المحاولة العاشرة، لتأسيس نقابة موحدة للفنانين

المحاولة العاشرة، لتأسيس نقابة موحدة للفنانين عريضة لوزارة الشؤون الإجتماعية يؤيدها البعض ويهاجمها البعض الآخر   قال الفنانون، في اجتماعاتهم الخاصة، ما معناه: " أن أصحاب وعمال المهن، على اختلاف أنواعها، صار لهم نقابات، ونحن لا نقابة لنا" ودعوا بكل قواهم، لتشكيل نقابة، أو نقابات متعددة، تجمع شملهم وتحفظ حقوقهم. هذه هي الأحلام. فكيف تتحقق الأحلام؟ بعريضة.. عريضة موقعة من الفنانين موجهة لوزارة الشؤون الإجتماعية والعمل، ما أبسط ذلك.. تعالوا نجرب، وهكذا صار.   العريضة ومئة اسم كتبت العريضة في التلفزيون وكان من أوائل موقعيها خلدون المالح، ومحي الدين القابسي، وهيفاء عربي كاتبي، ونزار حنبلي، والعريضة تقول بدون استرحام مايلي:   إلى وزارة الشؤون الإجتماعية والعمل: نحن الموقعين أدناه الفنانين السوريين بدمشق والعاملين في الحقل الفني سواء على المسرح أو الإذاعة أو التلفزيون، نرجو من مقام – هنا بعض الإسترحام – وزارة الشؤون الإجتماعية والعمل السماح لنا بتأسيس نقابة باسم الممثلين والفنيين للمسرح والإذاعة والتلفزيون، بدمشق يكون هدفها المحافظة على مصالح العاملين فيها ورعاية شؤونهم والسهر على رفع المستوى الفني في سورية. وتفضلوا بقبول فائق الاحترام".   ويلي العريضة حوالي مئة اسم أو أكثر من المسرح القومي والتلفزيون والإذاعة والمسرح الحر ومسرح العرائس والمسرح الشعبي والفرقة السورية والمسرح العسكري.   إشكال جديد! وتطوع أكثر من فنان للطواف على الفنانين للحصول على توقيعاتهم، ووقع بالفعل أكثر من مئة فنان على العريضة التي تحمل اسم "المحاولة العاشرة" لتأليف نقابة للفنانين، وأثناء القيام بعملية جمع التواقيع ظهر إشكال جديد. ينسف هذه المحاولة من جذورها، وهو أن الموقعين على العريضة الجديدة فنانين موظفين في وظائف حكومية لاتمت لفنهم بصلة. فكيف "يأخذ هؤلاء الأولية"! وكيف ينتقلون بين عشية وضحاها "من العتبة للصدر" دفعة واحدة، والفنانون المتفرغون أحق منهم بذلك؟   نقابة مستقلة وامتنع، وقتئذ وبنتيجة هذا التحليل، بعض الفنانين عن التوقيع. بل وأكثر من هذا دعوا أنفسهم الفنانين المتفرغين – إلى إنشاء نقابة مستقلة يكون هدفها "المحافظة على مصالح العاملة فيها ورعاية شؤونهم والسهر على رفع المستوى الفني في سورية" فعلاً... لا قولاً!   ونقابة ثالثة وفي نفس الوقت ظهر تجمع ثالث، هو تجمع الفنانين الذين "يحاربهم التلفزيون – كما يقولون – محاربة شديدة" ويفضل عليهم "الفنانين الذين يستطيعون التساهل في الشؤون المالية" وبدا عشية ظهور العريضة المذكورة، وكان هذا التجمع الثالث في سبيله إلى تأسيس نقابة منفصلة "يكون هدفها المحافظة على مصالح.. الخ"   إذا لم يبت.. ولم يبت حتى الآن في مصير المحاولة الرامية إلى تأسيس نقابة موحدة بسبب تعنت بعض الفانين إزاء زملائهم الفنانين الموظفين، وبسبب إصرار الموظفين منهم على الإنضمام إلى أية نقابة فنية تظهر. لأن بلادنا لاتعرف التفرغ الفني معرفة كاملة وناجزة".. وإذا لم يبت خلال الأسبوع القادم فسيكون من الصعب جداً أن تتلاقى وجهات النظر، وسيكون بالتالي من الأصعب ظهور نقابة تحافظ على مصالح الفنانين وترعى شؤونهم وتسهر على رفع المستوى الفني في سورية. المضحك المبكي 14/10/1962