2012/07/04
راسم المدهون – دار الحياة
لا أتحدث عن تلك الأعمال الدرامية التي ستحقق انطلاقاً من الحدث المصري، بكل وجوهه، ومن مختلف الزوايا
ووجهات النظر التي تعددت واختلفت بل وتناقضت إلى حدود كبرى. أشير هنا إلى الانطباعات التي ستظل في ذاكرة
المشاهد ومخيلته عن مواقف أخذها هذا النجم أو ذلك الممثل خلال أيام الحدث المصري في الاتجاهين، مع
المتظاهرين ومطالبهم، أو ضدها
صحيح أن الممثل هو أولاً وقبل أية صفة أخرى مواطن له مواقفه، لكن ذلك لا يلغي أنها (المواقف) ستظلُ في ذاكرة
المشاهد ومخيلته، وستلقي بظلالها على حضوره على الشاشة الصغيرة في الأعمال الدرامية التلفزيونية، فتخلق
انطباعات سلبية أو إيجابية وفقاً للمواقف التي أخذها
الممثل ينجح في أدائه دور شخصية لافتة فتظلُ ملتصقة به، بل من العادي والمألوف أن يناديه المشاهدون في
الشارع باسم تلك الشخصية الدرامية، فكيف إذا كان هذا الممثل رسّخ في أذهان المشاهدين مواقف سياسية
«درامية» عالية النبرة، وذات صدى لا يغيب من الذاكرة بسهولة
هنا بالذات تختلط الصورتان، الواقعية في الشارع، والدرامية في الشاشة. ويصبح ما يفصل بينهما ويميّزهما خيط لا يكاد
يرى بالعين المجرّدة، خصوصاً إذا كان الممثل ارتبط في وعي الناس وذاكرتهم بمواقف مثيرة، أو – كما شاهدنا –
مواقف صارخة وذات صخب يصعب محوه أو نسيانه
هي لعبة التبادل بين الواقع والدراما في اللحظات التاريخية الساخنة، وهي هنا لحظات تلعب فيها الصورة الدور الأبرز
والأهم. بل الدور الحاسم الذي سيعيد تشكيل صورة الممثل أو الممثلة مجدداً، وسيمنحهما ملامح ربما تكون أقوى،
وأكثر قدرة على البقاء في الذاكرة والمخيلة من تلك التي يقدّمها أداء الممثل لدوره الدرامي
الخير والشر؟
نعم، ولكن في ارتباطهما بحدث تاريخي يرتبط بمجموع المشاهدين – المواطنين، والذين عاشوا بدورهم انقسامهم
وتعددهم، وكانت لهم هم أيضاً مواقفهم التي يعتبرونها حاسمة ومصيرية
هذا جانب مهم، ومعه وإلى جانبه أيضاً نتخيل العلاقات الجديدة التي ستنشأ بين «الدراميين» أنفسهم، بحسب ما
وقع من صراعات وتناقضات