2012/07/04
5حواس- البيان ليست لي صداقات في الوسط الفني، «صداقاتي محدودة جداً في الوسط»، عبارتان كثيراً ما نسمعهما هذه الأيام تتردد على ألسنة النجوم، مبررين ذلك بأن الصداقة بين الفنانين سراب ووهم كبير، فقط هي المصالح التي تجمع، بينما تبقى المكائد والضغائن والابتسامات الصفراء هي التي تترجم علاقات الفنانين هذه الأيام.. فيما نجد في تاريخ السينما المصرية الحافل صداقات كبار نجوم الأمس امتدت سنوات طويلة على الرغم من حدة المنافسة الفنية بينهم، وتترجم ذلك عملياً إلى مشاركة وجدانية وفنية، كما كانت العلاقة بين إسماعيل يس وأبو السعود الإبياري، أو بين ثلاثي أضواء المسرح الضيف وجورج وسمير.. تعالوا نتعرف إلى حقيقة وواقع الصداقة في الوسط الفني من خلال نماذج حقيقية لصداقات جمعت بين الفنانين قديماً، وكيف تغيرت تلك العلاقة بين فناني اليوم.لعل من أكثر الصداقات الفنية قوة بين الفنانين القدامى، تلك الصداقة التي جمعت بين الفنانين عمر الشريف وأحمد رمزى، فبعد نجاح فيلم (أيامنا الحلوة)، الذي ضم في بطولته فاتن حمامة وعمر الشريف والوجهين الجديدين المطرب عبدالحليم حافظ. والنجم أحمد رمزي تولدت صداقة قوية بين عمر وأحمد رمزي فكلاهما كانا يمثلان آنذاك الموجة الجديدة لشباب تلك الحقبة الزمنية.وارتبط الاثنان ارتباطا قويا ، حتى إن فاتن حمامة زوجة الشريف وقتها كانت تغار من هذه الصداقة، خصوصا أن عمر وأحمد كانا قد تعاهدا ألا يمثل أحدهما فيلما إلا إذا كان الثاني يشاركه فيه، وكان هذا ميثاقاً بينهما غير مكتوب، ولكن هذه العلاقة لم تستمر. حيث اختلف الفنان عمر الشريف مع أحمد رمزي وحدث بينهما سوء تفاهم زادته تدخلات البعض لإفساد العلاقة التي انقطعت لمدة 8 سنوات تقريبا حتى تم الصلح بينهما وتصافيا مرة أخرى، ليعودا مرة أخرى إلى صداقة أقوى من ذي قبل على الرغم من خلافهما الكبير وقتها. عربون صداقة آنذاك عرض الفنان صلاح ذوالفقار على فاتن حمامة بطولة فيلم تشارك فيه عمر الشريف، ولكن الأخير تنازل عن البطولة لأحمد رمزي كعربون صداقة واعتذار عما فعله فيه إبان تصوير فيلم (صراع في المينا) نتيجة للخلاف الذى حدث بينهما، عندما شحن المخرج عاطف سالم عمر الشريف وقتها ضد أحمد رمزي مما أدى إلى تعامل عمر معه بقسوة خلال أحداث العمل، لدرجة أنه كان يقوم بضربه بشكل حقيقي في أحد المشاهد واستمرت العلاقة طيبة بينهما بعد ذلك. وأصبحت الصداقة بينهما أقوى من ذي قبل، والتي بقيت حتى الآن على الرغم من طول السنين، والدليل هو مسلسل عمر الشريف الأخير (حنان وحنين) الذي رشح فيه رمزي للعمل معه بعد أن أقنعه بالعودة للتمثيل. الحديث عن الصداقات الفنية لا يمر مرور الكرام دون ذكر رحلة كفاح أبوالسعود الإبياري في صداقته لإسماعيل يس، حيث نشأت صداقة قوية بين إسماعيل يس وأبوالسعود الإبياري، ففيما كان الإبياري دائماً متعاوناً مع ياسين، فإن ذلك سيثمر العديد من النجاحات وسيكونان ثنائيا فنيا جيدا وتحول هذا الثنائي لعلاقة أكبر من العمل . وهي الصداقة الشديدة التي كان يطلق البعض عليها التوأم؛ فكان الإبياري صديق عمره وشريك رحلة كفاحه الفنية وأقرب الأشخاص إليه، وكان دائما ما يسانده، ويشجعه طوال الوقت على النجاح، وعرفه على كبار أهل الفن في ذلك الوقت، منهم نجيب الريحاني وبديع خيري. إضافة إلى قيامه بالتوسط لكي يعمل يس في كازينو بديعة مصابني، الذي كان فاتحة الخير له، ومن هنا نشأت علاقة صداقة قوية بين إسماعيل يس وأبوالسعود الإبياري، وكانت قائمة على الحب والتضحية والإخلاص. جاهين وسعاد حسني.. صداقة بدرجة أبوة أيضا يتسع الحديث لعلاقة خاصة جمعت بين الشاعر صلاح جاهين وسندريلا الشاشة العربية سعاد حسني، فقد كانت الأخيرة من أقرب الأصوات إلى جاهين، وكانت تربط بينهما علاقة صداقة قوية طغت على أي خلافات أو مشاعر أخرى، مثلما كان يتردد وقتها عن