2012/07/04
محمد أمين - الوطن السورية لا ينكر النجم الشاب باسل خياط أن فكرة اشتراك الفنان السوري في العديد من الأعمال على مدار العام «مسألة صعبة على الممثل» ويرى أنه مضطر للمشاركة في هذا الكم لأسباب كثيرة «بعضها له علاقة بالحضور الدائم وتجديد الأدوار كما أن الموضوع المادي وراء هذه المشاركات» ولا يرى الخياط أن أجور الفنانين السوريين تشهد طفرة كبيرة ويعتقد أنهم رغم ذلك مازالوا مظلومين «ومهضوماً حقهم إذا ما قورنت أجورهم بأجور زملائهم في الدراما المصرية» ويرى أن للفن ظروفاً خاصة غير التي يعايشها المواطن العادي «هناك طريقة معيشة خاصة للفنان وأسلوب حياة يختلف تماماً عن الإنسان العادي وهذا كله يحتاج إلى مال واعتقد أن الفنان الذي لا يشغل تفكيره في الجانب المادي بحصوله على أجور جيدة سوف يعطي المشاهد فناً أعمق وأرقى ويؤدي إلى تفرغه لعمل واحد في العام الواحد». ويشارك باسل خياط في موسم 2010 بثلاثة مسلسلات هي (الخبز الحرام) للكاتب مروان قاووق والمخرج تامر اسحق و(ملائكة الأرض) للكاتب محمد العاص والمخرج سمير حسين و(أبو خليل القباني) للكاتب خيري الذهبي والمخرجة إيناس حقي وقد انتهى بالفعل من تصوير دوره في العمل الأول وبدأ تصوير دوره في العمل الثاني حيث يلعب شخصية رجل يكتشف أن زوجه حامل بجنين سوف يرى الحياة وهو معوق فيدخل بصراع مرير مع زوجه التي ترفض التخلص منه. ويرى خياط أن الدراما السورية مازالت تسير بنوايا فردية خالصة ولكنه يبدي تفاؤلاً بالمؤسسة التي ستشرف على الإنتاج الدرامي السوري والمتوقع أن تشرع بعملها قريباً، ويتمنى أن تتعامل مع الدراما السورية من خلال «عقول متفتحة وامتلاك رؤية متميزة لكي تزيد عليها ولا تنقص منها» وقد بدأ الخياط بتحقيق حلمه بتجسيد شخصية رائد المسرح العربي (أبو خليل القباني) ويؤكد أن النص الذي كتبه الروائي خيري الذهبي «من أجمل النصوص التي قرأتها منذ تخرجي في المعهد وحتى الآن، وأنا قرأت أغلب ما كتب عن هذا الرجل الرائد» وعن كيفية مقاربته لهذه الشخصية كشف الخياط أنه ينوي عزل نفسه عن الحياة الطبيعية اليومية من أجل مقاربة عوالم هذه الشخصية بشكل عميق وصادق «وقد انتقلت من البيت الذي أسكن فيه إلى بيت عربي قديم لكي أبقى على تماس مباشر بالظروف التي عاش بها أبو خليل القباني أنا متفائل جداً بالعمل وأتمنى أن يكون نقلة مهمة في مسيرتي الفنية» وقد لعب الخياط في العام الفائت بطولة مسلسل (رجال الحسم) الذي وجد متابعة جماهيرية ولكنه لم يرض النقاد والمتابعين والمراقبين للدراما السورية وخاصة لجهة النص، ولكن الخياط يرى أن العمل أضاف له «ما أردته من هذا العمل حصلت عليه» ويرى أيضاً أن لكل عمل فني مطبات وسلبيات وإيجابيات وأنه كممثل يعمل ضمن شرط المؤلف وشرط المخرج وتوقع أن يتم انجاز الجزء الثاني من هذا العمل «في حال توافرت شروط أكثر متانة وخاصة لجهة النص والظرف الإنتاجي وجرى تفاهم بيني وبين المخرج نجدة أنزور بهذا الخصوص وخاصة أن الأحداث في الجزء الثاني سوف