الفنان حاتم علي لجريدة الوفد

 صفوت الدسوقي-الوفد  يمتلك المخرج السوري حاتم علي رؤية فنية خاصة.. فهو يجتهد دائماً من أجل تقديم أعمال ذات رسالة ومحتوي.. في منتصف التسعينيات توجه إلي الإخراج التليفزيوني وقدم عدداً كبيراً من الأفلام الروائية الطويلة وعدداً من المسلسلات الاجتماعية والتاريخية ومن أهمها »الرباعية الأندلسية ـ ملوك الطوائف ـ الملك فاروق ـ ربيع قرطبة ـ الزير سالم«. واستطاع حاتم علي في الدورة رقم 33 لمهرجان القاهرة السينمائي أن يلفت الأنظار إليه كمخرج متميز وكممثل له حضور متدفق، حيث شارك بفيلم »الليل الطويل« والذي يناقش القهر السياسي في سوريا والعالم العربي وتدور أحداثه حول إطلاق سراح ثلاثة من السجناء السياسيين بعد سنوات طويلة خلف القضبان وردود أفعال عائلاتهم.. وكيف يتحكم الأمن في مصائر البشر. حول شعوره بعد فوز الفيلم بجائزة خاصة من مهرجان القاهرة السينمائي ورأيه في الموضوع الذي يناقشه الفيلم وتأثير الفن في الواقع السياسي الذي نعيشه.. أجرينا هذا الحوار مع المخرج السوري.    > بداية ما تقييمك للدورة 33 من مهرجان القاهرة السينمائي؟  - بصراحة شديدة لا أستطيع الحكم أو التقييم لسبب بسيط جداً وهو أنني جئت إلي القاهرة يوم عرض فيلم »الليل الطويل« في المسابقة العربية.. ولكن سمعت أن مستوي الأفلام المشاركة كان رائعاً وأن المهرجان كان حيوياً جداً من حيث عدد الضيوف وقيمة الأعمال.    > هل كنت تتوقع فوز فيلم »الليل الطويل« بجائزة في المهرجان؟ - أنا لا أتوقع أي شيء.. أنا أجتهد فقط وأترك التوفيق من الله سبحانه وتعالي ولكن الفيلم مبشر جداً، خاصة أنه حصل علي جائزة في الدورة الأخيرة لمهرجان مدينة تاورمينا السينمائي الدولي في صقلية الإيطالية وحصل علي تنويه خاص في مهرجان الفيلم العربي في روتردام في هولندا.. ولا أبالغ إذا قلت: إن سعادتي كبيرة لحصوله علي جائزة من مهرجان القاهرة لأنه مهرجان له مكانة وقيمة.    > ما هي الرسالة التي أراد حاتم علي توصيلها من خلال »الليل الطويل«؟  - علي فكرة أنا لا أحب أن يقام العمل الفني علي رسالة مباشرة ومحددة، لأن السينما متعة للجمهور.. ولكن اجتهد في تقديم عمل له منطق ومحتوي ومحمل بالعديد من الرسائل وهذا ما حدث في »الليل الطويل«، فالفيلم من تأليف هيثم حقي ويتناول ليلة طويلة يتم فيها إطلاق سراح ثلاثة من السجناء والسياسيين من السجون السورية واستعداداتهم للخروج للعالم بعد سنوات طويلة قضوها خلف القضبان.  > ظهرت في الفيلم صورة الرئيس بشار الأسد فهل هذا يعني أن الفيلم إدانة للقهر السياسي في سوريا؟  - الصورة بالفعل ظهرت ولكن الليل الطويل لا يدين القهر السياسي في سوريا فقط، وإنما يدين القهر في كل مكان.. ويشير إلي أن حياة المعتقلين السياسيين تصاب بالدمار والتصدع وأن عائلات المعتقلين يتعاملون معهم علي أساس أنهم أموات وليس من حقهم العودة لاستئاف الحياة من جديد.  > لماذا غلبت العتمة علي معظم مشاهد الفيلم؟ - العتمة أمر طبيعي أن تفرض نفسها علي الفيلم لأنه يدور حول معتقلين سياسيين يخرجون للحياة بعد سجن وقهر وكل واحد يعاني من أجل الوصول لأسرته التي تغير حالها وتبدل. > كيف تعاملت الرقابة السورية مع الفيلم؟ - لم يتم حذف أي مشهد من مشاهد الفيلم.. وعلي هذا الأساس تم التصوير وخرج الفيلم للنور، ولكنه حتي الآن لم تسمح الرقابة بعرضه تجارياً وهذا يبعث الخوف في النفس.  > وماذا لو رفضت الرقابة عرضه في سوريا؟  - هذا احتمال كبير ووارد بشدة ولكنه علي السادة المسئولين أن يعرفوا جيداً أن وسائل الاتصال بالجماهير تعددت وأن المنع يثير الفضول ويفتح شهية الجماهير لمعرفة الغامض.. ولا تنس أننا نعيش في عصر السماوات المفتوحة والإنترنت.    > من وجهة نظرك إلي أي مدي يغير الفن في الواقع السياسي؟ -       الفن ليس سلطة تنفيذية حتي يغير الواقع السياسي ولكنه أداة تنوير وتثقيف.. فهو يرتقي بالوعي ويعمل علي توسيع المدارك والأفكار.. ويجب أن تعلم أن المشاهد إذا تفتح وعيه يستطيع النقد واللوم والعتاب أيضاً.  > البعض يري أنك تليفزيوني فقط وأن خطواتك في السينما بطيئة؟ - المخرج التليفزيوني عندما يعمل في السينما يحكم عليه بأنه يحمل معه عيوب العمل بالتليفزيون ويتهم بأنه يفتقد اللغة السينمائية.. ولكني والحمد لله أثبت لنفسي ولكل المحيطين بىّ العكس والدليل الجوائز والأعمال السينمائية مثل »سيلينا والليل الطويل«.    > هل تريد أن تقول من خلال الليل الطويل أننا مازلنا نعيش قهراً سياسياً؟ -       القهر موجود في عالمنا العربي والليبرالية التي نتحدث بها طوال الليل والنهار مجرد شعارات جوفاء بلا معني.. وأتمني أن يسهم الفن في تفتيح الوعي والنهوض بالفكر حتي نري الشعوب العربية قادرة علي تحديد مصيرها، ولا تنس أن عالمنا العربي محكوم بقبضة أمنية من حديد.  > ظهرت في الليل الطويل كممثل ما السر وراء ذلك؟ -       أنا في الحقيقة ممثل واشتغلت في الإخراج وعيني علي التمثيل والحقيقة أن لي خبرات في التمثيل كثيرة وأنا أقوم بالدور في حالة واحدة فقط إذا جذبني وحرك بداخلي دوافع كثيرة، ودوري في »الليل الطويل« كان مميزاً وجاداً وأتمني أن ينال الإعجاب.  > ما رأيك في الأزمة الدائرة بين مصر والجزائر؟ - بصراحة شيء محزن وأملي أن يعود الود والحب وأن يدرك العرب جميعاً أننا في مركب واحدة. ويا لها من مهزلة أن تطالب إسرائيل الطرفين بضبط النفس.