2012/07/04
خاص _عوض القدرو
نعم الجنس في السينما السورية، هذا الموضوع الذي ربما لم يتناوله أحد بشكل صريح وعميق، ولكن إن نظرنا لهذا الموضوع في السينما السورية لوجدنا أنه شكل عنصراً مهماً أساسياً في غالبية أو معظم الأفلام السورية، وبالأخص أفلام القطاع الخاص.
قد يجد البعض أو الكثيرون أن التعري والقُبل الساخنة وممارسة الجنس أمر غير مقبول، لكنني أختلف بالرأي تماماً، فعلى المٌشاهد أن يقبل ويحترم من يقدم التعري أو القبل الساخنة أو مشاهد الجنس بشكل أو بأخر، فبحر السينما وخيالها وأفقها يحتمل الكثير، لكن السؤال الأهم هل عرفت أو عرف مخرجو السينما السورية كيف يقدمون الجنس في الفيلم السوري؟
بالطبع هذا الإخفاق في تقديم مشاهد الجنس موجود في غالبية الأفلام العربية والتي تعتبر السينما السورية جزءاً منها.
اعتماد السينما السورية على تقديم مشاهد الجنس لم يكن حكراً على الممثلة السورية فحسب، وإنما انسحب على الممثلة المصرية واللبنانية وفي بعض الأفلام على ممثلات أجنبية وتحديداً من دول شرق أوروبا.
كان ظهور المرأة في السينما السورية في بداياتها غير مقبول لدى المجتمع السوري، وذلك من خلال اعتراض الجمهور على ظهور فتاة سورية في أول فيلم سوري وهو "المتهم البريء"، الذي أخرجه أيوب بدري وقام بإنتاجه رشيد جلال، وكان ظهور الفتاة السورية في هذا الفيلم كارثة على منتج الفيلم، إذ ثارت ثورة رجال الدين اعتراضاً على ظهور الفتاة، مما أضطر منتج الفيلم بإعادة تصوير مشاهد الفتاة بعد أن تم استبدالها بفتاة ألمانية كانت تعيش في دمشق.
توالى ظهور المرأة في بدايات السينما السورية بشكل خجول نوعاً ما، ومع نهاية الخمسينات من القرن الماضي بدأ ظهور المرأة في الفيلم السوري يتضح بشكل جلي، وأصبحت أحد معالم الفيلم السوري من خلال الأفلام التي قدمها دريد ونهاد.
وللحقيقة التاريخية فإن ظهور بوادر الجنس والتعري ولو بشكل قليل لاحت من خلال الفيلم الذي قدمته الممثلة السورية والغنية عن التعريف (إغراء) من خلال الفيلم الذي أنتجته "عارية بلا خطيئة" والذي مثلت فيه مع شقيقتها الصغرى (فتنة)، ومثل فيه في ذلك الوقت (المطرب السوري فهد بلان، دلال الشمالي، محمد خير حلواني، وغيرهم). من خلال هذا الفيلم يمكن القول أن التعري بشكل أو بأخر قد بدت معالمه تظهر في أفق الفيلم السوري، ولكن أي تعري كان؟ هنا يمكن السؤال، هل كان تعرياً موظفاً لخدمة سياق وموضوع الفيلم، أم هو فقط لإغواء الجمهور؟
المُتابع لأفلام تلك الفترة يُدرك تماماً أن الهدف كان هو إغواء المشاهد، وما سيجنيه شباك التذاكر في النهاية، وهذا مشروع في صناعة السينما كون ليس بالضرورة أن تكون كل الأفلام على سوية واحدة وسينما للنخبة، فالجمهور بحاجة إلى تنوع في مستوى ومواضيع الأفلام.
وبدأت الجرأة تزداد وتكثُر في الأفلام السورية، وهناك العديد والعديد من الأفلام الشاهدة على ذلك.
فيلم "الفهد"، الفيلم المأخوذ عن قصة الثائر (أبو علي شاهين) للروائي حيدر حيدر ومن إخراج نبيل المالح. يعتبر هذا الفيلم حقيقة نقطة تحول حقيقة في ظهور التعري بشكل واضح في السينما، من خلال المشهد الأشهر في تاريخ السينما السورية، على الإطلاق وهو مشهد الممثلة (إغراء)، وهي تستحم بشكل عاري تماماً قرب أحد شلالات الماء في منطقة الربوة في دمشق، ومن بعد ذلك بداية ممارستها للجنس مع الممثل (أديب قدورة)، عندما ينام فوق جسدها وهي عارية تماماً. لغاية هذا اليوم، عندما يذكر أي كان فيلم "الفهد" يتم ذكر مشهد تعري (إغراء).
