2013/05/29
وسام كنعان – الأخبار
الشروع في تصوير «نساء حائرات» الذي يخرجه الفلسطيني السوري سمير حسين في دمشق هو مجازفة بحدّ ذاتها. مع ذلك، هناك مَن يعشق المغامرة، وأوّلهم حسين الذي قرر البقاء في العاصمة السورية ومتابعة أعماله. رغم أنه يحمل جواز سفر بريطانياً يخوّله المغادرة إلى عاصمة الضباب مع عائلته، إلا أنّ صاحب «وراء الشمس» اتفق أخيراً مع «المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني» في دمشق على إنجاز مسلسل «نساء حائرات».
بعدما تأجّل عرض عمله «أرواح منسيّة» الذي يؤدي بطولته عزت العلايلي وفراس ابراهيم ويتناول الثورة المصرية ويُستكمل تصويره في الصيف المقبل في القاهرة (الأخبار 4/7/2012)، ينطلق سمير حسين في تصوير «نساء حائرات» في الشام. العمل الذي كتب نصه أسامة كوكش، اجتماعي معاصر يلامس قضايا إنسانية عدة من خلال طرح حكاية بسيطة تنطلق من دائرة حكومية، ليعكس كلّ موظف حالة ونموذجاً سورياً. من خلال أحداثه، يطرح المسلسل مشاكل تعيشها تلك النماذج، بدءاً من العنوسة ونظرة المجتمع إليها، مروراً بروتين العمل الحكومي ومشاكله في القطاع العام، وصولاً إلى تطلعات الشباب ومعاناتهم في واقع مليء بالإحباطات وخيبات الأمل، وانتهاءً بسرطان الأطفال والجمعيات المدنية التي تحاول جمع متطوعين لمواجهة هذا المرض الخطير.
ضمن كل ذلك، صاغ كوكش توليفة محببة لكنّها تدير ظهرها بالمجمل للزلزال الذي ضرب عاصمة الأمويين منذ حوالى سنتين. إلا أنّ صاحب «أمهات» سيحاول أن يعوّض عن ذلك من خلال رؤية إخراجية ستسلّط الضوء على نبض الشارع السوري وتصوّر أعمدة الدخان المتصاعدة بين الفترة والأخرى. المؤكد أن حسين لم يتمكّن من التعاون مع كل الأسماء المرشحة لأداء الأدوار الرئيسية في العمل بسبب وجود غالبية الممثلين السوريين خارج بلادهم، ورفضهم العودة في ظل الظروف المتردية. لكن مع ذلك، فإنّ «نساء حائرات» يجمع نخبة من نجوم الدراما السورية، على رأسهم: رشيد عساف، نادين خوري، جهاد سعد، فاديا خطاب ومجموعة من الممثلين الشباب. عن دوره يقول عساف لـ«الأخبار» إنّه يجسد شخصية أحمد المزاجي والمتسلط الذي يملك معملاً ويواجه نتيجة تسلّطه مشاكل مع عائلته التي تجبره على إعادة النظر في حياته. وأضاف الممثل السوري إنّ العمل أكثر منطقية من المسلسلات التي عُرضت عليه، وقد اختار أن تكون إطلالته في الموسم الرمضاني من خلاله، مشيراً إلى أنّه لا يمكن تجاهل الأزمة والظروف الأمنية عند محاكمة هذه الأعمال. مرة جديدة، تدير الدراما ظهرها للأزمة التي تعصف ببلادها، لكن أين المشكلة في ذلك؟ ربما تنفع هذه السياسة لغاية الخروج من عنق الزجاجة.