تصل إلى حرب تشرين التحريرية..». ويعمل الخياط في هذا الموسم تحت إدارة ثلاثة مخرجين شباب وهو يرى أن المخرجين المتميزين اليوم في الدراما السورية «شباب أو كانوا لسنوات قليلة ينتمون إلى هذا الجيل» ويلفت إلى أن المخرجة إيناس حقي «هي ابنة مخرج كبير هو هيثم حقي وقد تشربت خلاصة تجربة والدها وقد لمست أنها لا تستسهل، وسمير حسين مخرج قادم من التمثيل لذا فهو قادر على التعامل مع الممثل واستخلاص أفضل ما عنده واعتقد أن مسلسل (ملائكة الأرض) الذي يعمل عليه الآن يطرح مواضيع لم يسبق للدراما السورية طرحها وهي التي تتعلق بذوي الاحتياجات الخاصة، وعندما قرأت النص قررت أن أكون جزءاً من هذه التجربة رغم أني كنت لا أنوي أن أشارك بأي عمل بين (الخبز الحرام) و(أبو خليل القباني)..». وكان باسل خياط قد شارك في المسلسل البدوي «صراع على الرمال» منذ عامين مع المخرج حاتم علي الذي بدأ منذ فترة تصوير تجربة بدوية أخرى، ولكن الخياط ليس جزءاً منها «ليس من الضرورة أن أكون في كل أعمال حاتم علي، أنا اشتغلت تحت إدارته في خمسة مسلسلات وفيلمي سينما وهناك لغة مشتركة بيني وبينه وهو مخرج يملك رؤية مختلفة وعندما يراني في عمل من أعماله لابد أن يدعوني ولابد أن أكون حاضراً». وسبق للفنان باسل خياط أن شارك في فيلم مصري حمل عنوان (الشياطين) ولكن تجربته لم تتكرر وهو يرفض بشدة ربط مسألة ذهاب الفنانين السوريين إلى القاهرة بالمال وحده ويقول: نحن لا ندق الأبواب لكي نعمل، نحن مطلوبون وأنا شخصيا اعتذرت عن فيلمين وثلاثة مسلسلات منها مسلسل الفنانة يسرا الذي قدمته في العام الماضي وهذا العام اعتذرت عن مسلسل (فرح العمدة) مع المخرج أحمد صقر. ولكن الخياط يرى أن الدراما المصرية تتمتع بتقاليد مهنة وصناعة تحميها من السقوط «وأعتقد أنها الآن تعمل ضمن شرطها وليس ضمن شرط الآخرين وخاصة بعد افتتاح العديد من المحطات الخاصة» وأكد الخياط أنه سوف يعد للعشرة قبل الإقدام على أي تجربة أخرى خارج إطار الدراما السورية. وعن طموحه بالإخراج يؤكد أن كل ممثل سوري لديه النزعة بهذا الاتجاه في حال توافرت شروط مناسبة «أن تكون متحكماً بكل خيوط العمل أعتقد أنها متعة كبيرة». وقد كان باسل خياط من ضمن الذين شاركوا في فيلم (الليل الطويل) لهيثم حقي وحاتم علي والذي حصد ولا يزال الجوائز في مهرجانات عربية وعالمية ورغم ذلك لم يحصل على موافقة عرضه في صالات السينما السورية، وفي هذا الاتجاه يؤكد خياط أن ما حققه الفيلم من حضور خارج سورية «يدعو للفخر». وعما إذا كانت الدراما السورية تسير بالاتجاه الصحيح قال خياط: ما زلنا نمشي بالنيات الطيبة ولا أعتقد أننا سائرون في الطريق الصحيح لأن هناك بعض التفاصيل التي قد تعرقل هذا السير ومنها الدراما التركية التي أصابت الدراما السورية في المقتل من خلال استخدام اللهجة السورية التي تعبنا سنوات وسنوات حتى أصبحت لهجة محببة لدى المشاهدين العرب، وأعتقد أننا بدأنا الآن نشعر بخطورة هذه المسألة على الصناعة الدرامية السورية