2013/05/29
هزار عبود – الثورة
شئنا أم أبينا دخلنا عصر الفضاء ...بأقمار اصطناعية تورد لنا قنوات و فضائيات أكثرها لامعنى لها و اختفاؤها سلام للبشرية!!
ورغم ذلك ..لم يستطع هذا الصخب الفضائي الكبير أن يلغي ..أثيرا يطرب مسامعنا أحيانا ..وقد يصمها أحيانا أخرى لكنه يبقى أرحم مما نراه على مسرح الفضائيات العربية اليوم .....
وفي تنقلاتي بين الموجات القصيرة إف إم توقفت عند محطة حولت احد استوديوهاتها إلى منزل للمختار ليستمع لمشكلات و هموم الناس ...ويجول في شوارع المدينة و أزقتها و حاراتها ويطوف بين محافظاتها ليرصد واقعها ويكون صوتا عند كل مسؤول و معني...دون أن ينسى المختار زواره و ضيوفه من أهل الفن والأدب و المواهب ليتصدرهم في ليوانه متنقلا معهم بين أطياف الفن و الأدب و الموسيقا .
فكرة جذابة تجعلنا نستغرق بخيالنا في عالم المختار ..و تقتحم مسامعنا ونحن في الطريق أو العمل أو المنزل ..لترغمنا على البقاء و معرفة ما بجعبة المختار من أحاديث وربما خبرية من هنا و نميمة من هناك ...
برنامج كسر قواعد الحوار أو البرامج المنوعة الإذاعية بفكرة قريبة من حياتنا فالكل يعلم من هو مختار الحارة... ذلك الرجل الملم بكل صغيرة وكبيرة تخص حارته أو منطقته أو بلدته فما أن تحتار بشيء حتى ترى نفسك مهرولا إليه لتجد عنده الخبر اليقين,وهذا عامل الجذب في البرنامج الذي استطاع أن يتقنه مقدمه باسل محرز مختار البرنامج بمزيج من العفوية و الجدية أثناء تواصله مع المستمعين.
فهو مسرح إذاعي لا للفبركة وإنما لرصد المشكلات ..والصعوبات ..والأخبار وإلقاء الضوء عليها بطريقة تتسم بالعفوية و الشفافية وبتواصل مباشر مع البسطاء الذين يعانون من مشكلات اجتماعية أو خدمية ..وما أكثرها في مجتمعنا ,ونقلها إلى الضفة الأخرى للمسؤولين فيشعر المستمع أو المتابع الذي قد يكون معنيا أيضا بالموضوع, بأن البرامج الإعلامية بمحتوياتها جسر للتواصل و التقارب بين كافة المستويات و الأنسجة وهو ما نحتاجه في الكثير من برامجنا .
فالإعلام و كما يقال .. مرآة المجتمع أي إنها ترصد واقعنا و يومياتنا وربما مشكلاتنا الحياتية البسيطة قبل أن تتضخم وتصبح قضايا!!
فلنتحرر من عقدة البروتوكول الحواري و السنتيمترات التي نقيس بها حركات الأيدي و الفم ..و طريقة الجلوس و الارتباك أمام الضيف ...ولنكن مخاتير في برامجنا و استوديوهاتنا نعرض و نناقش و نتواصل مع الكبير و الصغير بصدق و عفوية ونكون مرآة حقيقة .