2012/07/04
بدأت الكتابة الاحترافية في سن الرابعة عشر.
اعتزل والدي الكتابة بعد أن قرأ كتاباتي على الكمبيوتر ولم يميز بين كتاباته وكتاباتي.
والدي هو أكثر شخص متأثرة به، في كل شيء.. وأحبه كثيراً.
لا أحب عمل المنزل.. وأمي تريحني من الأعباء التقليدية لعمل المنزل.
عندما يكون أنانياً معي.. سأختار مستقبلي..
حياتي موزعة ما بين القراءة والكتابة.. في الليل أكتب وفي النهار أقرأ..
أعتقد أن الكاتب يجب أن يتناول كل شيء.. فهو حالة عامة وليست خاصة.
أرغب بدراسة الإعلام..
بين الشابة والطفلة.. تقف الكاتبة الواعدة يارا المحاميد على باب العمر والأحلام... في جعبتها الكثير.. جمعته على مدى سنوات من القراءة والاهتمام من قبل والد هو في الأساس فنان تشكيلي، وأورث ابنته الوحيدة حب الفن والأدب والثقافة بالجينات، قبل أن ينقل إليها الثقافة كممارسة وأسلوب حياة..
ابنة ثمانية عشر ربيعاً.. تحتفل اليوم 21 تشرين الثاني/ نوفمبر بعيد ميلادها، لتبدأ مرحلة هي بعرف القانون مرحلة المواطنة الكاملة، لكنها بدأت مواطنتها في عالم الأدب قبل ذلك بكثير.. يوم بدأت للمرة الأولى تخط حروف الشعر والنثر والخاطرة.. بخيال أوسع بكثير من خيال طفلة..
يارا.. التي لي الحظ في تشابه اسمينا.. فتحت قلبها لنا في هذا اللقاء الأول.. الذي أعتقد بكثير من الثقة أن لقاءات أخرى ستليه.. يوم تكون الشابة الطفلة تحولت إلى نهر يرفد محيط الأدب.. لا إلى نقطة فقط كما تطمح هي..
خاص بوسطة – يارا صالح
كيف بدأت موهبتك بالظهور؟
أكتب منذ الصغر.. كانوا يقولون لي إن خيالي واسع.. بدأت الكتابة الاحترافية في سن الرابعة عشر.
وماذا كنت تكتبين؟
كنت أكتب خواطر، قصائد شعرية، والدي يكتب فكان يساعدني في أسلوب الكتابة كي أتطور، لكنه اعتزل الكتابة بعد أن قرأ كتاباتي على الكمبيوتر ولم يميز بين كتاباته وكتاباتي.
والدك فنان تشكيلي.. والفنان دائماً مرهف الإحساس.. إلى أي درجة أنت متأثرة بإحساس والدك؟
كثيراً.. والدي هو أكثر شخص أنا متأثرة به، في كل شيء، في الكتابة وأسلوب الحياة، حتى أنه كان يوجهني لأقرأ كتباً ويختارها لي.. متأثرة بوالدي كثيراً، وأحبه كثيراً.
كم ولداً أنتم في المنزل؟
شابان وفتاة.
هل هناك أحد آخر في الأسرة لديه هذه الاهتمامات الأدبية؟
والدي يكتب فقط.
تتحدثين عن والدك.. ولكن كيف هي علاقتك بوالدتك؟
جيدة جداً.. أنا لا أحب عمل المنزل.. وأمي تريحني من الأعباء التقليدية لعمل المنزل، ودائماً ما تطلب مني أن أتفرغ للكتابة فقط.. وطبعاً الراحة النفسية في المنزل لا أحد يخلقها إلا الأم.. في حياتي هناك أمران هما الرئيسيان.. الكتابة والدراسة..
أنت فتاة.. وأمك لا تطلب منك مساعدتها في «الأعباء التقليدية» كعمل المنزل.. هل تعتقدين أن هذا سيكون موفراً لك في منزل الزوجية؟
في النهاية أنا عمري 18 عاماً.. معرضة للزواج في أي لحظة.. وبالتالي أنا أعرف أعمال المنزل جميعها، لكنني لا أقوم بها..
هل تعتقدين أنك في مرحلة الزواج ستُخيّرين بين الكتابة والزواج؟
لا.. لأن الشخص الذي سأختاره سيعرف بأنني أكتب، وإذا كان يحبني فسيشجعني على هذا الأمر. أبداً لن تكون هناك مشكلة مع شريك المستقبل. لأن الفتاة تختار زوجها بناء على معرفة مسبقة.
