2012/07/04
أحمد شوقي – روز اليوسف
حالة من الدهشة وعدم التصديق انتابت طلاب وأساتذة المعهد العالي للفنون المسرحية قسم التمثيل والإخراج عندما شاهدوا ثلاثة طلاب جدد ينضمون إلي قائمة الدارسين بالمعهد هذه الأيام.. الطلاب الثلاثة ليسوا طلاباً عاديين.. ولكنهم نجوم من نجوم الصف الأول في الوسط الفني وهم «محمد سعد» و«أحمد رزق» و«محمود عبد المغني».. هؤلاء النجوم الثلاثة لم تبدأ علاقتهم بالمعهد هذه الأيام فقط.. ولكنها علاقة قديمة ترجع إلي أكثر من 10 سنوات مرت بالعديد من الأحداث الصاخبة .. فالثلاثة كانوا بالفعل طلاباً بالمعهد العالي للفنون المسرحية وتم فصلهم لأسباب مختلفة، وها هم يعودون إليه الآن رغم أن أعمارهم تتراوح ما بين 50 - 40 عاما. «محمد سعد» أو «اللمبي» كان ضمن طلاب إحدي الدفعات الذهبية في تاريخ المعهد، حيث التحق بالمعهد عام 1989ضمن دفعة ضمت كلاً من «أحمد السقا» و«وفاء عامر» في قسم التمثيل، بالإضافة إلي «أحمد حلمي» بقسم الديكور وكذلك «أحمد عيد» في قسم الدراما.
«محمد سعد» الذي جاء إلي المعهد بمؤهله المتوسط دبلوم الصنايع اختار شقة صغيرة قريبة من أكاديمية الفنون للإقامة فيها بصحبة زميله من قسم الديكور «أحمد حلمي»، «سعد» الذي قضي في المعهد ثلاث سنوات وصل فيها للسنة الدراسية الثالثة إلا أن إدارة المعهد اكتشفت وجود بعض التجاوزات في أوراقه الرسمية التي تقدم بها فقامت بفصله عام 1992 وبعدها بحوالي ست سنوات أصبح «سعد» أحد نجوم المقدمة في السينما المصرية، مما جعل الكثيرين من خريجي وأساتذة المعهد ينتقدون ما حدث لـ«سعد» من فصل واستبعاد علي اعتبار أن الفن يجب ألا يكون بقيود وشروط يفرضها المعهد علي دارسيه خاصة عندما أظهر مواهبه الحقيقية كممثل جيد في فيلم «الطريق إلي إيلات» قبل أن يخطئ الطريق إلي الهلس وأكدوا أن المعهد خسر ممثلاً يمتلك أدوات جيدة بخروج «سعد» من قائمة طلابه.
الوضع بالنسبة لـ«أحمد رزق» و«محمود عبد المغني» كان مختلفاً عن موقف «سعد» فـ«رزق» و«عبد المغني» انضما إلي المعهد عام 1995 وكانا في نفس الدفعة بقسم التمثيل والإخراج وكانا من أفضل الممثلين الموجودين بالمعهد في تلك الفترة إلا أن استنفادهما لمرات الرسوب بعد وصولهما للعام الدراسي الثاني الذي ظلوا علي قائمة طلابه ثلاث سنوات متتالية أدي إلي فصلهما من المعهد خاصة أنهما سبق لهما الرسوب أيضاً في العام الدراسي الأول الذي صعدا منه للعام الدراسي الثاني بصعوبة شديدة جداً.
الجدير بالذكر أن بعض المواد النظرية دون غيرها من المواد العلمية الخاصة بالتمثيل والتي حصلا فيها علي مقدرات عالية كانت هي السبب وراء فصلهما وضياع حلمهما بالحصول علي بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية قسم تمثيل، وهو الأمل الذي دخلا من أجله المعهد بعد أن تكرر رسوبهما فيها وبسبب تعنت إدارة الأكاديمية في التعامل مع الطالبين الموهوبين، وعدم محاولة تذليل العقبات أمامهما .
تم استبعاد «رزق» و«عبد المغني» من المعهد ليصبحا نجمين متألقين في الوسط الفني بعدها بأعوام قليلة لتخسر الأكاديمية من جديد اثنين من نجوم الصف الأول شديدي الموهبة كان الكثيرون يراهنون عليهما.
البعض كان يبرر فصل «أحمد رزق» من المعهد بسبب خلافه مع المخرج «جلال الشرقاوي» أحد كبار أساتذة المعهد والذي استعان بـ«رزق» للمشاركة في بطولة مسرحية (الجميلة والوحشين) بدلاً من «علاء ولي الدين» الذي انسحب من المسرحية بسبب حدوث خلاف بينه وبين «جلال الشرقاوي».
عودة النجوم الثلاثة للمعهد كان وراءها د «أشرف زكي» الذي عين مؤخراً رئيساً لقسم التمثيل والإخراج، حيث استطاع إقناع الثلاثي بالعودة للدراسة من جديد علي أن يبدأوا مشوارهم الدراسي من السنة الثانية بالمعهد وبالفعل استجاب ثلاثتهم للدعوة.
وفوجئ الجميع «بمحمد سعد» واقفاً أمام شباك غرفة شئون الطلاب ليدفع مصروفات العام الدراسي الجديد .
هذه الخطوة والمبادرة من النجوم الثلاثة تعد من أبرز ما حدث داخل الوسط خلال الفترة الماضية فعودتهم معناها حرصهم الشديد علي أن يكملوا تعليمهم ليحصلوا علي شهادة باعتبارها مؤهلا عاليا أولاً رغم ما يتمتعون به من موهبة ثم رخصة رسمية للاعتراف بهم كممثلين وإن كنت أري أن هذه الرخصة ليس معناها أن كل من يحصل عليها موهوب أو لديه إمكانيات وقدرات تمثيلية عالية، فكم من خريجي المعهد لا يفقهون شيئاً في التمثيل وعلاقتهم بالتمثيل مجرد الشهادة فقط بعيداً عن الإحساس وصدق الأداء والعكس صحيح، كم من ممثلين موهوبين وجيدين وليسوا من خريجي المعهد!
المشكلة التي تواجه الثلاثة الآن «سعد» و«رزق» و«عبد المغني» هل سيتمكنون من المواظبة والانتظام في حضور المحاضرات و«السكاشن» وهل سيسمح وقتهم بهذا؟ وهم في هذه المكانة من النجومية؟ ولديهم ارتباطات فنية كثيرة؟ أم أن الأمر لن يختلف عن سيرتهم الأولي وعهدهم الأول مع المعهد ويسجلون غياباً كثيراً في دفاتر الحضور من الممكن أن يعرضهم إلي الفصل مرة أخري، أم أن التعامل معهم سيختلف باعتبار أنهم نجوم وسيتم التغاضي من إدارة المعهد علي مخالفاتهم الدراسية بالنسبة للحضور والغياب، وأن «أشرف زكي» رئيس قسم التمثيل بالمعهد سيكون لهم بمثابة حائط الصد الذي يحميهم من مخاطر العواصف والرياح الدراسية ؟!