربتجي: «الأول هو الطبقة التي تعيش في القاع وتبدو في العمل الأكثر توافقاً نفسياً. وفيها تجد الأشياء الحلوة والمرة في آن، ويخضع الأفراد فيها لتحولات دراماتيكية. وفي الثاني نتناول من الطبقة الغنية حكاية صاحب معمل وإبنه، ولسان حكايتها يقول «يولد من ظهر العالم فاسد».
«أما في المحور الثالث، تضيف، فنعرض حكاية ضابط ونقاربه من جانب شخصي ونفسي. وشخصيات المسلسل جميعها تلفها حالات من الخوف، ويجمع بين الشخصيات الرئيسية الثلاث عيادة طبية للإجهاض، وهي عيادة غير شرعية تقوم بعملياتها سراًُ، فإن كانت البداية هكذا غير طبيعية (ولادة من خاصرة) فما الذي يأتي بعد؟!»
وتشير شربتجي إلى أن شخصيات النص الذي كتبه سامر رضوان وأفكاره وحكاياته، هو ما شدها إلى تبني إخراج العمل. وتلفت إلى أن «وجود الحالات الفردية في العمل لا يعني غياب الأفكار الكبيرة وطروحاتها المهمة». وترى أن «العمل مكتوب بطريقة متشعبة، فكان لكل حالة «لوكيشين» تستخدم فيه كاميرات مختلفة، وقد لعبتُ على زوايا الكاميرا، كما أنني أشتغل على موسيقى العمل بشكل مختلف مع الفنان سعد الحسيني. وثمة نقلة على صعيد المكياج». إلا أنها تبدو حريصة على عدم إطلاق أحكام مطلقة على النتيجة، على اعتبار أنها لم تنفذ بعد أكثر من ثلاثين بالمئة من العمل.
«الولادة من الخاصرة» تأليف وسيناريو الكاتب سامر رضوان، في تجربته الثانية بعد «لعنة الطين»، الذي يعد من أهم النصوص الدرامية التي قدمت خلال الموسم الفائت. فيما ينتج العمل شركة «كلاكيت» للإنتاج الفني» التي قدمت العام الفائت مسلسل «تخت شرقي».
أما شخصيات العمل فيجسدها كل من سلاف فواخرجي، قصي خولي، عابد فهد، سلوم حداد، مكسيم خليل، سليم صبري، أيمن رضا، شكران مرتجى، قاسم ملحو، رنا أبيض، عدنان أبو الشامات، ماهر صليبي، رنا شميس، وفاء موصللي، مها المصري، ومحمد حداقي.