2012/07/04
عبادة إبراهيم - البيان
تحولت بعض القنوات الفضائية والصحف اليومية ساحة لتصفية المعارك والحسابات بين الفنانين؛ فالركض وراء الشهرة والنجومية والثروة، أصبح حلم بعض الفنانين بغض النظر عن كيفية الوصول له، وأضحت المنافسة الشريفة القائمة على الحب والمودة في طريقها للانقراض، لتكون السمة الرئيسية للوسط تتمحور حول تدبير المكائد والضغائن للآخرين. «الحواس الخمس» استطلع آراء بعض نجوم الوسط الفني الذين أكدوا ضياع الصداقة والإخوة التي كانت تجمع بين النجوم زمن الفن الجميل.
نجوى سلطان: المنافسة الشريفة تحولت إلى مافيا مدمرة
تقول الفنانة نجوى سلطان: في بداية دخولي الوسط الفني كنت هاويةً، ولم أكن محترفة، ولكنني فوجئت ببعض الفنانين الذين يحاربونني حتى أترك الغناء، وقتها قررت احتراف الفن وعدم ترك المجال لهم حتى يبعدوني عن الغناء، فقد عانيت كثيرا وشعرت بطعم اللذة، فالألم في بعض الأحيان يخلق نوعاً من اللذة، خصوصا عندما تلمس نجاحك وحب الناس لك على الرغم من كل الضغوطات التي حولك
. فهناك العديد من الفنانات اللواتي يحاولن الإيقاع بي، والوقوف ضد فني حتى لا يلمع نجمي في سماء الغناء، ولكن «يا جبل ما يهزك ريح»، فهذه المافيا المخفية التي تديرها بعض الفنانات لن تجدي نفعا معي لأنني أقدم فنا نظيفا وراقيا. فالمنافسة اليوم تخطت حاجز التحدث في الفضائيات بشكل غير لائق، لتصل حد الأذى، فالصداقة لم يعد لها مكان بالوسط الفني، والمحسوبية والواسطة هي التي تتحكم في مسار العديد من الفنانات، فتجد أصواتاً ضعيفة تفرض نفسها في الفضائيات، وأخرى قوية يعتمدون تهميشها.
فاطمة القرياني: أبتعد عن المنافقين
تعتبر الفنانة فاطمة القرياني نفسها سعيدة الحظ، لأنها حينما جاءت إلى الإمارات تعرفت إلى أناس بالوسط الفني يحملون قدرا كبيرا من المصداقية والطيبة، فحينما تمرض تجدهم بقربها لكي يطمئنون عليها، ليشاركوها أفراحها وآلامها. وفي ذلك تقول: أعيش في سلام داخلي مع نفسي ومع الآخرين، فكما تقول ليلى مراد «أنا قلبي دليلي» يستطيع التعرف إلى أناس ذوي أخلاق رفيعة، أما الآخرون الذين يدبرون المكائد، فأحاول تجنبهم قدر الإمكان وعدم التعامل معهم حتى لا أضع نفسي فريسة للقيل والقال، واعتقد أن توفيقي في اختياري أصدقائي يعود لدعوات أمي
. وتضيف: هناك فنانون كبار كثر وقفوا بجانب مواهب جديدة لكي يثبتوا جدارتهم، وهذا يدل على وجود صداقة حقيقة بالوسط الفني، الذي أعتبره كباقي الأوساط، فيه الطيب والشرير، الكاذب والصادق، ولكن الأهم من ذلك كله كيفية التعامل مع هؤلاء الأشخاص، فهل حينما يسيء لهم أحد يقابلون السيئة بالسيئة أم يسامحون ويفتحون قلوبهم، ويقابلونها بالحسنة.
محمد المزروعي: أهتم بأعمالي بعيداً عن النميمة
«صداقاتي محدودة بالوسط الفني»؛ بهذه الكلمات بدأ الفنان محمد المزروعي حديثه معنا قائلا: المكائد والضغائن والابتسامات الصفراء هي التي تترجم علاقات الفنانين هذه الأيام، فترى البعض منهم يضحكون في وجهك وهم في الواقع يدبرون لك المصائب، ويتمنون اليوم الذي تبتعد فيه على الساحة، .
وهذا ليس مجرد كلام بل واقع لمسته في حياتي، ففي اليوم الوطني السابق اتصلت بي إحدى الهيئات الحكومية تعاتبني عن رفضي الغناء باليوم الوطني، هذا الأمر الذي فاجأني كثيرا لأن صديقي الفنان الذي اتصلوا به لكي يكون وسيطا بيننا، أخبرهم أنني لدي مشاريع أخرى، ولم يطلعني على الأمر، لكي يضمن عدم مشاركتي في الحفل الغنائي
. هذا بالإضافة إلى النميمة ومحاولة التوقيع بين الفنانين ومحاربتهم، فبعد صدور أغنيتي الأخيرة «أنا ولهان» والتي حققت نجاحا جماهيريا كبيرا، أخذ بعض الفنانين يرددون بعض الأحاديث عن كونها أغنية غير ناجحة ما أصابني بالحزن الشديد على ما وصل له الوسط الفني، لذلك جعلت لنفسي قاعدة معينة حتى أستطيع أن أكمل حياتي الفنية، وتتمحور حول الاهتمام بنفسي وأعمالي الغنائية فقط، والحرص على توثيق علاقاتي بالفنانين المحترمين، الأمر الذي يشعرني بالفخر بصدقاتهم.
