2012/07/04
نور حمادة – الوطن السورية
فنان سوري موهوب أثبت اجتهاده خلال مسيرته الفنية بالأعمال الدرامية التي كان يترك في كل منها بصمته الخاصة وانطباعاً إيجابياً لدى الجمهور.
إنه الممثل مصطفى الخاني المثقف الذي حاز رضا الناس واستحسان النقاد واستطاع أن يتبوأ مكانة مهمة بين الفنانين الكبار في سورية وفي زمن قياسي، مصطفى الخاني الممثل الذي انحاز إلى الوطن في الكثير من المفاصل والمواقف يتحدث لـ«الوطن» عن الفن والرحلة والأزمة:
بداية، هل تعتبر أنك أخذت حقك كفنان بالحصول على الأدوار ووصلت إلى المرحلة التي تريدها في مشوار الفن؟
أولاً عن الحصول على الأدوار فأنا راض تماماً عما حصلت عليه، وفي السنوات الأخيرة كان لي هامش أن أختار ما قدمته من أدوار من بين عدد كبير من الأدوار التي عرضت علي، وخاصة أنني لا أقدم أكثر من عمل في العام ومن ثم يكون لي مجال أكبر للاختيار، وأول شخصية عرضت علي كانت واحدة من الشخصيات الجميلة والأساسية في مسلسل الزير سالم وهي شخصية جحدر، وحينها كان الأستاذ حاتم علي أستاذنا في المعهد العالي للفنون المسرحية حيث اختارني مع مجموعة من زملائي لأداء شخصيات أساسية ومهمة في العمل، ومن ثم أنا راض جداً عما حصلت عليه من أدوار، أما عن رضائي عن هذه الشخصيات بعد تقديمها فهذا أمر نسبي يختلف بين شخصية وأخرى، ولكن دائماً وفي أحسن الأحوال وفي أكثر الشخصيات التي قدمتها نجاحاً يكون لي ملاحظات حول ما قدمته، وأعتقد أنه أكثر النقاد قسوة لما يقدمه مصطفى الخاني هو مصطفى الخاني نفسه، لأنني على قناعة تامة بأنه في اللحظة التي يعجب بها الفنان بما يقدمه ويرضى عنه رضا تاماً، تكون هي لحظة نهايته وعدم تطوره، ومن ثم فقدان هاجس البحث عن الأفضل، أما عن سؤالك إذا ما كنت قد وصلت إلى المرحلة التي أريدها، فإني أقول إنه في الفن وللفنان الذي لديه هاجس الإبداع فإنه ليس هناك ما يسمى الوصول، فنحن هنا لسنا أمام معادلة رياضية تنتهي بإيجاد الحل ونقف بعدها، بل نحن أمام معادلة فنية غير منتهية كلما نجحت بتجاوز مرحلة فيها انتقلت لمرحلة ما هو أصعب... وهكذا، ومن ثم يكون النجاح الذي حققه الفنان هاجساً لتحدي وتجاوز هذا النجاح والبحث عما هو أبعد منه.
ما دور الفنان السوري في إحياء المسرح وتفعيل دوره وتوضيح أهميته في سورية؟
الفنان واحد من أطراف عديدة يجب أن تساهم في دعم المسرح، ولكن من دون شك المسرح بحاجة إلى دعم على مستوى مؤسساتي، وبحاجة لإيجاد السبل لاستقطاب القطاع الخاص نحو المسرح، وأن ندرك أهمية المسرح خاصة والثقافة عامة ومن ثم لا نتعامل معها على أنها رفاهية أو كمالية، بل عنصر أساسي يساهم في بناء المجتمع، فنحن لدينا إمكانيات وطاقات فردية كبيرة ولكن ما ينقصنا هو توظيفها وتشجيعها ووضعها في المكان الصحيح، ويجب أن نعي أنه كلما افتتحنا مسرحاً أغلقنا في المقابل سجناً، لأننا بذلك نستثمر أوقات الشباب بما هو مجد وبنّاء ومن ثم نساهم في زيادة وعيهم.
شاركت العام الماضي في المسلسل اللبناني (آخر خبر) الذي تم عرضه على شاشة إم بي سي، وهو أول مسلسل لبناني يعرض على هذه الشاشة، فهل كان مصطفى الخاني الحصان الرابح الذي راهنت عليه الدراما اللبنانية؟
أنا أؤمن بأن العمل الفني هو عمل جماعي بامتياز، ويسعدني أن أكون واحدا من المساهمين في نجاح أي عمل.
بعض الفنانين استاء من وجود النمس في مسلسل باب الحارة، فهل أثر فيك هذا الاستياء كفنان؟
هذا طبيعي ففي كل مجال نجد الأشخاص الذين يشعرون بالغيرة المهنية، ولكن يجب أن تكون بالحدود الطبيعية وأن تتحول إلى حافز للتنافس الشريف ولتقديم الأفضل، لا أن تتعدى ذلك وتأخذ شكل الغيرة المرضيّة، فنجاح وتميز زميل لي في عمل ما، يجب أن يكون دافعاً ومحفزاً لي لتقديم نجاح يتجاوزه، وأن أعمل على أن أسرع كي ألحق به وأسبقه، لا أن أعمل على إبطائه وعرقلته وسحبه كي يكون خلفي.