الممثلة (إغراء) تقول عن هذا المشهد: «لقد قبلت بتصوير هذا المشهد إنقاذاً مني للفيلم، وذلك عندما انتهينا من تصوير الفيلم حضر إلي في ذلك الوقت مخرج الفيلم ومدير إنتاج الفيلم من المؤسسة العامة للسينما منتجة الفيلم، وطلبوا مني تصوير هذا المشهد إنقاذاً للفيلم، ويومها لم أجد من مناص لإنقاذ هذا الفيلم، وقبلت بالتعري كاملاً»، ويومها قالت الممثلة (إغراء) كلمتها المشهورة: «ليكن جسدي جسراً تعبرُ عليه السينما السورية»، وبالطبع، ينفي مخرج الفيلم نبيل المالح ذلك الكلام نهائياً. (ملاحظة) للعلم بالشيء: أن الممثلة (إغراء) مازالت على قيد الحياة وهي شاهدة ومسؤولة عن كلامها، كما أن المخرج نبيل المالح على قيد الحياة أيضاً.
ورويداً رويداً أصبح التعري ومشاهد الجنس أحد أبرز سمات فيلم القطاع الخاص السوري، دونما سبب، وإنما فقط لجلب المشاهد، وتمت الاستعانة ببعض الممثلات العربيات مثل اللبنانية ليز سركسيان، وإيمان التي قدمت في السينما السورية حوالي الفيلمين هما "راقصة على الجراح" مع الممثلة (إغراء) وفيلم "عندما تغيب الزوجات" مع دريد ونهاد، وطبعا تمت الاستعانة بالعديد من الممثلات المصريات اللواتي قدمن العري والقبل والمشاهد الساخنة في الأفلام السورية مثل (ناهد شريف) التي قدمت عدداً لا بأس به من الأفلام السورية، وقدمت جرأة واضحة من خلال تعريها وتقديمها للمشاهد الساخنة، من خلال بعض الأفلام لعل أبرزها "ليل الرجال"، مع أديب قدورة وفريد شوقي وإنتاج السوري الراحل محمد الزوزو، و"الراعية الحسناء"، من بطولة الراحلة سلوى سعيد ونور الشريف ومن إنتاج السوري محمد الزوزو وإخراج عاطف سالم، وفيلم "شروال وميني جوب" مع محمد جمال ونور الشريف ومحمود جبر ورفيق سبيعي واللبنانية كلاديس أبو جودة المعروفة من خلال اسم حبيبة أيضاً، وفي فيلم "النصابين الخمسة" من بطولة محمود جبر ونور الشريف، وفيلم "غراميات خاصة جداً" مع الراحل ناجي جبر وياسين بقوش ونجاح حفيظ، وقد كانت ناهد شريف ورقة إغراء وإثارة رابحة بيد معظم منتجي الأفلام، وقد يستغرب البعض كلامي عن المنتج ولماذا لا أقول المخرج. في القطاع الخاص آنذاك كان المنتج هو صاحب الكلمة العليا كونه صاحب رأس المال وهو الذي يفرض الممثلة والممثل الذي يريد وهو يعي تماماً ماذا يريد الجمهور ويعرف كيف يكسب أضعاف ما دفعه على إنتاج الفيلم، كما أن ناهد شريف قدمت العري بشكل كامل في فيلم "الراعية الحسناء"، وهو فيلم أبيض وأسود، وكان لها مشاهد جريئة في السرير جمعتها بالراحل عبد اللطيف فتحي. في "ليل الرجال" لم يكن تعريها بشكل كبير بقدر ما كان مشهد الاغتصاب بينها وبين السوري أديب قدورة جريئاً جداً. في فيلم "شروال وميني جوب" كان الإغراء ومشاهد البكيني والقبل جريئة أيضاً، كذلك الأمر بالنسبة لفيلمَي "غراميات خاصة جداً" و"النصابين الخمسة".
