2012/07/04
ماهر منصور - السفير
حافظت الدراما الاجتماعية السورية هذا العام على معدلها السنوي المعتاد البالغ 13 مسلسلاً. إلا أنها تميزت هذا العام بتنوعها على صعيد المضمون، وتعدد الشرائح الاجتماعية التي تناولت قضاياها، في وقت حافظ عدد منها على جرأة الطرح وتناول المحرمات الاجتماعية.
في الموسم الرمضاني الحالي نشهد عودة إلى الرومانسية وقصص الحب عبر «الغفران» (قناة «دبي») للمخرج حاتم علي، والكاتب حسن سامي يوسف، الذي يتناول حكاية حب رومانسية بدأت في أيام المراهقة وبعد فراق دام 11 سنة يلتقي العاشقان من جديد فيعود الحب. والمسلسل يسلط الضوء على المشاكل الاقتصادية التي تتعرض لها الطبقة الوسطى. بينما يسرد المخرج المثنى صبح والكاتبة أمل حنا في مسلسلهما «جلسات نسائية» («أم بي سي»، «او تي في»، «الدنيا») حكايا حب تعيشها أربع نساء يجتمعن في مقهى ليسردن تفاصيل علاقتهن.
المسلسلان يطلان على الحب، الذي غاب كموضوع رئيسي عن الدراما السورية خلال السنوات السابقة، لتسود دراميا قضايا تتعلق بالعشوائيات والفساد، وأخرى من تلك التي تثير الجدل الاجتماعي.
إلا أن هذه القضايا لن تغيب أيضاً، مع مقاربة جريئة يتصدى لها الكاتب سامر رضوان والمخرجة رشا شربتجي في مسلسلهما «الولادة من الخاصرة» («أبو ظبي»، «أل بي سي») الذي يرصد طبيعة الحياة بين الفقير والغني ويسلط الضوء على المتناقضات التي تعيشها الشخصيات المرموقة.
المقاربة الأكثر إثارة ستكون من خلال «شيفون» («الفضائية السورية») للكاتبة هالة دياب والمخرج نجدة أنزور. ويقارب المسلسل في حكاياته عوالم المراهقة بكثير من الجرأة، ويطرح أسئلة تخص الجيل الشاب لطالما شكلت خطوطاً حمرا في مجتمعنا، وكانت مثار جدل اجتماعي وتربوي.
قضايا الشباب، ولا سيما الجامعيين منهم يقاربها «سوق الورق» («سورية دراما») للكاتبة آراء الجرماني، والمـخرج أحمد إبراهيم أحمد. والمسلسل لا يكتفي باقتحام أسوار الجامـعة من بابها التعـليمي وحسب، بل يلاحق من فيها من طلاب وإداريـين إلى خـارج تلك الأســوار، فــيدخل بيوتهم ومنها إلى شوارع الحياة اليومية، حيث يحاكم منظومة قيم مجتمعية طارئة.
ومن خلال جرأة الطرح، يتناول «العشق الحرام» («الجديد») العلاقات بين المحارم، والمشكلات الحياتية اليومية، ومجموعة من قصص الحب التي قد تلامس الخطوط المحرمة في المجتمع.
ويجتمع مجددا الثنائي نجيب نصير وحسن سامي يوسف في «السراب» («الفضائية السورية»، «السومرية») بطولة الفنان بسام كوسا. والعمل يروي حكايات بسيطة تتمحور حول «أبو الخير»، صاحب مسلخ دجاج، يعيش حياة من الفوضى والمشاكل. بالإضافة إلى قصص حب متعددة.
ويعود أيمن زيــدان مخرجاً هذه المرة في «ملـح الحــياة» («ان بي ان»، «سورية دراما») للكاتب حسن م. يوسف، وتدور أحداث المسلسل في دمشق بين عامي 1946 و1958، عبر مجموعةٍ من الحكايات التي ترصد انعكاسات الحالة السياسية على المجتمع.
والكاتب حـسن م. يوسـف يقدم أيضاً السيرة الذاتية للشاعر محمود درويش في «في حضرة الغياب» («الجديد»، «سوريا دراما»، «الجزائر»)، علما أن حالة من العداء واجهها المسلسل منذ الإعلان عن نية تنفيذه.
كما تقدم الدراما السورية هذا العام المسلسل البوليسي «كشف الأقنعة» («كاريو دراما») الذي يسلط الضوء على جرائم مختلفة في إطار اجتماعي بوليسي، يتم فيه الكشف عن المجرم، محاولاً التركيز على العلاقات الاجتماعية والبعد الإنساني للشخصيات ضمن لوحات منفصلة.
وثمة خسارة للدراما الاجتماعية هذا العام، نتجت عن عدم عرض مسلسل فادي قوشقجي «تعب المشوار»، وتعذر تصوير مسلسل فؤاد حميرة «حياة مالحة». والعملان تعـثرا، عرضاً وتنــفيذاً، لأســباب تسويقية بحتة، تطرح بموجبها ضرورة وضع خــارطة طريق لمستقبل الدراما السورية، تلحظ موضوعي الإنتاج والعرض.