2013/06/21

الدراما السورية في منفى الأماكن البديلة.. التحدي الأصعب
الدراما السورية في منفى الأماكن البديلة.. التحدي الأصعب


ليندا حمود – تشرين

لم يتجاوز عدد الأعمال الدرامية السورية التي صورت خارج سورية في الموسم الرمضاني الفائت العملين وهما: «أبو جانتي» - الجزء الثاني و«صبايا» - الجزء الرابع،

وتم تصوير هذين العملين في دبي، بعد أن تم تطويع قصة كل منهما لتتماشى مع التصوير خارج الوطن، لكننا سنشهد هذا العام عدداً لا بأس به من مسلسلات الدراما السورية التي يتم تصويرها الآن خارج البلاد، ويبلغ عددها حتى الآن تسعة أعمال، توزعت بين لبنان وأبو ظبي ودبي والأردن والجزائر، ففي أغالبية هذه الأعمال سنرى كيف حاولت أن تكيّف القصة وتطوعها لتتناسب مع مكان التصوير مثل: مسلسل «حدود شقيقة» العمل الذي تم تصويره في لبنان، و يروي حكاية قريتين حدوديتين بين لبنان وسورية والعلاقات الاجتماعية الناشئة بينهما، مستفيداً من تداخل الحدود بين البلدين، كما هو الحال مع مسلسل «سنعود بعد قليل» الذي يحكي قصة عائلة سورية اضطرتها الظروف التي تعصف ببلادها للنزوح إلى بيروت.

الجزء الخامس من مسلسل «صبايا» أيضاً يتابع مسيرته خارج حدود الوطن، إذ سنجد البطلة (ميديا) تسافر للعيش في لبنان، وهناك ستتعرف إلى  نساء سوريات أخريات يسكنّ العاصمة اللبنانية إضافة إلى صديقات عربيات، بينما يروي مسلسل «أوهام جميلة» قصة أحد العمال السوريين في لبنان، فنراه موزعاً بين أهله في ريف حلب وعمله وأصدقائه وحبيبته في بيروت، أما مسلسل «حمام شامي» لمخرجه مؤمن الملا الذي  يصور حالياً في مدينة دبي الإعلامية فهو عمل بيئة شامية، يعتمد بالأصل في تصويره على حارات يتم بناؤها خصيصاً وفق ديكورات ضخمة تحاكي الحارات الدمشقية العريقة، ولذلك فقد تم بناء ديكور حقيقي لحمام من حمامات دمشق بكامل مرافقه، إضافة إلى حارة شامية بكامل عناصرها، فطبيعة الحكاية التي تدور بمعظمها في مكان واحد «سيت كوم» تقليدي في حارة  قديمة تسمح بتصويره خارج سورية ما دامت قد توافرت الحارات المخصصة لمثل هذه الأعمال.

مسلسل «زهرة البنفسج» وهو من الأعمال السورية التي تصور في الأردن، حاول التحرر أيضاً من خصوصية المكان، فالعمل الذي يتألف من حلقات متصلة منفصلة، يعالج قضايا اجتماعية معاصرة بأسلوب كوميديا الموقف، ويجسد شخصياتها نجوم سوريون وعرب، كما في تجربة مسلسل «مرايا 2013» الذي يتم تصويره في الجزائر بإشراف من صاحبه الفنان ياسر العظمة، فهو بالأصل يعتمد في الأغلب على أماكن تصوير داخلية في أجزائه السابقة، ما يسمح بإمكانية تصويره في الخارج، لكن مسلسل «العبور» الذي يصور حالياً في لبنان هو مسلسل خيال علمي، ما يجعله متحرراً أيضاً من خصوصية المكان السوري، الأمر الذي لا يعوق تصويره خارج بلاده، لا كما هو الحال مع مسلسل «الولادة من الخاصرة3» الذي يصور في لبنان أيضاً، إذ لم نجد مسوغاً  لتصويره في الخارج، فقصة المسلسل التي تعالج حكايات من صميم الواقع السوري الحالي المتمثل بالأزمة، ويتطلب  التصوير في أماكنه الحقيقية خرج عن المعادلة بعد أن تم تداول أخبار تفيد بأن الرقابة لم تسمح بتصويره داخل البلاد بعد اطلاعها على النص المملوء بالمغالطات والتشويه وتزوير الوقائع، وهو السبب الرئيس لاعتذار مخرجته الفنانة رشا شربتجي عن تحقيق الفصل الثالث منه، وهذا ما لم تصرح به شربتجي للصحافة، مكتفية بحجة ضعف التمويل من الشركة المنتجة.!

الليث حجو قدم حلولاً عالية المستوى على صعيد التصوير خارج سورية من خلال عمله الجديد «سنعود بعد قليل» الذي يلعب بطولته الفنان الكبير دريد لحام، فصاحب «الانتظار» تمكن من إدارة كاميرته في منطقة الشويفات  اللبنانية في ريف يبدو هو الأقرب للقرية السورية، ووفق حلول نصية قاربت الأزمة وظروفها القاسية على المهجرين السوريين، وبإطلالة على واقع الأسرة السورية، وانعكاسات الأزمة حتى بين أفراد الأسرة الواحدة، ولهذا نجد أن البعض استطاع التعامل مع شروط المكان، مطوعاً إياها لمصلحة مواقع تصويره، لكن البعض الآخر لم ينتبه لصعوبة تقليد الأمكنة السورية، متناسياً أهم عوامل نجاح الدراما.