وعلى مستوى القطاع العام، قدم قيس الزبيدي فيلمه الروائي الوحيد من خلال المؤسسة العامة للسينما وهو "اليازرلي، المأخوذ عن رواية الأديب السوري الكبير حنا مينا، على الأكياس"، طبعاً في هذا الفيلم أيضاً تظهر الممثلة اللبنانية ناديا أرسلان عارية الصدر تماماً، ولمدة زمنية لا بأس بها تتضمن مشاهد مداعبة صدرها من قبل الممثلَين السوريَين عصام عبه جي وعدنان بركات.
في القطاع العام أيضاً، قدم المخرج الراحل محمد شاهين من خلال المؤسسة العامة للسينما فيلم "وجه آخر للحب"، من بطولة (إغراء) والراحل يوسف حنا والراحل هاني الروماني وأسامة الروماني، وطبعاً في كل الفيلم هناك مشهد جنس واحد يجمع إغراء مع يوسف حنا، وهو مشهد جريء جداً من خلال المدة الزمنية للمشهد وطريقة تنفيذه، إذ تظهر إغراء عارية الصدر تماماً وهي تمارس الجنس مع يوسف حنا، وكون الحديث عن محمد شاهين، فلقد قدم شاهين في فيلمه "المغامرة"، المأخوذ عن رواية "مغامرة رأس المملوك جابر" للكاتب سعد الله ونوس، جرعة تعري وجنس جريئة ولا باس بها، من خلال مشاهد الجنس بين الراحلة سلوى سعيد والراحل هاني الروماني، بالإضافة لمشاهد التعري والجنس بين (إغراء) وأسامة الروماني، ومشهد الاغتصاب من قبل يوسف حنا لمنى واصف.
في القطاع الخاص قدم شاهين مجموعة لا بأس بها من الأفلام، ويعتبر شاهين المخرج الأكثر غزارة في السينما السورية، إذ كان يقدم في معظم أفلامه بعض مشهد الجنس الخفيف والبكيني والقبلات، لكن الفيلم الأبرز الذي قدم به شاهين مشهداً جنسياً جريئاً جداً كان فيلم "غابة الذئاب"، الذي أنتجته شركة دمشق للسينما عن نص للكاتب حسن سامي يوسف، والذي يتناول صراع تجار العقارات مع الصحافة، من خلال الصحفي الذي يحاول أن يكشف فساد البعض منهم، وخلال أحداث الفيلم يقيم علاقة جنسية مع زوجة أحدهم، وهو المشهد الأكثر جرأة أيضاً في السينما السورية ويجمع بين منى واصف وأسامة خلقي، وهناك بالطبع مشهد صغير بين أسامة خلقي وزوجته في الفيلم، التي تؤدي فيه الدور الممثلة صباح جزائري، وقد اقتصر المشهد على رصد تعابير وجه صباح جزائري وهي تصل لنشوتها من خلال ممارسة الحب مع زوجها، كذلك الأمر نفس المشهد أعاده المخرج سمير الغصيني في فيلم "سمك بلا حسك"، وذلك من خلال مشهد الجنس الذي يجمع صباح جزائري ووليد توفيق في كوخ على شاطئ البحر، ويظهر تعابير وجه صباح ووصلوها لنشوتها الجنسية.
بالطبع، هناك بعض الممثلات قدمنَ في مسيرة حياتهن بعض مشاهد الجنس مثل الراحلة هالة شوكت، ومنها مشاهد القبلات والجنس مع أسامة خلقي في فيلم "الخاطئون"، من إنتاج شركة دمشق للسينما وإخراج سيف الدين شوكت. كذلك كان الأمر بالنسبة للراحلة سلوى سعيد عندما قدمت بعض مشاهد الجنس الجريئة في فيلم "الحب الحرام" للمنتج أحمد أبو سعدة وإخراج خالد حمادة، وكان الفيلم من بطولة سلوى سعيد، أديب قدورة، طلحت حمدي، وصاحبة أجمل عينين المصرية زبيدة ثروت، ففي هذا الفيلم كان هناك بعض مشاهد الجنس الحارة نسبياً بين سلوى سعيد وأديب قدورة، إضافة إلى مشهد الاغتصاب الشهير في البستان بين زبيدة ثروت وأديب قدورة.
ليس معرض حديثي هنا، بالطبع، لسرد وتعديد مشاهد الجنس ومن هنَّ الممثلات اللواتي قدمن مشاهد الجنس، ولكن في المقال مقبل سيكون هناك تتمة لهذا الملف وتحليل وافي جداً بعد رصد كل ما يتضمنه عنوان هذا الملف.. "الجنس في السينما السورية"
.... يتبع ....