إبراهيم جمعة: كنت أول ضحايا الأنانية
يرى الملحن إبراهيم جمعة أن الوسط الفني يعاني التفكك، بدليل أن بعض مالكي الاستوديوهات يستوردون ملحنين من خارج الدولة، على الرغم من أن كبار النجوم والمطربين في الوطن العربي يتمنون العمل مع الملحن الإماراتي. وفي ذلك يقول: هناك ستة أسماء لامعة في مجال التلحين بالوسط الفني الإماراتي، وهم إبراهيم جمعة، خالد ناصر، موسى محمد، فايز السعيد، علي كانو، محمد مال الله، وتعاملوا مع ألمع النجوم، على سبيل المثال وليس الحصر محمد عبده، وأبو بكر سالم، وميحد حمد، وعبد الكريم عبد القادر، وجورج وسوف، وغيرهم من الأسماء الكبيرة. كل هذه الأمور تجعلني أتساءل لماذا يتم اللجوء لألحان الآخرين، على الرغم من أن الأغنية الإماراتية تعيش عصرها الذهبي
. ويضيف: «كنت أول ضحايا الحقد والأنانية والنفاق الذي أصاب الوسط الفني، حيث تمت التفرقة بيني وبين صديقي العزيز الشاعر عارف الخاجة منذ 15 سنة، إلا أن المياه رجعت لمجاريها قبل عام ونصف العام. فللأسف هناك سوسة تنخر عظم المودة بين الفنانين،.
لذلك قررت الابتعاد عن هذا الوسط، لأن البعض منهم يعاملونني وكأني أبوهم الروحي، وهم في الواقع يطعنونني في ظهري، كل هذه الأمور أدت إلى ظهور أشباه المطربين والملحنين عديمي الثقافة والوعي، لتفاجأ أثناء غنائهم على المسرح بأن أصوات فرقة الكورال الإماراتية التي تغني خلفهم أفضل منهم، ولكن هذا لا ينفي وجود فنانين معدنهم أصيل وطيب.
عبدالله بالخير: صداقة الزمن الجميل اندثرت
يقول الفنان عبد الله بالخير: العلاقة بين الفنانين هذه الأيام لم تعد مثل سابقتها في الزمن الجميل، تلك الصداقة التي كانت تتسم بالترابط والقوة، فإذا رجعنا للوراء قليلا لا نستطيع أن ننسى رحلة كفاح أبوالسعود الإبياري في صداقته مع إسماعيل يس، حيث نشأت صداقة قوية بينهما، ما أثمر العديد من النجاحات وكونا ثنائيا فنيا ناجحا، كذلك الصداقة التي جمعت بين أم كلثوم والسنباطي فقد لحن لها أكثر من ثلاثمائة أغنية، وعندما توفيت أم كلثوم شعر السنباطي وقتها بأنه انتهى. والكثير من الصداقات الفنية التي لم يعد لها وجود حاليا
. ولكن توجد زمالة ومنافسة شريفة كما يوجد في أي وسط، لكن المشكلة أن وسط الفنانين تركز عليه الأضواء والإعلام، وهو ما نتج عنه الخطأ في معالجة الموضوعات، بسبب الإثارة التي تتناول بها حياة الفنانين.
طارق الشناوي: المبالغة في الحب تعكس نفاق النجوم
أكد الناقد طارق الشناوي أن المبالغات في العلاقات الإنسانية في الوسط الفني تُعد من الأمراض النفسية للفنانين؛ فهم لا يحبون المواجهات الواضحة، ويقلقهم أن تكون خلافاتهم الشخصية «وجبة شهية» على مائدة الصحف، يتناولها البعض بطريقة مسيئة ما يجعلها تؤثر بالسلب في أعمالهم الفنية، ونظرة جمهورهم لهم، فهم يضعون أنفسهم داخل إطار معين أمام معجبيهم، ولا يردون لأحد أن يغير هذه الصورة أو يسيء لها. وإلا لما بالغوا في إظهار العكس بالنفاق والحب المبالغ فيه، وعادة ما يكون مفضوحا لدرجة تلفت النظر، كما وصف هؤلاء النجوم المنافقين بـ«الميكيافيليين»، أو من يتّبعون في تحقيق أهدافهم طرقًا غير شريفة، فالمهم لديهم الغاية، بغض النظر عن الوسيلة.