2012/07/04
ماهر منصور - السفير
ليس غريبا أن تطل بعض الكتابات التي تناولت مسلسل المخرج الليث حجو الجديد «الخربة»، قبل عرضه في شهر رمضان، من بوابة عمله السابق «ضيعة ضايعة». فالعملان يتقاطعان عند نقاط عدة، توحي للوهلة الأولى أننا سنكون أمام جزء ثالث من «ضيعة ضايعة».
يتغير اسم المسلسل، والحكاية والوجوه واللهجة... وتتغير تفاصيل البيئة أيضاً، إلا أن في العملين ربما مستوى فنيا ومستوى فكريا واحدا. إذ ينجزهما فريق فني واحد تقريبا، فهما نتاج شراكة متجددة بين الليث حجو مخرجاً، والدكتور ممدوح حمادة مؤلفاً. كما يحضر في العمل عدد من نجوم «ضيعة ضايعة» الأساسيين، بينهم الفنانان باسم ياخور ونضال سيجري الذي يتولى أيضاً مهام التعاون الفني الإخراجي مع حجو.
والعمل ذاته يحفل بعدد من «الكركترات» ويعتمد لهجة مغرقة بمحليتها، هي لهجة منطقة (السويداء) جنوبي سوريا، ليروي أحداثه التي تقع في إحدى قراها، وهي أحداث تحاك تفاصيلها من اليومي المعيش لأناس هذه القرية البسطاء، بكل ما تنطوي عليه من تناقضات من خير وشر في لبوس إنساني.. لا يخلو أحياناً من السذاجة.
وتتركز أحداث العمل، بحسب مخرجه الليث حجو، على «عائلتين متخاصمتين بدون سبب واضح تعيشان في قرية الخربة ضمن إطار كوميدي، وهي قرية شبه مهجورة، مشاكلها تكاد تنحصر في بعض المناكفات بين سكانها، وربما يكون هذا الصراع هو مصدر تسليتهم الوحيد، ويتزعم كل عائلة رجل مسن هو عميد العائلة عائلة أبي نمر (دريد لحام) وعائلة أبو نايف (رشيد عساف)..».
لكن، إلى أي حد سنكون في «الخربة» أمام جزء ثالث من «ضيعة ضايعة»، وهل بوسع التقاطعات السابقة وحدها دفعنا الى المقارنة بين المسلسلين؟! في المقابل، هل يكفي لتجنب المقارنة وجود أسماء تمثيلية جديدة في العمل مثل الفنانين دريد لحام ورشيد عساف، وظهور فناني «ضيعة ضايعة» في «الخربة» بكركترات مختلفة كلياًَ عما كانوا عليه المسلسل الأول، وبناء حكاية المسلسل الجديد وفق خط درامي متصل ومتصاعد، خلافاًَ للعمل السابق المتصل – المنفصل في حكايته؟!
التقدير النهائي يعود الى قدرة فريق العمل على إنتاج مسلسل جديد بريء تماماً من «ضيعة ضايعة»، رغم أننا ندرك مسبقاً أن الأخير لا بد من أن يلقي بظلاله على المشاهد لدى مشاهدته «الخربة».
لو قيس الأمر بخيارات المخرج الليث حجو، فالمخرج الشاب معروفة عنه نزعته الدائمة نحو التجديد، وبحثه عن المختلف، وتشدده تجاه نصوص مسلسلاته حتى لو اضطره الأمر الى الجلوس في البيت دون عمل لموسم أو أكثر. فإذا كان أهل مكة أدرى بشعابها، ففي الغالب مفاتيح الاختلاف الحقيقية بين المسلسلين في يدي حجو، وفيها تكمن أسباب رهانه على «الخربة» كمسلسل كوميدي جديد، بعد نجاح كبير حققته كوميديا «ضيعة ضايعة».
وبين ثقتنا بخيارات حجو، وضبابية فهمنا لمزاجية المتفرج وغياب ضوابط محاكماته الفنية على الأعمال، تبقى العِبرة في العرض.
يضم العمل نخبة من نجوم الكوميديا السورية منهم: باسم ياخور، نضال سيجري، ضحى الدبس، محمد حداقي، ، شكران مرتجى، جمال العلي، رولا ذبيان وآخرون.