2012/07/04
آلاء عامر – بلدنا
انطلاقاً من الحكمة القائلة «الاعتراف بالخطأ فضيلة»، يجدر بالمخرجين والمطربين العرب الاعتراف بعدم قدرتهم على مجاراة فنّ الفيديو كليب الغربي، من ناحيتي الفكرة والتكنيك. وإذا كانت الفترة، الممتدّة من آواخر التسعينات وصولاً إلى السنوات الأولى من الألفية الثانية، شهدت نقلة نوعية في مجال تصوير الأغاني العربية، حيث كان هذا الفنّ لايزال جديداً إلى حدٍّ ما وحيّز الابتكار فيه أوسع،
كما أنَّ الجمهور غير مطلع بما فيه الكفاية على الكليبات الغربية قياساً بمتلقي اليوم، الذي فتح الإنترنت أمامه نوافذ واسعة على الفنون الغربية..
فإنَّ الأمر لم يعد على حاله اليوم؛ بدليل أنّ معظم الأغاني العربية المصورة يمكن تصنيفها إما تحت خانة تكرار أسلوب التصوير الذي اعتاد المخرج أو الفنان على تقديمه، وإماعلى أنه استنساخ للكليبات الغربية؛ الأمر الذي يمكن ملاحظته في كليبات أغاني كل من عمرو دياب ونجوى كرم، وأيضاً الأغاني التي تصوّرها المخرجة ميرنا خياط.
¶ الخوف من التجديد أم الافتقار إليه؟
يحتار المتابع أغاني معظم المطربين العرب في الإجابة عن هذا السؤال، وإن كنت أجزم بأنَّ الجوب الأنسب هو أنَّ تكرار نموذج متشابه يعلق المطرب والمخرج به هو بسبب خوف المطرب من التجديد من جهة، وعدم قدرة العديد من مخرجي الفيديو الكليب على تقديم الجديد والمبتكر من جهة أخرى. هذا بالإضافة إلى أنَّ جميع المطربين العرب، باستثناء كارول سماحة وميريام فارس، لايملكون سوى موهبة الغناء؛ ما يجبر المخرج على الالتصاق بمشاهد يتوسّط فيها المطرب الفرقة الاستعراضية الراقصة، أو الاكتفاء بعرض المطرب/ المطربة آخر صيحات الموضة، المترافقة مع خلفية لسيارة فخمة أو ديكور في منزل مبهر أو شوارع لمدن أوروبية!..
كما أنَّ عدم تعدّد مواهب المطربين العرب كان قيداً ربط مخيّلة المخرجين العالميين، الذين اعتقد بعض الفنانين أنَّ توليهم إخراج أغنياتهم سيخرجهم من دائرة التكرار والنمطية، دون أن يدركوا أنَّ المشكلة تكمن في عدم تعدّد موهبتهم في بعض الأحيان.
¶ القصة الدرامية.. هروب إلى الأمام
أكاد لا أصدّق، وسط أزمة الإبداع الذي تعاني منه ساحة الفيديو كليب العربية، أنَّ كلمات الأغنية تفرض نفسها على المخرج، فيضطر، في بعض الأحيان، إلى تقديمها بصيغة قصة درامية، على الرغم من أنها لاتنجح في كثير من الأحيان، بسبب عدم قدرة المطرب على التمثيل، إلا أنها غالباً ما تكون إحدى حيل المخرج «المبرّرة» على الإبداع.
والمثير للاستغراب أنَّ أكبر قصة غنائية لا تتجاوز مدتها خمس دقائق، وأنَّ معظم النقاد يشيدون بمقدرات المطرب التمثيلية، ويجلعون منه ممثلاً عظيماً، لمجرد تأدية بعض المشاهد التمثيلية. والأغرب أنَّ بعض المطربين صدَّق ذلك واتجه نحو التمثيل..
¶ يحيى سعادة.. تجربة لن تتكرَّر
لاشك في أنَّ رحيل المخرج الشاب يحيى سعادة في العام 2010 ترك فراغاً كبيراً لم يتمكّن باقي المخرجين (على كثرتهم) من سدّها، خاصة بعد أن هجرت المخرجة نادين لبكي عالم الفيديو كليب، متجهةً إلى السينما. فمن الواضح أنَّ أفكار سعادة المبتكرة، التي ظهرت في جميع أعماله، صارت اليوم عملة نادرة، خاصة أنه تمكّن من إخراج فنانتين (نجوى كرم في أغنية «خليني شوفك بليل»، وأمل حجازي في «بياع الورد») من نمطتيتهما، غير أنهما لم تلبثا أن عادتا إليها فيما بعد!.