مصطفى الخاني الممثل الأعلى أجراً في سورية، هل شكل لك هذا حساسية في الوسط الفني؟
الأجر العالي لم يقدم ولم يؤخر، كما لم يشكل عائقاً في عملي، ولست أعلم إن كنت الأعلى أجراً، وبكل الأحوال، برأيي أن أجر الفنان هو ما يراه المنتج ملائماً، وتقدير المنتج لذلك يرتبط بمصالح متبادلة.
ومن ناحية الحساسية مع الفنانين هو موضوع مرتبط بشخص الفنان، ومدى ثقته بنفسه وبإمكانياته، وفي الوقت الذي لاقيت فيه تعاون ودعم كثير من الفنانين الكبار مثل دريد لحام وجمال سليمان، فوجئت بالمقابل بردود أفعال لم أتوقعها من أشخاص آخرين.
أنت من الممثلين المقلين في أعمالهم الذين دأبوا منذ بدايتهم على الحضور في عمل واحد كل عام، وكانت خياراتك موفقة بحيث تحقق نجاحاً من خلال هذا العمل الواحد لم يستطع تحقيقه العديد من النجوم الذين حضروا في كم كبير من الأعمال سنوياً، وهذا ما حدث معك في شخصية جحدر في الزير سالم، الملك المجذوم في صلاح الدين الأيوبي، هرغر في سقف العالم، هولاند داي في جبران خليل جبران، النمس في باب الحارة، الشيخ توفيق في ما ملكت أيمانكم، الكينغ في شيفون... إلخ، لماذا؟
لأني على قناعة بأن الفنان يجب أن يعتمد على النوع لتحقيق نجاحه وليس على الكم، وقد يكون هذا الخيار يحتاج إلى وقت أطول للوصول من خلاله للنجاح، ولكن هذه قناعتي وليس هناك أي سبب فني أو مادي يجعلني أختار الخيار الآخر، إضافة إلى أن وجود الفنان في عدد قليل من الأعمال يكسب المنتج والقناة العارضة أهمية أن يكون معهم هذا الفنان ومن ثم ينعكس إيجاباً عليه.
إذا ما تابعنا الشخصيات التي تقدمها كل عام نلاحظ أنك من الممثلين الذين يحاولون دائماً تقديم ما هو جديد ومختلف عما سبق أن قدمته، أي لا تستكين لما وصلت إليه من شهرة ونجومية بل تبحث دائماً وتحاول تقديم ما هو جديد، ولديك من الثقة ما يجعلك تراهن كل عام على عمل واحد فقط، هل ترى في ذلك شكلاً من احترام الفنان لمهنته ولجمهوره؟
هذا رأيي أنا، وقد يكون لفنان آخر رأي مختلف، وفي الفن ليس هناك ما هو صح وخطأ لأن الأمور نسبية، وأنا أتعلم من تجربتي ومن تجارب الآخرين، ولكني غالباً ما أبحث عما هو أصعب في اختياري للشخصيات التي أقدمها، ففي كل مرة أحاول أن أهشم النجاح الذي حصلت عليه من خلال شخصية ما، ولا أختار ما هو سهل بحيث أقدم شخصية شبيهة بما سبق أن قدمت ومن ثم يكون نجاحها مضموناً، بل أحاول تقديم شخصية بعيدة كل البعد عما سبق أن قدمته ولاقى نجاحاً، لأنني أعي أنه عندما أنجح وأتجاوز ما هو صعب فإن النجاح سيكون أهم ومتعته أكبر.
ما جديدك؟
أقوم حالياً بقراءة مسلسلين، سأفاضل بينهما لأختار المسلسل الذي سأظهر من خلاله هذا العام.
سبق أن أطلقت في شهر حزيران الماضي حملة (يداً بيد لوطن خال من السل)، ومن ثم قمت مع المخرجة رشا شربتجي بتصوير عدد من الإعلانات التوعوية حول هذا المرض التي عرضت على العديد من الفضائيات، الآن ماذا تحضر بمناسبة يوم السل العالمي الذي يصادف 24 آذار من كل عام؟
سيكون هناك برنامج يغطي المحافظات السورية كافة، سيتم خلاله عرض لوحات قام برسمها الأطفال وهي عن هذا المرض، وسيتم عرض الأفلام التوعوية الخمسة التي سبق أن صورناها مع المخرجة رشا شربتجي، ومن ثم سيكون هناك حوار مفتوح مع الأطفال والأهالي حول هذا الموضوع وهذا سيكون في جميع المحافظات وبالتعاون بين وزارة الصحة والمكتب الإنمائي للأمم المتحدة ومنظمات الطلائع والشبيبة ومنظمة الصحة العالمية.