الفنان جمال العلي... قاسم مشترك في جميع الأعمال الكوميدية الناجحة

تشرين

عن طريق المصادفة دخل عالم الفن وبفضل اجتهاده وموهبته الفطرية حقق جاحات كبيرة .. لم يدرس التمثيل إنما تعلمه على خشبة المسرح ..حيث شارك عام 1993، في مسرحية (سفر برلك) للكاتب الراحل ممدوح عدوان مع المخرج عجاج سليم وحينها قدم أول أدواره في المسرح القومي بشخصية مرافق البيك، وشخصية ثانية لعسكري من ريف حوران يساق إلى «سفر برلك».

إنه الفنان جمال العلي ابن مدينة القنيطرة وابن الجولان المحتل الذي يتمنى أن يؤدي شخصية الإنسان العائد لبلده وباللهجة التي يعتز بها، حسبما قال في أحد تصريحاته.والذي كانت بداياته الفنية الحقيقية من خلال المهرجان المسرحي المدرسي للشبيبة، فقد شارك في العديد من المسرحيات وحصل أول مرة على جائزة أفضل ممثل في مسرحية «فصيل على طريق الموت». شارك العلي في عدد من الأعمال المسرحية  تجاوزت 20 عرضاً منها «سفر برلك» و«الغول» ومع المخرج عجاج سليم «أبواب وشبابيك وأسرار»، «حلاق بغداد» مع المخرج تامر العربيد، كماشارك في تأليف فرقة القدس المسرحية بإدارة الفنان زيناتي قدسية وقدموا معا عدة عروض في مهرجانات عربية ودولية، وكانت له تجربة مهمة في فرقة (عمال القنيطرة) مع كل من المخرجين عبد الحميد خليفة ويوسف مقبل، واستلم إدارة الفرقة منذ عام 1990 وحتى 2004، وأخرج لها عدة أعمال مهمة، كما أخرج لفرقة (طلائع القنيطرة) للأطفال حوالي سبعة عروض، وبعضها حصل على جوائز.‏ ويشارك دائماً في مسرح الأطفال..

لكن  جمال العلي لم يعرف بشكل جماهيري واسع إلا من خلال أدواره التلفزيونية الكوميدية .. لاسيما دوره الشهير في مسلسل «ضيعة ضايعة» بشخصية محسن (يا هم لا لي) حيث تميز باللهجة وبتركيبة الشخصية. مع أنه كان قد اشتهر قبل ذلك في مشاركاته الكوميدية  في مسلسل «عائلة سبع نجوم» للمخرج هشام شربتجي. ويقول جمال عن دوره في «ضيعة ضايعة»: (يا هم لا لي) تعبير موجود في البيئة أو اللهجة الممتدة في جنوب سورية ما بين الجولان السوري وحوران، وقد أحب الناس هذه اللهجة، وتعبير (يا همّ لا لي) يفيد التعجب أو الاستنكار أيضاً، وهي من المفردات التي لجأت إليها لبناء شخصية ضابط الأمن في مسلسل (ضيعة ضايعة)، بجزأيه، وقد ارتجلت هذه العبارة مع عبارات أخرى عامية مثل: (والله لخلي عواك يوصل لقبرص) أو (لجمد الأوكسجين بزلاعيمك). ‏أما نجاح العمل بشكل عام ونجاحه في أداء شخصية (محسن) فيعود برأيه إلى المخرج الليث حجو وإلى روح فريق العمل الذي اشتغل في ظروف صعبة جداً.

تميز العلي أيضاً في مسلسل «الخربة» مع المخرج الليث حجو، الذي لا يعتمد النجم المطلق، والذي شارك فيه نجوم كبار أمثال دريد لحام ورشيد عساف وممدوح الأطرش.جمال العلي شخص عفوي وشعبي، مرح وذو حضور لطيف، لكن المخرجين اعتمدوه بالأدوار الكوميدية.. وبقي الممثل الذي لا غنى عنه في الأعمال السورية الكوميدية إن كان في المسرح أو التلفزيون. ويعد العلي أن عدم مشاركته في أعمال أخرى كأعمال البيئة الشامية تعود للهجة التي كرسها في أغلبية أدواره، فلم يشارك إلا  بدور صغير في مسلسل (أهل الراية)، كما أن أدواره التاريخية قليلة جداً حيث شارك في مسلسل (فنجان الدم) مع المخرج الليث حجو، وفي (حكايات من التاريخ) مع المخرج محمد عزيزية.‏ وفي مسلسل «رياح الخماسين» مع المخرج هشام شربتجي، مع أنه أضاف لدور البائع في هذا العمل لمسة كوميدية أيضاً. فالعمل الجدي يتعبه كما يقول، مضيفا: كان هناك دور جدي ومغرق في الجدية في مسلسل «بقعة ضوء»، وكان لا بد أن أقدمه من دون أي إضافات أو لمسات كوميدية، وهذا ما أتعبني جداً وكان لا بد من السيطرة على نفسي من خلال كنترول داخلي يخصني ومن خلال مخرج العمل رضوان المحاميد.شارك العلي في بضع تجارب سينمائية مع المخرج عبد اللطيف عبد الحميد وفي فيلم سينمائي إيراني، وفي فيلم صديقي الأخير مع المخرج جود سعيد وفي فيلم طعم الليمون مع الفنان نضال سيجري.أما في موسم رمضان القادم فسيشارك جمال العلي في أعمال كثيرة منها «سيت كاز» من إخراج زهير قنوع، وفي مسلسل «زمن البرغوت» بإدارة المخرج «أحمد إبراهيم أحمد»، وفي بعض لو حات «بقعة الضوء»- الجزء التاسع من إخراج عامر فهد، ومسلسل «كمون وليمون» للمخرج محمد نصر الله.