2012/07/04
أيناس عبد الله - الشروق أعلن أكثر من منتج مصرى عن استعداده لتصوير مسلسلاته فى سوريا، التى نجحت فى الأعوام الثلاثة الماضية فى جذب صناع الدراما بتوفير كل الإمكانات الفنية، التى يحتاجها العمل الفنى بتكلفة أقل بكثير مما يتكبده المنتج فى مصر. كانت البداية حينما لجأ المنتج المصرى إلى سوريا بزعم أنها تتمتع باماكن طبيعية تناسب العمل التاريخى الذى ينتجه ثم سرعان ما وجد أعمالا اجتماعية ومسلسلات سير ذاتية يجرى تصويرها فى سوريا ومنها «أحزان مريم» بطولة ميرفت أمين و«أدهم الشرقاوى» بطولة محمد رجب و«ناصر» بطولة مجدى كامل و«ظل محارب» بطولة هشام سليم. وحاليا يجرى تصوير أكثر من مسلسل مصرى فى سوريا وهى «كنت صديقا لديان» بطولة تيم الحسن الذى يلعب دور عابد قزمان البطل الفلسطينى الشهير الذى كان يمتلك مزرعة للجياد على حدود تل أبيب، ونجح فى التعاون مع المخابرات المصرية واستغل علاقاته للتقرب من الإسرائيلين وتقديم خدمات كثيرة للمخابرات المصرية. ويرى المخرج نادر جلال أنه اختار أن يقوم بتصوير معظم الأحداث فى سوريا لعدة أسباب أهمها صعوبة تصوير الأحداث فى مصر لاختلاف الطبيعة التى تدور فى إطارها الأحداث إلى جانب أن الجهات المعنية المصرية تغالى فى طلباتها إذا أردنا التصوير فى أماكن بعينها مما يزيد من عبء الميزانية وأحيانا يتم رفض طلبنا بخلاف ما يحدث فى سوريا، التى توفر كل ما يحتاجه العمل وبتكاليف أقل بكثير، الأمر الذى شجع المنتج إلى وضع سوريا ضمن اختياراته الأولى لتصوير أعماله. ويتفق معه فى الرأى كاتب العمل، بشير الديك، حينما قال: «معظم أحداث المسلسل تدور فى تل أبيب ولصعوبة تصوير العمل هناك كان البديل تصوير 60% من المشاهد فى سوريا لتمتعها بأماكن قريبة الشبه بتل أبيب، وهو ما وفر لنا الأجواء ذاتها، التى دارت فيها هذه الأحداث فى الفترة ما بين حرب 1967 وانتصار أكتوبر عام 1973». كما يجرى حاليا تصوير مسلسل «كليوباترا» الذى يستعرض قصة حياة أشهر ملكات مصر وعلاقتها بشعبها، وهو العمل الذى تقوم ببطولته سولاف فواخرجى وفتحى عبدالوهاب ومن تأليف قمر الزمان علوش وإخراج وائل رمضان ورغم وجود كثير من القلاع فى مصر إلا أن المخرج اختار أن يصور فى قلاع سوريا سواء الحصن أو قلعة صلاح الدين الأيوبى، وهو ما يتطلب استقرار فريق العمل فى سوريا لمدة تتراوح ما بين 3 و4 أشهر خاصة أن 80% من الأحداث سيجرى تصويرها هناك بمشاركة كل أبطال العمل، وهو الاختيار الذى وجد ترحيبا لدى منتج العمل، محمود شميس، الذى شدد على أن المخرج وحده هو الذى يمتلك حق اختيار أماكن التصوير، والذى جاء على هوى الإنتاج لما تتمتع به سوريا من مميزات الطبيعة العذراء والتسهيلات التى تقدمها الدولة السورية بتكاليف أقل فكان القرار الموافقة بالإجماع. وآخر المسلسلات المسافرة إلى سوريا هو مسلسل «السائرون نياما» الذى تحدد له موعد يوم 15 أبريل الجارى لتصوير بدء مشاهده هناك، ورغم وجود مدينة الإنتاج الإعلامى التى تتباهى بأنها تمتلك أكبر الاستوديوهات فى الشرق الأوسط وبها منطقة كاملة تعود لعصر المماليك، إلا أن المخرج محمد فاضل أكد أن سوريا هى الأنسب لطبيعة أحداث المسلسل الذى تدور أحداثه فى عصر المماليك، وقد ذهب محمد فاضل إلى سوريا لمعاينة أماكن التصوير وهى اللاذقية وحلب وحمص ودمشق الذى استقر عليها بالفعل واختار مجموعة معاونين له من سوريا والعمل الذى تقوم ببطولته كل من فردوس عبدالحميد ومحمد عبدالجواد وأحمد هارون يدور حول المؤامرات داخل أروقة قصر السلطان «بلباى» وخارجه، والظلم الذى تعرض له أهل مصر على أيدى المماليك، وكيف قاوموا الظلم فى الوقت، الذى كانت المؤامرات الخارجية تنهش مصر للاستيلاء على خيراتها. ترى هل لجوء صناع الدراما المصرية إلى سوريا من أجل مصلحة العمل الفنية أم يمكن أن يكون لها تأثير سلبى من نوع آخر؟ الناقد أحمد صالح يجيب عن تساؤلنا مؤكدا «أنه من حق المنتج أن يبحث عن جهات وأماكن توفر له فى ميزانية العمل واصفا أن الغبى وحده هو الذى يتجاهل هذه الميزة ويلجأ للأغلى، موضحا أن العمل الفنى المصرى نفسه لن يتأثر فالبديل هنا جيد وعليه فلا يوجد أى تأثير سلبى على قيمة العمل. موضحا فى الوقت ذاته أن الوحيد المتضرر من هذه النقله هم الأيدى العاملة من فنانين ومجاميع والعناصر المكملة للعمل، والذى تتم الاستعانة بهم من سوريا أو غير سوريا أى من الدول التى يتم اللجوء إليها لتصوير العمل. وقال صالح إن سوريا لديها من الذكاء لفتح الباب للدراما المصرية أو الفن المصرى عموما الذى ساهم بشكل كبير فى عمل دعاية كبيرة لها وتحقيق دخل مادى كانت مصر أولى بها لكن هذا لا يحدث فى ظل وجود بعض العقول التى ترى أن الفن مربح وأن صناعه لديهم ثروات هائلة فيبالغون فى مطالبة أموال باهظة لتوفير أماكن للتصوير متناسين القيمة الأدبية والمعنوية، التى يوفرها العمل الفنى والدعاية التى ترصد لها الدولة ملايين من الجنيهات.