2013/05/29
امنة ملحم - عربي برس
يوم تلو يوم وأسبوع وراء اسبوع يمضي العام ليعلن انتصاف موسم التحضير لدراما رمضان بأعمال لاتتجاوز عدد أصابع اليدين كنتاج فعلي للموسم القادم ولتكون الكوميدية صاحبة الحظ الأكثر سوءا وتعثرا من حيث الانجاز والاستعداد.
ورغم تفوق عدد كبير من الفنانين السوريين في الأداء الكوميدي ونيل الأعمال السورية الكوميدية الجوائز المحلية والعربية على الدوام لا نجد تفكيرا جديا بأعمال كوميدية جديدة تتوج المواسم الدرامية القادمة وربما تنقذ الدراما السورية التي باتت معالم ضعفها انتاجا وعددا واختيارا لأبطالها واضحا من السقوط في الهاوية مع اختيار كل فنان طريقه بعيدا عن المأزق التي تمر به صناعة الدراما في ظل الأحداث الساخنة التي تغطي الساحة السورية ..
ولا يقتصر الأمر على قلة أعداد الأعمال المحضرة للكوميدية بل أيضا على النتاج الفكري المقدم لهذا النوع من الدراما التي قد تسهم بطرح مكثف وعميق بتغيير أفكار ومبادئ شعوب برمتها إن نسجت بأنامل مثقفة ناضجة فكريا .. ولكن وللأسف فالمتابع للكوميدية في الاعوام الاخيرة سيلحظ حتما التراجع المدوي الذي تشهده مع الاستسهال في الطرح الذي تحمله وتقدمه للمشاهد فلم تعد أكثر من تهريج وحركات هزلية لاتضحك الصغير كي تقنع الكبير .. ومعها تراجع جمهور الكوميدية الا ماندر من الاعمال التي حظيت بسقف رقابي عالي الافق كبقعة ضوء فشهدت نجاحا فاق نجاحاتها السابقة ليبقى العام القادم الامتحان الاصعب امامها مع اشتداد الظروف السورية قسوة وطموحها بتخطيها بأقرب وقت ممكن ..
ومع ذلك النجاح فإن بقعة ضوء ايضا لايزال قيد التحضير فلم يشهد عدسة تدور ولا فنانين يقفون امامها ولا يمكن توقع ابطالها مع سفر الفنانين خارجا لاسيما من كان له علامة واضحة في تاريخ هذه السلسلة وطبع بصمته الخاصة العام الماضي في سجلها .. وإن كان بقعة ضوء من الاعمال المعول عليها كثيرا في طيف الكوميدية فأين باقي الاعمال التي سبقته نجاحا كمرايا الذي لم يجرؤ عمل على تقديم ماقدم من أفكار وأسلوب طرح عندما ظهر ولماذا يغيب صناعه تماما عن المشهد الدرامي والمشهد الحياتي الذي تقدمه كل لحظة من حياة السوريين ..
وإلى جانب بقعة ضوء سنجد في موسم 2013 أعمالا كوميدية خفيفة كروزنامة للمخرج وسيم السيد الذي صور في كلية الآداب بجامعة دمشق .. و " فل هاوس " لفادي سليم ويصور في مدينة طرطوس الشبه آمنة من مأساة الأحداث الحالية . . و " نيران صديقة " لأسامة الحمد وهو عمل كوميدي سوري لبناني ..
ولكن يبقى السؤال .. أين الكوميدية الجدية .. أين صناعها .. وبماذا سنبرر غيابهم أو تأخرهم .. هل بنتظرون لحظة مفاجئة تنتهي فيها الاحداث عل الارض السورية ليقدموا كوميدية طائشة تضحك الجمهور بلحظة عرضها .. أم أنهم لايجرؤن على السير مع تصاعد وتيرة مايجري على الارض بحكايات تلامس ألم اللحظة .. أما إن كانت أفكارهم مأجلة لوقت لاحق فماذا ينتظرون لتنفيذها .. الوقت ليس ملكا لاحد في هذه اللحظات العصيبة بل هو سيقطع طريق كل من لم يقطعه بعد فالدراما السورية بحاجة لسريان دمائها في عروق أنواعها المختلفة من كوميدية وتراجيديا والبيئة والاجتماعية وليس توقف تلك الدماء لنصف موسم وبعدها غليان للحاق بركب شهر رمضان وإنجاز خارطة درامية لأيامه الثلاثين على عجل قد يؤدي إلى انفجار في عروقها وبالتالي إعطاء ثمرات غير ناضجة أو مققنعة يكون الحكم عليها بالخذلان على عجل كما أنجزت على عجل من أمرها .