ولو خُيّرتِ..
عندما يكون أنانياً معي.. سأختار مستقبلي..
بدأتِ في سن الرابعة عشر الكتابة الاحترافية..
بالتأكيد لم أكن أكتب بنفس القوة كما الآن.. كنت أكتب بين الفترة والأخرى.. بحسب الحالة.
تكتبين كل يوم؟
كثيراً..
كيف تقضين يومكِ؟
حياتي موزعة ما بين القراءة والكتابة.. في الليل أكتب وفي النهار أقرأ..
لمن تقرئين؟
شيخ حكمتي هو باولو كويللو، أقرأ أيضاً لغادة السمان، فرويد سارتر، نجيب محفوظ، غسان كنفاني.. أول كتاب قرأته كان "هكذا تكلم زاردشت" لفريدريك نيتشه، كان عمري آنذاك خمسة عشر عاماً.. وعندي مكتبة إلكترونية كبيرة جداً.. أقرأ لشكسبير وأحبه كثيراً.. أكثر ما أحبه الأساطير اليونانية.. هوميروس.. أساطير التكوين.. نبيل فياض..
وما هو أول كتاب قمت بتأليفه؟
"عاشقة في قبضة رجل القبيلة".. كتبتُه خلال عشرين يوماً.. كانت الحالة عندي قوية جداً. ومن خلاله تحدثت عن صرخة الأنثى في مجتمعنا وهي مدانة ولا تستطيع الكلام..
وبماذا شعرت عندما انتهيتِ منه؟
شعرت بإحساس الأم عدما تلد طفلها.. لأنني شعرت أنه طفلي الأول.. أسعدني أنه طفلي ويحمل اسمي، وهو أمر لا يتحقق في مجتمع يحمل فيه الطفل اسم والده.. كان طفلي الذي نسبه لي.. لأمه..
والكتاب الثاني؟
"امرأة نحتت من غيوم".. يتحدث أيضاً في حالة ثورة المرأة على الرجل.. محاربة الرجل الشرقي الذي يطلب من المرأة أن تكون جارية في النهار غانية في الليل دون أن يحترم مشاعرها كأنثى.. الكتاب الثاني فيه عن الحلم والمرأة.. يعالج الأنثى كثيراً.. يعالجها من الداخل كأحاسيس ومشاعر وخيال..
وكم استغرقت في تأليف الكتاب الثاني؟
الثاني استغرقت في تأليفه شهراً تقريباً.. وكنت حينها أشعر بسلام كبير.. الكتاب الثالث في طور التأليف ويحتاج لفترة حتى يكتمل..
ألا تشعرين بأنك تكررين نفسك من خلال الحديث في كلا الكتابين المنشورَين عن حالتين متشابهتين للمرأة؟
لا.. فهناك فرق بين حالتَي الكتابين.. وفي الكتاب الثالث هناك خروج عن هذا الإطار.. أعتقد أن الكاتب يجب أن يتناول كل شيء.. فهو حالة عامة وليست خاصة.. وبصراحة كلما قرأت كتاباتي أحسست فيها شيئاً جديداً ومختفاً.. ليس لأنني كتبتهم ولكنني أحبهم.. فالكاتب يتطور..
سؤال آخر.. ألا تعتقدين أنك تسرعتِ قليلاً في تأليف الكتب في عشرين يوماً وشهر؟
لم أتسرع.. أنا قرأت كثيراً.. ومتمكنة من القراءة.. وعندما ألفت كتبي كان هناك صرخة في داخلي كي أكتب.. ولكنني لا أشعر أنني تسرعت..
في المدرسة أنت في الصف الثالث الثانوي الفرع الأدبي.. في أي فرع في الجامعة ترين نفسك لاحقاً؟
الدراسة الجامعية يحددها مجموع العلامات في الثالث الثانوي.. ولكنني أرغب بدراسة الإعلام..
وما هو طموحك؟
طموحي أن تصدر كتبي وأن يعرفها جميع الناس ويحبونها وأن يصير لي اسم مهم، وأكون نقطة صغيرة في عالم الأدب الكبير..
يارا.. أتمنى لك التوفيق في حياتك ومستقبلك وتحقيق كل أحلامك..
شكراً جزيلاً لكِ..