2013/05/29
سلوان حاتم – الثورة
فيما مضى شاهدنا الكثير من الممثلين يقومون بأدوار بقيت حاضرة في عقولنا ومؤثرة فينا سواء من ناحية الشكل أو المضمون وخاصة في الكوميديا واستطاعت بعض هذه الشخصيات أن تنتقل من الشاشات لنرى محبيها ومقلديها على أرض الواقع والسبب هو حب المشاهدين لها.
شخصيات درامية كثيرة لا تنسى بدءا من غوار وأبي عنتر وبهلول مروراً بأبي شهاب وابي عصام ومعتز والنمس انتهاء بشخصيات (أبو ليلى وجودي وأسعد وفياض وسمعان) وغيرها من الشخصيات التي استطاعت ان تكون مميزة في حضورها كونها ذات طابع خاص ومميز. وعادة الأدوار الكوميدية تترسخ أكثر في بال المشاهد من غير أنواع من الدراما, ولكن تنكسر هذه القناعة عند بعض الشخصيات الجدية التي استطاعت أن تثبت وجودها مثل (أبو شهاب وأبو عصام) وكذلك معتز في مسلسل باب الحارة وقبل ذلك استطاع الكثيرون أن يحققوا ذات المعادلة عبر العديد من الشخصيات ، وإن بقيت الشخصية الكوميدية أكثر قدرة على صنع كاركتر خاص بالفنان .
بدورها لم تستطع الفنانة السورية أن تنافس الممثل في صنع كاركتر خاص ومميز في الكثير من الأعمال رغم نجاح البعض في تقديم شخصيات بقيت في الذاكرة مثل شخصية الداية أم زكي أو من خلال الكوميديا مثل دنيا اسعد سعيد وفطوم حيص بيص ولكن لم نرَ الكثير من الفنانات يدخلن في إطار خلق شخصية راسخة لهن إلا من خلال أدوار الأم والداية والأدوار المرافقة وهي ليست ماركة لإحداهن لأن الكثيرات قدمن هذه الأدوار لكن بعضهن أقدر على الأداء فحققن نجومية في هذه الأدوار.
كما أن مصمم الأزياء والمسؤول عن المكياج لهما لمسات هامة في تمييز الشخصية التي يرسمها الكاتب ويبرزها المخرج ويقطف نجاحها الممثل الذي لا ننكر أنه الأكثر استحقاقاً للنجاح عند ابتكار شخصية جديدة, وهنا يجب أن نميز بين تأدية الدور مهما كانت صعوبته وبين صناعة شخصية لأن جميع الفنانين يمثلون ويؤدون أدوارهم بالشكل المطلوب لكن البعض يصنع شكلا مختلفاً عن البقية من خلال إضفاء (نكهة) خاصة به مثل طريقة الفنان عصام سليمان في (بهلول) وأمل عرفة في (دنيا) واللازمة التي رافقت الفنان مصطفى الخاني في شخصية (النمس) و عبر الشكل (سمعان وفياض وجودي وأسعد) أو من خلال الشكل المميز مثل (أبو شهاب وأبو عنتر وأبو صياح ومعتز) الذين صنعوا كاركتر خاص ومميز بهم من خلال أدوات بسيطة وغير مألوفة من قبل ربما استندوا في تشكيلها على شخصيات من الواقع ولكن بذكاء استطاعوا تجميلها وتلميعها حتى أصبحت بهذا النجاح . كما أن (غوار الطوشي) الشخصية التي رافقت القدير دريد لحام منذ ما يزيد على الأربعة عقود استطاعت الوصول إلى النجومية العربية برفقة أبي صياح و أبي عنتر وحسني رغم بساطة الأدوات المستخدمة .. هذا كله ربما يحفز على السؤال أين الدراما الحالية من هذا الموضوع ؟..
أي ابداع شخصية تبقى ماثلة في النفوس وتكون ماركة مسجلة باسم هذا الفنان .
في الموسم الدرامي المنصرم لم نرَ شخصيات مميزة استطاعت أن تفرض نفسها كشخصيات جديدة لها كاريزما معينة مع أن البعض قدّم أدوارا قوية تستحق التقدير ربما أبرزها دور (أبو ريبال) في الولادة من الخاصرة ودور (أبو نجيب) في زمن البرغوث ، بانتظار أن يكون موسمنا الدرامي القادم حافلاً بالشخصيات الإبداعية التي تستطيع أن تستمر سنوات طويلة.