2012/07/04
رنا سرحان - (الاتحاد الإماراتية)
قرية اسمها "الخربة" يهاجر قسم كبير من شبابها، ليعودوا بعد فترة بأفكار جديدة ورؤى تقدمية، الأمر الذي يعارضه عموم أهل القرية خاصة جيل الكبار، فينشأ صراع بين الفريقين، يشكل محور أحداث المسلسل، الذي يتم عرضه خلال شهر رمضان الجاري. مسلسل تلفزيوني كوميدي جديد، يعود من خلاله النجم الكبير دريد لحام إلى الأعمال الدرامية بعد غياب عدة سنوات، في قرية قديمة لا تزال تعيش حالة فطرية تتصف ببساطة العيش
قرية "الخربة"، تضم عائلتين كبيرتين هما عائلة "بو مالحة" وعائلة "بو قعقور"، والأبناء في كلتا العائلتين يحملون في طياتهم روح المنافسة، وكل طرف يقوم بإغاظة الطرف الآخر وكيد الحيل والمقالب له، ويصور العمل كيف يقوم الأهالي بتعليم أولادهم لا للعلم بحد ذاته وقيمته بل لإغاظة العائلة الأخرى، وكيف يتباهى البعض بإنجازات أبنائهم على الصعد كافة من باب الاعتزاز والتباهي.
صراع بين عائلتين، عائلة بونمرو التي يجسدها الفنان دريد لحام وعائلة بو نايف التي يجسدها الفنان رشيد عساف، يقدمه المخرج الليث حجو في حلقات مسلسل “الخربة” الذي يعرض في شهر رمضان، وهو التعاون الرابع بين المخرج الليث حجو، والسيناريست ممدوح حمادة، وذلك بعد الأعمال الدرامية الشهيرة، والتي أصبحت علامة فارقة في الإنتاج الدرامي السوري مثل "عالمكشوف، بقعة ضوء، وضيعة ضايعة".
ويعبّر المخرج الليث حجو في "الخربة" عن بيئة الجنوب السوري بتشابه عاداته وتقاليده وأزيائه وأجوائه، فهو يصف تقديمه للمسلسل وسيلة يستطيع من خلالها المحافظة على ألوان الطيف الموجودة في سوريا، حيث لا وسيلة للحفاظ عليها بمادة مسجلة سوى بالفيديو الذي ينقلها للأجيال القادمة محافظة على اللهجات كجزء من هذا الفلكلور وليس كتابة على الورق.
"الخربة" استمرار لقراءة حمادة الاستشفافية للواقع بشكل عام، كما يقول حجو، "ما وقع وما سيقع"، وقراءة متزامنة مع ما يحدث الآن على مستوى الوطن العربي، بما فيه سوريا.
ويصف حجو العمل بالقريب جداً من تفاصيل الأحداث اليومية، يسابق فيه الواقع الدراما، بدراما متخيلة من "الخيال العلمي". فالدراما نتيجة للواقع، والعمل يرتبط بالظرف والواقع في مجرياته، عدا ذلك يكون عمل غير جدير بالمشاهدة إلا من باب تضييع الوقت ويجب على العمل التعرض للكثير من الخطوط الحمراء وبزوايا تطرح أفكاراً جريئة على مستوى الواقع.
كذلك يرى حجو أنه لا بد من الاهتمام بجيل الشباب القادر على التغيير وعموماً في هذا العمل يعود الجيل الثالث حتى أنه كان عنوان العمل سابقاً "عودة البررة"، ثم "رياح الخربة" وأخيراً استقر الاسم على "الخربة".
تدور أحداث المسلسل الاجتماعي الكوميدي في إحدى قرى منطقة السويداء في جنوب سوريا، ويتحدّث نجوم العمل بلهجة أهل السويداء. يجسّد الدورين الرئيسين للعمل كل من دريد لحام ورشيد عساف.
