2012/07/04
فارس الحلو.. بوسطة موقع عادي ومهرجان السينما هدر للمال العام خاص بوسطة- وسام كنعان لن يكون جديداً على فنان بحجم (فارس الحلو) أن يتلقى دعوتنا للمشاركة برأيه في موقع (بوسطة) بمنتهى الحب، إذ تابع الحلو الموقع وكان له رأياً نقديا بصفحاته، فعقب من خلال لقائنا به على جزئية ربما تهمل من أغلب المواقع الإلكترونية، حيث قال: إن زاوية (من نحن) المدرجة على بوسطة مختصرة جداً، وهي تشبه إلى حد بعيد تلك المواقع الإلكترونية التي تخشى توصيفها، وهي غير كافية ولا تشجع القارئ المهتم للتجول فيه والدخول له مجدداً، إذ لا بد أن يكون في زاوية (من نحن) تعريف بأسرة الموقع وشرح وافي لخطة العمل التي تسير عليها وأهدافها المتوخاة وهواجسها، كذلك لا بد أن يذكر اسم الجهات والمؤسسات والأشخاص التي تساهم في صنع هذا الموقع، سيما أن وراء تأسيس الموقع أشخاص معنيين بصناعة الدراما.. ويضيف الحلو في تصريحه لبوسطة فيقول: أيضاً لابد من البحث مع بداية انطلاق أي موقع ثقافي أو فني أن يكون هناك استقطاب لأكثر الأسماء شهرة وتميزاً في الوسط الفني والثقافي، وحين يتم ذلك، يمكن للموقع أن يروج للمواهب والطاقات المغمورة، عدا أنه لابد من تأمين كادر مؤهل من الصحفيين المتمرسين وكذلك التمويل الجيد وأن يكون هناك تطوراً لافتاً في تناول الخبر وتحريره... ولكن للأسف ما رأيته أن أبواب بوسطة عادية جداً وتشبه غيرها من المواقع الإلكترونية العادية التي تعنى بأخبار الفن والثقافة بشكلها البسيط والاعتيادي . ينتقل حديثنا مع صاحب ورشة البستان للثقافة والفنون إلى موضوع آخر يخص الاحتفاء الذي أقامه تكريماً لأسرة فيلم (الليل الطويل) الذي كتبه هيثم حقي وأخرجه حاتم علي، وهو من إنتاج الرحبة للإنتاج الفني لصالح شبكة أوربت. هذا الشريط السينمائي الذي لم يحظ حتى الآن بفرصة عرض واحدة في بلده سوريا، بالرغم من الموافقة الرسمية على النص، وهو الذي حصد الجوائز وأثار ردود فعل إيجابية في المهرجانات العالمية. أراد فارس الحلو أن يقول من خلال هذا الاحتفاء وببساطة وبصدق "أن هناك زملاء مهنة يفرحون لزملائهم ويتعاضدون معهم أمام مصاعب العمل في سينما راقية.. سينما تستدعي منا دائما الدعم والمؤازرة.. سينما تحقق المعجزات بالرغم من كل المعوقات".. ويضيف الحلو "أردت أن أسلط الضوء عن علاقات إنسانية وثقافية راقية موجودة في الوسط الفني والإعلامي عكس ما يروج عن علاقات المصالح التي تحكم هذا الوسط الفني وصراعاته الغير شريفة.. وبصراحة نحن لم نفاجأ أن الفيلم وهو من إنتاج قطاع خاص، وقد حصد نجاحات وجوائز عالمية، أنه حتى الآن لم يحظ بفرصة عرض واحدة، لأننا نعلم بالازدواجية التي تحكم إداراتنا الثقافية.. فالفيلم كسابقه من الأفلام السينمائية السورية حصل على الموافقات الرسمية ولازال مغيباً عن العرض لأسباب غير مفهومة أو مقنعة .. نعم .. هذا يضر جدا بالنشاط السينمائي الوليد في سوريا، فبدل أن نجذب منتج القطاع الخاص ها نحن ندفعه للهروب وترك واقع السينما على حاله." وبما أن الحديث يجر بعضه يعود الحلو ليتطرق إلى مهرجان دمشق السينمائي فيقول: "الغريب أن هذا المهرجان قام على مجموعة من الأهداف، منها تنشيط الحراك السينمائي والتفاعل مع السينمائيين العرب والدوليين، ورفع الذائقة السينمائية لدى الجمهور.. لكنه فشل فشلاً ذريعاً في تحقيق أي من تلك الأهداف، وبالتالي فإن الاستمرار في إقامته هو هدر للمال العام. للأسف لم تنجح الإدارات المتعاقبة على مؤسسة السينما ووزارة الثقافة أن تظهر السمة الثقافية لهذا المهرجان ولا أن تحقق أياً من أهدافه النبيلة.. لقد صار بعيدا عن الجماهير وهي الهدف المشتهى.. إن استقطاب أفلام عالمية للمهرجان، أمر لاتعجز عنه مؤسسات ثقافية متواضعة الإمكانيات، وبالتالي هي لاتميز المهرجان بقدر ما يميزه البحث في ارتقاء السينما وسبل ترويجها في الشارع السوري .. . ويتابع الحلو بمرارة فيقول "المؤسسة لا ترفد المهرجان إلا بفيلم أو اثنين كل سنة، في حين يزداد عدد موظفيها بشكل مخيف." وهنا سألنا فارس الحلو عن بوادر الحل من هذا الوضع الميؤوس كما يبدو، وهو واحد من أبرز ممثلي السينما في سوريا.. فيجيب "تطور السينما السورية أمر حتمي لكن أمور الفساد وإهدار الأموال العامة تبطىء وتعيق تطورها، وإذا اضطر الأمر سنصنع أفلاما بالموبايلات" ننهي لقائنا السريع بالحلو بعد أن يعدنا بأن نقرأ اسمه ضيفاً نعتز به على صفحات بوسطة فبالإضافة إلى كونه فنان مميز، كذلك هو واحد من كتاب المقال الذين تصنع مقالاتهم إشكاليات وتساهم في تحريك الرأي العام.. شكراً فارس الحلو