الليث حجو: "الخربة" واكب الأحداث

دار الخليج

يعد مسلسل “الخربة” من أهم الأعمال التي نجحت في مقاربة الواقع والأحدث التي تعيشها سورية، من خلال عدد من الحلقات التي تناولت القضايا الساخنة كوميدياً وبجرعة عالية من الجرأة، وفي الوقت نفسه بحرفنة فكرية وفنية اعتدناها من ممدوح حمادة كاتباً والليث حجو مخرجاً وطاقم من الفنانين أجادوا أداء أدوارهم بطريقة رفيعة، وهو ما أعطى العمل نجاحاً جماهيرياً ونقدياً جيداً، في حين يبدو المخرج الليث حجو راضياً عما قدمه ومؤكداً أن الجمهور هو الذي يقرر كما يقول في هذا الحوار .

بدأ حجو حديثه قائلا: “لقد قدمت مجهودي ورؤيتي في العمل ولكن المهم في النهاية رأي الجمهور الذي يشكل حكماً أساسياً لقياس مدى نجاح العمل الدرامي وقربه من هموم المجتمع ومشكلاته وملامسته لواقع الناس، ويمكنني القول إن الأعمال الكوميدية بشكل عام تكون متشابهة من حيث الهدف والذي يتمثل في نقل معاناة الناس بطريقة كوميدية، وبالتالي فإن الانطباع الأول عن هذه الأعمال لا يكون حقيقياً إلى درجة كبيرة بل يكون عاماً، في حين أن العروض اللاحقة هي التي تؤكد جماهيريته وقربه من الناس، لأن العمل الكوميدي الناجح يبقى حاضراً في أذهان الجمهور ولا يغيب بمجرد انتهاء عرضه .

بالطبع كلام حجو يذكرنا بمسلسل “ضيعة ضايعة” الذي حقق نقلة نوعية وعودة للكوميديا السورية إلى التألق بعد غياب للأعمال المهمة وحضور للأعمال الباهتة أو الفارغة، وببساطة يمكننا أن نطلق مقارنة بسيطة بين العملين ومدى تفوق أي منهما على الآخر، وخصوصاً أنهما حققا نجاحاً جماهيرياً، إلا أن المخرج حجو يرى أن “لكل عمل ظرفه وزمانه ومكانه، كما أنني أنظر إلى كل عمل بطريقة مختلفة عن الآخر، ومع ذلك فإن نص “الخربة” برأيي أهم من “ضيعة ضايعة” الذي تحدث بالعموميات رغم انه تطرق إلى بعض التفاصيل، في حين أن “الخربة” استطاع أن يواكب الأحداث فكان على تماس مباشر مع الجو العام السائد حالياً، ومع ذلك أعود وأؤكد أن لكل عمل ظرفه و”ضيعة ضايعة” في وقته استطاع أن يقدم ما هو مطلوب منه” .

ومع النجاح الذي حققه العمل ومع توافر الإمكانية الفنية والفكرية للاستمرار به من خلال جزء ثان بدأت تكثر الأحاديث حول هذا الموضوع، ليضع حجو حداً نهائياً للشائعات ويؤكد أن الفكرة لم تطرح من الأساس من قبله ولا من قبل الشركة المنتجة ولا الكاتب ولا الممثلين . . ويقول ل “لا جزء جديداً من العمل وهذا الأمر مؤكد” .

ومن الأمور التي تحسب لصناع مسلسل “الخربة” هي عودة النجم دريد لحام إلى الشاشة الفضية بعد غياب ليس بالقصير، وهذه المشاركة لا يراها المخرج عودة ويقول “بنظري النجم دريد لحام لم يغب عن الدراما لأنه حافظ على حضوره الكبير في قلوب الجمهور وأفكارهم، ومشاركته في “الخربة” هي استمرار لحضوره الكبير في كل أعماله لأنه نجم يحسن اختيار أدواره وما قدمه من خلال شخصية “أبو نمر” شكّل إضافة كبيرة للعمل سواء من حيث اسمه بحد ذاته أو من حيث أداؤه والذي اتصف بالاتزان، حيث قدم الشخصية بطريقة دريد لحام التي تعتمد المخزون الفني الكبير والمهارة في الأداء” .

وباستكمال الحديث عن نجوم العمل يبدو من اللافت ما يمكن اعتباره مغامرة المخرج الليث حجو بالاعتماد على النجم رشيد عساف، وهو الذي يشارك لأول مرة في الأعمال الكوميدية، ووصف حجو هذه المراهنة على عساف بالناجحة قائلاً: “هذه أول مرة أتعامل فيها مع النجم رشيد عساف كما أنني لم أره بأي تجربة كوميدية في السابق، إلا أنني أستطيع أن أقول إنه يمتلك طاقة كبيرة في الكوميديا وكان رهاني عليه في أداء شخصية “أبو نايف” رهاناً ممتازاً وموفقاً، لأنني بعدما رأيته في العمل لا أستطيع أن أتخيل ممثلاً آخر يؤدي الشخصية بهذه الدقة والعفوية” .

وبالحديث عن نجوم العمل لا يمكننا أن نصف أداء المشاركين في العمل بالممتاز ويبدو حضور محمد حداقي و”محمد الأحمد ومحمد خير الجراح له طريقته الخاصة، في حين أن الشراكة التي تجمع النجم باسم ياخور بالمخرج حجو أصبحت مألوفة في الكوميديا، وخصوصاً أن ياخور ممثل قادر على أداء وتقديم أصعب الشخصيات الكوميدية وبطريقته الخاصة أيضاً، وهذا ما لاحظناه في “الخربة”، وهنا وصفه حجو “بالورقة الرابحة لأي عمل كوميدي” وأضاف “هو فنان ذكي جداً ويعرف كيف يضيف لمسته الخاصة على الشخصية التي يؤديها وبالتالي لا يمكن أن نرى دوراً لباسم ياخور يمر مرور الكرام ولا يترك انطباعاً خاصاً لدى الجمهور، وهذا ما حدث في “الخربة” من خلال شخصية توفيق” .

وختم حجو حديثه ل “الخليج” بتأكيده أنه لا توجد مشاريع جديدة بالنسبة له لغاية الآن وأن المطروح مجرد أفكار، في حين أن العمل الذي جرى الحديث عنه في الموسم الماضي “أنا وصدام” للكاتب عدنان العودة مازال قيد الكتابة، ولفت حجو إلى أن الكاتب ربما يقوم ببعض التعديلات على النص ليواكب الأحداث والتطورات التي يعيشها العالم العربي، موضحاً أن المشروع لم يطرأ عليه أي جديد لغاية الآن .

يشار إلى أن المخرج الليث حجو يعد واحداً من أفضل المخرجين في الدراما السورية وقدم أعمالاً مهمة ومميزة ومنها “بقعة ضوء”، و”الانتظار”، “فنجان الدم”، “ضيعة ضايعة”، ومؤخراً “الخربة” كما انه نال جائزة “أدونيا” كأفضل مخرج في العام الماضي .