ويقول الفنان دريد، لحام إن دوره المتمثل بشخصية بونمر كبير العائلة المتصارعة مع عائلة بونايف التي يجسد شخصيتها الفنان رشيد عساف هو صراع درامي عبر كوميديا خفيفة لا تخلو من تلميحات اجتماعية أو حتى سياسية ووطنية، حيث تجري هذه الأحداث في قرية ذكير بمحافظة السويداء بخصوصيتها وطبيعة حياتها وسكانها. شخصية كان قد جسدها لحام سابقاً، وإن كانت بشكل مختلف عن الحالية، لكنها للبيئة نفسها في شخصية "ابو الفضل" في مسرحية غربة. ومن هنا يقول أتت هذه الشخصية بملامحها وإتقان اللهجة، وبونمر يتصف بشخصية ذات طابع عصبي ويعرف كل شيء. ويؤكد الفنان رشيد عساف "بو نايف" أن العمل يتناول البيئة الجبلية بما لها من تراث وقيمة في المجتمع الريفي، مشيراً إلى أنه يعقد عليه آمالاً كبيرة لكونه متميزاً في كل عناصره.
الفنان باسم ياخور يجسد دور "توفيق"، وهي شخصية مقموعة مذلولة ممسوحة تماماً من قبل زوجته "نفجه" التي تجسدها الفنانة ضحى الدبس ووالدها زعـيم العائلة بونمر، هذه الشـخصية تحاول الاسـتعاضة عن كل هذا الاضطهاد وتحاول أن تجد منافذ أو مخارج تبحث بمكر وتعليق ساخر يمكن إنكارها بأي لحظة أن اتهم بها هروباً من واقعه المرير جداً في العائلة وفي القرية ككل وفي المحيط.
ويشيد المخرج بأداء الفنان باسم ياخور الذي يصعب أي عمل كوميدي بدونه لأنه طاقة هائلة بالكوميديا ومكسب حقيقي حتى أن شخصية "توفيق" لم تكن من نصيبه، لكنه فاجأ فريق العمل ويعتقد حجو أن الجمهور سيفاجأ بها وهي شخصية بعيدة كليا عن شخصية "جودة" في "ضيعة ضايعة".
وعن استبعاد الممثل الكوميدي أيمن رضا من المسلسل، يصرّح مخرج العمل بأن الجو لم يناسب رضا كونه يتطلب أسلوباً مختلفاً عما يقدم رضا في الكوميديا، فهو فنان عفوي يحب الارتجال ويحب التعاون مع مزاجه باللحظة.
"الخربة" يحتاج على حد تعبير حجو إلى الكثير من التنظيم والدقة بالتعامل بالعمل المكتوب بالنص أساسا وليس بحاجة لإضافات، فالكوميديا موجودة فيه، وأيمن رضا شخص يحب مساحة أكثر بكثير وهو ما سبب انسحابه باتفاق الجميع، ليحلّ مكانه في العمل الفنان محمد خير الجراح.
ويشارك في العمل نخبة من الفنانين السوريين منهم محمد خير الجراح، محمد حداقي، عمر حجو، شكران مرتجى، نضال سيجري وآخرون، والعمل من إنتاج شركة "سورية الدولية" وتعرضه قناة "الدنيا" وشاشة "الجديد" وتلفزيون "ان بي ان" في رمضان.
ويشارك الفنان جمال العلي في العمل، حيث يجسد شخصية "صيّاح" مدرّس ومدير مدرسة، وللدور خصوصية معينة بالنسبة إليه خاصةً أنه وبحسب رأيه يتحدث للمرة الأولى بلهجة أهل محافظة السويداء.
ويجسد الفنان رافي وهبة شخصية "فوزي" التي تعيش حالة من التناقض في العمل ضمن إطار كوميدي ومجموعة من العلاقات الاجتماعية، و"فوزي" يمثل شريحة كبيرة من الشباب السوري الضائع بين رغبته في التغيير وبين سلطة الأهل المفروضة عليه