2012/07/04
عبد الكريم العبيدي - البعث
من يمعن في متابعة برامج مجموعة الـ« إم بي سي» الإعلامية المملوكة لرجال أعمال سعوديين، على شبكة الأقمار الصناعية النايل سات والعرب سات وهوت بيرد الأوروبي، يدرك تماماً أننا أمام مجموعة إعلامية لها غايات وأهداف أبعد ما تكون عن الثقافة العربية والإسلامية، وأقرب ماتكون للثقافتين الغربية والصهيونية بكل ماتحمله الكلمة من معنى، من خلال ضخ الأفكار والمفاهيم بأسلوب مقصود تماماً مع سبق الإصرار على ترجمة الحوارات بطريقة توحي بالاستهداف في الغاية والقصد. ولعل تكثيفها عرض أفلام تروج للخلاص الصهيوني عبر التبشير والاختيار، ومسلسلات تبرر قتل العرب والمسلمين في الولايات المتحدة والعالم وإظهار التعاطف مع القتلة من خلال حوارات غاية في الحساسية والدّقة ، هو خير دليل على ما ذهبنا إليه من تشخيص .
وخلال 24 ساعة بث، الأسبوع الماضي، عرضت MBC2 وMBCA فيلماً بعنوان “ماتريكس” وهو للمؤلفين الصهيونيين الأمريكيين آندي و لانا واتشوسكي ومن بطولة الممثل العالمي كينو ريفز – واتسون فيشبورن – كاري آن موس . وتدور القصة حول صراع محتمل بين عالمين، أحدهما واقعي والآخر افتراضي تبدأ ببحث مجموعة ما يسمونه المختار الذي سيقود حرباً ضد عوالم تسيطر عليها آلات تشبه مخلوق الحّبار البحري . وتجري جميع تلك الحروب في مركبة أسموها “ نبوخذ نصّر - نابوكو” للوصول إلى مايسمى في ذلك العالم الافتراضي بالحقيقة المصطنعة أو « المصفوفة » وهو مكان تحتجز فيه الملايين من البشر الذين تتغذى الآلات على حرارة أجسادهم وتقوم بحبس عقولهم في مدينة صهيون – زايون.
يصرّ مورفيوس “ واتسون فيشبورن” المكلف بالبحث عن المختار توماس أي أندرسن « كيانو ريفز » على أنه عثر على ضالته في شاب مطارد من قبل الحكومة بتهمة الإرهاب ، وهو لص برامجيات كومبيوترية، ويعيش بشخصيتين، نهارية كمبرمج متوسط المستوى وفي الليل لص، ورغم اختباره فقد ظلت الحقيقة بعيدة تماماً عن خياله .مع إصرار العرّافة على أن أندرسن ليس هو المختار، إلاّ أنها ظلت تؤمن بقدراته الفائقة حتى النهاية بوجود من يساعده مثل الفتاة ترينتي “ كاري آن موس”.
لقد أعيد عرض هذا الفيلم عشرات المرات على باقة هذه المجموعة العربية، والسؤال عن مغزى الترويج للفكر الصهيوني عبر فضائياتنا من خلال التأكيد على مظلومية الصهيونية؟ دون وجود خطة اختراق ممنهجة وبأدوات عربية!.
أما المسلسل الأمريكي الذي عرض في الوقت نفسه فهو Law& Order-SUV وهو مسلسل عديد المواسم، لكن موسم 2006 كان هو الأكثر إثارة بالنسبة لنا نحن العرب لاحتواء حلقات منه هجمات لاأخلاقية وغير مبررة على العرب والمسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية . ومنها الحلقة التي عرضت صباح 15/4/2011، وتناولت قصة إلقاء فريق مهمات خاصة القبض على شاب يهودي أمريكي قام بقتل مسلم مهاجر إلى أمريكا بدم بارد وفي ساحة عامة وأمام أنظار المئات من المارّة. تسأله المحققة عن سبب ارتكابه الجريمة، فيجيب لماذا نسمح لهم التّعلم في جامعتنا الهندسة والطيران ؟ فقط ليقوموا بمهاجمتنا في 11/أيلول ! لماذا نقاتل لإنقاذهم في البوسنة ونضحّي بأرواح شبابنا ورجالنا الشجعان ؟ فقط ليقوموا بقتلنا في العراق وأفغانستان ! ..لقد قتل أبي كما المئات في عاصفة الصحراء !.
ووسط نظرات تعاطف المحققين يكتشف أحدهم أن هذا الصبي مختل عقلياً ! لأن والده لم يقتل في عاصفة الصحراء وأن الوالد حيّ يرزق في ولاية أخرى ومتزوج من سيدة عربية، وله منها عدة أولاد.. وأن أم القاتل قد أنشأت ابنها على كراهية العرب والمسلمين فقط لأن زوجها قد هجرها.
لقد حمل المسلسل العديد من المعاني التي لايمكن تبريرها من قبل قناة عربية بهدف عرضه على ملايين المشاهدين صبيحة يوم جمعة! منها تبرير جريمة القتل ! الحوار المتعاطف مع القاتل لا الضحية ! زوجة لاتنتقم من زوجها الذي هجرها، بل من الزوجة التي تزوجها وأنجب منها وهي لاتعرفها شكلاً أو معاشرةً، فقط كونها عربية وتعيش في ولاية أخرى ! تصوير أم القاتل لابنها أن أباه قد مات دفاعاً عن الوطن فيما أنشأت ابنها على كراهية العرب!!
فهل تريد مجموعة الـ «إم .بي .سي» أن تقود المشاهد العربي إلى السؤال: لماذا يكرهوننا؟ وهو السؤال ذاته الذي كان يسأله الصهاينة بعد كل مذبحة كانوا يقومون بها بحق شعبنا الفلسطيني للتعمية والتغطية على الجرائم المرتكبة!!.