2013/10/23
لميس علي - الثورة
لم يكد يمضي أسبوعان حتى أعادت الإعلامية رابعة الزيات استضافة أحد مطربي الأغنية الشعبية السورية في برنامجها (بعدنا مع رابعة).. بحضور المطرب وفيق حبيب في الحلقة السابقة.. بعد أن كان قد حلّ ضيفاً على البرنامج المطرب حسام جنيد قبل أسبوعين.
وكما لو أن هناك شبه رغبة دائمة لدى رابعة بالإصرار على استقدام هكذا نوع غنائي «شعبي».. تستعيده الفضائيات في حركة إقرار تبدو غاية في الذكاء الاستثماري الربحي الذي يصب نهايةً بحصد العالي من نسب المشاهدة.
قبلاً.. في السنوات الماضية.. دأبت الفضائية السورية وغيرها من المحطات الوطنية على استضافة ذات الفئة الغنائية المنتمية إلى الطرب الشعبي، لاسيما الساحلي أكثرها انتشاراً.. وأعادت الكرّة قناة «سما» خلال أيام عيد الأضحى الفائتة عبر سهرات يومية فكان أن حلّ المطرب أذينة العلي في أول أيام العيد.. ليأتي دور المطرب حسام جنيد ضيفاً ثاني أيام العيد.
(ضربة المعلم).. التي جاءت وكما لو أنها على سبيل الاعتراف بتصدّر هذه «الموجه» الغنائية ليس شاشات التلفزة، إنما قنوات السمع (الميديوية) الأخرى مثل مواقع التواصل الاجتماعي.. ثم ليأتي دور التصدر في التلفزة.. تمثلت بتزعم أحد أهم أركان هذا النوع المطرب (علي الديك) لبرنامج أسبوعي هو (غنيلي ت غنيلك- قناة الجديد).
فعلياً، تبدو هذه الخطوة اعترافاً بخروج هذا النوع الطربي من «قُمقُم» محلّيته إلى دنيا الفضاء العربي.. وهو بدوره ما يمثل حالة إقرار بدخول هذا الطرب الشعبي دائرة المنافسة مع أنواع الغناء الأخرى السائدة في سموات الفضاء..
وإن لا.. ماذا تسمون غناء الفنان عاصي الحلاني لدى حضوره ضيفاً على أحد برامج المواهب، لأغنية (وا عيني) المعروفة بانتمائها للشارع الطربي الشعبي السوري.. حينها وخجلاً عرّف الحلاني بأغنيته الجديدة على أنها من تلحين أحد الأخوين (ماهر وثائر العلي) المعروفين أصلاً ضمن هذا المجال الفني «المحلي» قبل أن يكون عربياً.
تُربط هذه الحادثة بحادثة أخرى تشي بمحاولات (لطش) التراث الشعبي الطربي السوري. إذ كان قبل مدة بسيطة أذاع الإعلامي طوني خليفة في (للنشر) خبراً مفاده أن مطربة إسرائيلية سرقت لحن أغنية «تيرشرش» وهي ذات الأغنية التي كان أثار جدلاً هو نفسه، وأيضاً في (للنشر) خلال فترة رواجها الأول.. حول من هو المطرب الأصلي للأغنية.
سورياً.. تُعرف الأغنية لحسام جنيد.. وكانت أدتها سارية السواس.
مؤخراً ورد خبر لطش المطربة الإسرائيلية للحن على لسان إحدى الإعلاميات اللبنانيات التي جعلت من اللحن لبنانياً.
بالطبع تكاد تنعدم الفواصل والحدود بين تراث سوري وآخر لبناني.. لكن ماذا عن أحقية أن يتبع الجزء للكل أو للأصل..
والسؤال الأهم.. ألا يقتضي الأمر تنبّه ذوي الأغنية السورية الشعبية والقائمين على تصنيعها، لحقوق ملكياتهم لفنهم الذي ينبض بواقع أصولهم وتراثهم..
وهل تبدو حالة خروج مارد غنائنا الشعبي السوري من «قُمقُم» محليته إلى مصيدة الفضاء العربي.. إيجابية أم سلبية ضمن هذا السياق السالف.. بالرغم من كل محاولات طمس هويتها الأصلية.. ؟
هل هي حالة خروج من « قمقم» المحلية إلى دائرة «اللطش» العربي الفضائي..؟