2013/05/29
فرح برو – الثورة
اعتدنا من الدراما السورية تقديم مسلسلات أقرب إلى الواقع السوري منها إلى الخيال ولكننا هذا العام نعيش دراما رمضانية اختار بعض صناعها البهرجة الاستعراضية في الملابس والمكياج وموديلات الشعر الأجمل حتى في غرف النوم والمطبخ...
وهذا بحد ذاته لا يمثل الواقع السوري ولا بأي شكل من الأشكال والمسلسل الأول الذي يصنف في هذا الإطار«بنات العيلة» الذي روج له قبل حلول شهر رمضان بفترة طويلة.
فقد توقع غالبية المترقبين أن المسلسل يتناول قصة درامية شيقة تتناسب مع الوضع الذي تمر به سورية أو تراعي الظروف الراهنة.. فمن النظرة الأولى لماكياج ولباس الفنانات في العمل يخيل إليك أنهن جميعاً يؤدين دور ممثلات وليس فتيات يمارسن مختلف المهن الحياتية.. بالإضافة إلى عدم تجانس المضمون مع المستوى المهني لكل واحدة منهن فالفقيرة والغنية ظهرت كل منهن بذات الماكياج والبهرجة.
إذ أن العمل الذي ضم أكبر تجمع للفنانات النجمات في صفوف الدراما السورية نجح بجذب المشاهد للصورة أكثر من الجذب للقصة في بداياته... وراح الكثيرون يلتفتون للملابس والماكياج المبالغ فيه بإبراز جمال الفنانات اللواتي يظهرن وكأنهن يخضن سباقاً بالظهور الأجمل على الشاشة وهذا ما أبعد العمل عن الواقعية التي اعتادت الدراما السورية إلصاقها بها والتغني باقترابها من حياة الناس في الواقع... فماكياجهن وملابسهن الفخمة إن قاربناها من الشارع السوري وجدنا أن فئة قليلة من الفتيات السوريات قادرات على اقتنائها.. كما أن تصوير المشاهد المنزلية بهذه الطريقة المجملة وظهورهن بهذا المكياج يفقد العمل مصداقيته ويبعده عن واقع البيوت السورية فلا نجد امرأة في منزلها ترتدي أفخم الملابس وتتبرج بطريقة مبالغ فيها غير معهودة في منازل السوريين.. الديكور أيضاً طغى عليه المبالغة في الفخامة فأغلبنا لا يهتم للحوار الذي يتناوله المشهد فانتباهنا مشتت بغرف النوم التي تضج بالمفارش والإكسسوار أو بالصالونات التي تسحر العيون بإضاءاتها وتصاميمها الأمر الذي أفقد العمل أهميته وجعله يتمحور حول أمر واحد وهو الفنانات بحد ذاتهن وديكور المنازل.. كما أن الأشخاص الذين يملكون منازل بهذا الرقي والفخامة وبتصاميم ديكور مثيرة لا تمثل سوى شريحة صغيرة جداً من السوريين...
...ولكن لم هذه المبالغة في الظهور هل هي لجذب المشاهد أم للفوز بلقب ملكة الجمال... أم أنها غيرة فنانات رفضن أن تظهر إحداهن أجمل من الأخرى مع عمل قوامه العنصر النسائي... وسمته الأبرز الطرح الخفيف لقصص بنات عيلة واحدة يجمعهن سر غامض حملت خفاياه رسالة قديمة ترغب خالتهن في معرفة مرسلتها فاجتمعن إثر العثور عليها بمشهد درامي واحد تبارين فيه من الأجمل كما في كل المشاهد... والسؤال هل الهدف من الدراما السورية الظهور بالمظهر اللائق أكثر من إيصال رسالة سامية لجمهور المشاهدين؟؟