وجود علاقة عاطفية بينهما. وكشف الزمن أن تلك العلاقة كانت حقا علاقة حب من نوع خاص ربطت بين جاهين وسعاد حسني، تحولت إلى حب الابنة لأبيها، وكان جاهين فياض الأبوة والحنان، خصوصا أنه كان مؤمناً بها تماما كفنانة وإنسانة، ومن خلال هذه العلاقة قدما معا أجمل الأعمال وكان حافزاً ومشجعاً دائما لنجاحها. وخلال تلك الفترة وما سبقها من زمن الفن الجميل كانت هناك الكثير من الصداقات التي جمعت بين الفنانين والتي كان لا يعلو فيها أي صوت على صوت الصداقة التي لم يستطع أن يهزمها أي شيء والتي ظلت صداقة دائمة شهد لها الجميع. انتهت بفعل الزمن لم تتوقف الصداقات الفنية الجميلة عند نجوم وفنانى الزمن الجميل، لكنها تكررت في الأجيال اللاحقة، وإن لم تكن بالقوة نفسها التى كانت عليها فى النماذج السابقة. فهناك الكثير من الصداقات التى كانت تعيش لفترة وسرعان ما تنتهي، فمثلاً.. لا يستطيع أحد أن ينسى شكل العلاقة التي جمعت بين عادل إمام وسعيد صالح، حيث كونا دويتو أو ثنائياً فنياً في عدد كبير من الأعمال السينمائية. ودائما كان عادل إمام يصطحب سعيد صالح لمشاركته البطولة فى أعماله، ومن أشهر هذه الأعمال فيلم (سلام يا صاحبي)، الذي كان صورة حية لمعنى الصداقة بين اثنين جمعتهما الصداقة، والتي تحولت لتضحية وانتقام وتفان من أجل الصديق، ولكن لم تستمر هذه الصداقة بشكلها الذي ظهرت به مثلما حدث بين عمر الشريف وأحمد رمزي. وإن كان لا أحد يستطيع أن يقول إن العلاقة بينهما لم تعد طيبة الآن، ولكن لم تكن بقوة الماضي نفسها، وإن كان دائما سعيد صالح يؤكد علاقته الطيبة بعادل إمام حتى الآن.. حيث صرح مؤخراً بأن علاقته بالفنان عادل إمام قوية، وقال: إننا قدمنا معا مجموعة من أقوى الأعمال السينمائية في فترتى السبعينات والثمانينات، ولانزال نسأل عن بعض. ولكن الحياة أيضا مليئة بالمشاغل، وأعتقد أن الوقت الآن لم يكن مثل الماضي، فقد كان الوقت متاحاً لكي نجلس كثيرا، وهذا أمر طبيعي.. فالحياة أصبحت أصعب من الماضي والجميع مشغول والعلاقات الآن أصبحت مختلفة. خلافات نادية ونبيلة على الرغم من الصداقة القوية التي جمعت بين الفنانتين نبيلة عبيد ونادية الجندي فإن المنافسة الساخنة التي كانت بين النجمتين كانت سببا كبيرا وراء انتهاء الصداقة بينهما، فلم تستمر طويلاً، ونجحت الخلافات في أن تحولها لمجرد علاقة عادية، ومن الممكن أن تصل في أي وقت لخلافات وهجوم شديد على صفحات الجرائد والمجلات. وربما كانت الغيرة الفنية والمنافسة الساخنة بين النجمتين سبباً في أن تصبح العلاقة بينهما مضطربة وتسيطر عليها الخلافات من وقت لآخر، مثلما حدث مؤخرا عندما أطلقت نادية الجندي على نفسها، وفى أفيشات أفلامها (نجمة الجماهير) فغضبت نبيلة عبيد، وأطلقت على نفسها لقب (نجمة مصر الأولى)، وازداد الصراع وتدخل الوسطاء وتم الصلح بعد فترة خصام طويلة. عمرو دياب ومحمد فؤاد ومن هذا الجيل إلى جيل آخر كانت شكل العلاقة والصداقة فيه دون أي معالم واضحة، فربما بدأت بصداقة وانتهت سريعا وكان الأشهر في جيل التسعينات هو شكل الصداقة القوية التي ربطت بين عمرو دياب ومحمد فؤاد، اللذين كانت تجمعهما صداقة قوية نظرا إلى كونهما من جيل واحد، وكانا دائما في حالة منافسة ساخنة. ولكن بدأ يسيطر على هذه العلاقة أيضا جانب المصالح الشخصية، وهو ربما كان الدافع القوي وراء إطلاق العديد من الشائعات من وقت لآخر عن سوء العلاقة بين النجمين، فظلا يحاولان من وقت لآخر السيطرة عليها بظهورهما معا وتفنيد الشائعات، لكنها تحولت لصداقة عابرة مؤقتة بفعل الزمن ورغبة الآخرين. أيضا في تلك الفترة كان من أشهر النجوم الذين جمعتهم صداقة قوية الفنانان شريف منير ووائل نور، والتي انتهت أيضا بعد رحلة طويلة كانا أقرب فيها للإخوة، ولكن تراجعت تدريجيا، خصوصا في السنوات الأخيرة بعد أن علا نجم الفنان شريف منير.