2012/07/04
ماهر منصور -السفير
الفهم المسبق لطبيعة مشاهدي أي برنامج هو واحد من أهم مفاتيح نجاحه، وهو الأمر الذي يعرفه الزميل لطفي الأسطواني، ويترجمه كمعد ومقدم منذ الحلقات الأولى لبرنامجه الرياضي الجديد «الكرة بملعبك» الذي بدأ تلفزيون «الدنيا» السوري مؤخراً ببثه على الهواء مباشرة.
يعد «الكرة بملعبك» البرنامج الرياضي الأول من نوعه ضمن الإعلام السوري المرئي لجهة تقديمه بشكل يومي، لكنه لا يكتفي بميزته هذه، بل يتجاوزها على صعيد المضمون الذي يعد هو الآخر الأول من نوعه في البرامج الرياضية المتلفزة السورية، فالبرنامج هنا يقارب جوانب جديدة في عالم الرياضة وقضاياها، جوانب شخصية وخفية من حياة الرياضيين خارج أسوار ملاعبهم. لا يكتفي الأسطواني برصد أراء المحللين والمسؤولين الرياضيين والإعلاميين في قضايا الشارع الرياضي، بل يعمد إلى استضافة شخصيات عامة لعرض وجهات نظرها بتلك القضايا (وهو ما فعله القسم الرياضي في قناة «الجديد» اللبنانية بامتياز). في حلقاته الأولى استضاف البرنامج الفنان مصطفى الخاني، وكان موضوع الحلقة الرئيسي الأداء المتواضع لمنتخب سوريا لكرة القدم في مباراته أمام نظيره الفيتنامي، والتي تصادف يوم إقامتها مع موعد إقامة مباراة مصر والجزائر في القاهرة. ورغم أن الحدث الرياضي بدا الأهم في المكالمات الهاتفية وفي موضوعات الحلقة المطروحة للنقاش، إلا أن الاستضافة الذكية للخاني الشهير بشخصية «النمس» التي قدمها في مسلسل «باب الحارة» ساهمت في إضفاء جو من المرح على الحلقة ذات الموضوعات المتشنجة.
البرنامج بصيغته العامة يبدو الأقرب إلى صيغة البرنامج الرياضي الشهير «صدى الملاعب» الذي يقدمه الزميل مصطفى الآغا على قناة «أم بي سي»، وفيه كسر الزميل الآغا لأول مرة اقتصار تعاطي البرامج الرياضية مع ما يدور ضمن أسوار الملاعب، لكن «الكرة بملعبك» يتقدم على «صدى الملاعب» إذا ما قيس الأمر بفارق الإمكانيات المادية واللوجستية المعدة لكل من البرنامجين. وهو الأمر الذي أدركه الزميل لطفي الأسطواني منذ البداية، فبالإضافة إلى موضوع الحلقة الرئيسي الذي يستضيف من أجله وجهاً عاما في الاستديو، اعتمد الزميل الأسطواني على فريق من المعدين الشباب الذين اجتهدوا في إنجاز ريبورتاجات وتقارير صحافية، ربما تتقاطع في جزء منها مع ريبورتاجات «صدى الملاعب» لكنها تعوّض في الجزء الآخر ما تفتقده من غنى برنامج «أم بي سي» بالمراسلين وسوى ذلك.
في حلقة أمس الأول، حل مدرب نادي المجد الدمشقي مهند الفقير ضيفاً على البرنامج وكان من الطبيعي أن يدور الحديث حول دوري كرة القدم السوري الذي عاود الانطلاق مجدداً هذا الأسبوع، إلا أن البرنامج نوّع في فقراته على هامش الفقرة الرئيسية، فقدم تقريراً عن أهم ما كتبته الصحف الرياضية العالمية اليوم، وعرض لقصة حب وزواج لاعب منتخب سوريا لكرة القدم السابق جمال كشك، كما استطلع رأي الفنان دريد لحام حول مبارة الجزائر ومصر، وختم بأغنية جديدة بثتها الفضائيات عن الجدل الذي أثارته المباراة.
ويبقى استحقاق البرنامج الحقيقي في قدرته على حصد جماهيرية جيدة مقارنة بمدة عرضه القصيرة حتى الآن، مع العلم بأننا هنا نقارب مضمون البرنامج وشكله، ولا نناقش الأفكار التي تدور فيه، والتي من الطبيعي أن تشهد انقساماً بين مؤيد ومعارض.
تعرضه قناة «الدنيا» من الأحد حتى الخميس عند التاسعة والنصف مساء مباشرة على الهواء