2012/07/04
تشرين دراما
عبد المنعم عمايري: لا قانون في الفن ولا بد من المغامرة
إن النص الدرامي السوري موجود ولكن بقلة شديدة قياساً بالنسبة والتناسب, أي أننا نستطيع تعداد كتاب النصوص
الدرامية الجيدين على أصابع اليد الواحدة للأسف, والحقيقة إن هذا الأمر واحد من أهم مشكلات الدراما السورية ومن
ناحيةٍ أُخرى لا يستطع هؤلاء الكتاب المتميزين بكتابة ثلاثة أو أربعة أعمال في العام الواحد فهذا بحد ذاته موضوع
إشكالي,فاليوم نشهد أشخاصاً على الساحة الدرامية ليست لديهم أية علاقة بهذه المسألة فهذا الموضوع بالنهاية
هو موهبة,وهناك أشخاص غير قادرين على أخذ فرصة للظهور والمفروض في هذه الحالة أن يكون هناك مُجازفة لتبني
هؤلاء الأشخاص فنحن نلاحظ اليوم مجازفة بتقديم ممثلين جُدد أو مُخرجين جدد لأول مرة و يجب أن تكون هناك
مُجازفة في تقديم كُتاب جُدد وأكبر مثال على ذلك الكاتب (سامر رضوان) الذي قدم العام الفائت مسلسل لعنة الطين
العمل الدرامي الأول له وكان نصاً خارقاً للحقيقة فهو شخص لديه مرجعية أدبية وقيمة ثقافية ويكتب أجناساً وأنواعاً
مختلفة من الأدب فكتب في السيناريو التلفزيوني وقدم حالة استثنائية في خارطة الكتابة الدرامية فاليوم نستطيع
الحديث عن سامر رضوان مثلما نتحدث عن نجيب نصير أو يم مشهدي أو ريم حنا, وبالتالي أنا أرى أن الأمور تبقى
مرهونة بالنتائج لأن الفن لا يوجد فيه قانون و فن التمثيل بشكل عام هو فن متحول وليس ثابتاً فلا نستطيع الحكم
على أي موضوع إلا بوجود التجربة والمغامرة وحتى المغامرة هنا يجب أن تكون مبنية على أسس لأن فن السيناريو فن كامل وقائم بحد ذاته.
تيسير إدريس: المهم كيف تعالج الأفكار ..
الفنان تيسير إدريس الذي رأى بأن ضعف وقوة النص الدرامي السوري يعتمد بالدرجة الأولى على المخرج والممثل
بمعنى أن هناك أفكاراً كثيرة عند المؤلف لكن كيف نعالج هذه الأفكار ونقدمها بالشكل الذي يشد الناس فهذا هو
الشيء المهم جداً خاصة أن المجتمع إن كان السوري أو غيره فهو يحتوي على أفكار كثيرة، مضيفاً: أما الجهة
الأساسية برأيي هي معالجة المخرج وتقديم رؤيته لهذا النص الذي يعمل عليه ككل وأيضاً معالجة الممثل وتقديم
رؤيته لهذا النص والعمل على دوره وهذا هو المهم أيضاً في تقديم نص مهم يترك أثر عند الناس أما عن الأفكار فمثلا
أفكار مسلسل ما ملكت أيمانكم ووراء الشمس قدما شيئاً مهماً وأنا برأيي بأن المخرج هو من عمل على هذا
الموضوع وعلى معالجته قائلاً إن العمل لا يكتمل إلا بالهرم وهو النص والمخرج والممثل وأي ضعف بأي ضلع سيؤثر
على العمل الفني مؤكداً أنه لا يوجد ضعف وقوة بالنص بل توجد أفكار كثيرة لكن كيف يعالجها الكاتب والأهم كيف
يعالجها المخرج مع الممثل.
قمر خلف: النص الدرامي السوري يعج بالأحداث
رأت الفنانة قمر خلف بأن أهم نقطة لمستها من خلال لقائها مع الناس وهي ضرورية، بأن الأعمال قد سلطت الضوء
على كثير من المواضيع والمشاكلات التي نعاني منها لكنها أشارت إلى لزوم القيام بعملية طرح حل لهذه المشاكل
التي نقدمها من وجهة نظرنا أو نظر المخرج حسب طبيعة العمل والمشكلة التي يطرحها العمل هذا بالنسبة للأعمال
الاجتماعية والتي رأت خلف بأنها تهتم بها أكثر من أي عمل آخر, مضيفة أن طرح الحل للمشاكل سيعطي مساحة
أكبر للكاتب بأن يذهب لأقصى المشكلة فعندها سنتقبل الحل مهما كانت درجة رفضه من المجتمع خاصة لتلك
المشاكل التي تهاب الناس وتخاف أن تتحدث عنها, قائلة بأن الفن رسالة نقدم من خلاله الكثير من المواضيع ونتوجه
لفئات متعددة وكثيرة في المجتمع فما نقوم به ليس لملء الأوقات وتضييعها والظهور على الشاشة, أما عن ما يميز
النص الدرامي السوري رأت الفنانة قمر وجود الخطوط الأساسية الكثيرة والشخصيات الرئيسية الكثيرة.
سمر سامي:
التكرار مشكلتنا المشكلة الأساسية في النص الدرامي السوري هي التكرار أي أننا نكتفي بمتابعة عملين بدلاً من
متابعة عشرين عملاً لأنهم سيكونوا نسخة عن غيرهم من الأعمال المقدمة وما تسبب بهذا هو زيادة عدد الكتاب
حيث أصبح هناك استسهال للكتابة الدرامية فأي شخص لديه علاقة بشركة إنتاج مثلاً يكتب مسلسلاً ويُقدمه بغض
النظر عن أي مرجعية ثقافية أو أي مرجعية أدبية يتحلون بها,كما أن النقطة الأساسية التي يجب أن يتحلى بها الكاتب
هي الموهبة وهذا الموضوع تحديداً لا يُدرس في معاهد ولا تُسطره جامعات. يارا صبري: المتعة والرسالة بآن معاً
لتدارك الخلل
لقد مررنا بفترة كانت بها الأعمال الدرامية إما نخبوية وإما شعبية وكانت دائماً الأعمال النخبوية لا تُرضي جميع الناس
البسطاء والأعمال النخبوية لا يرضى عنها المثقفون أو الناس الذين يغوصون في بحر الدراما, والمشكلة التي مازلنا
نُعاني من ذيولها حتى وقتنا هذا والموجودة بين المثقف والشخص العادي وكيفية إرضائهم من خلال النص
الدرامي,هي انجذاب شريحة معينة لعمل ما وعدم تقبل الشريحة الأُخرى لهذا العمل, ومثال على ذلك (باب الحارة)
وأعمال أُخرى غيره, بينما ظهرت أعمالاً استطاعت أن تُمسك العصا من المنتصف مثل (زمن العار) و(الإنتظار).
إذاً نحن بحاجة لتحقيق هذه المُعادلة من أجل مُحاولة تدارك أي خلل موجود في النص الدرامي السوري ويفترض بنا
دائماً أن نأخذ بعين الاعتبار أننا نُقدم مادة تلفزيونية والتلفزيون موجه للناس فيجب أن يحتوي على عُنصرين فيما
نقدمه عُنصر المُتعة وعنصر ماهية الكلمة المقدمة ومضمون الرسالة التي ستوجه لهم من خلال هذا المسلسل
بشكل غير مُباشر ولاحظنا بأنه قد أصبح تحقيق هذه المعادلة في الآونة الأخيرة بنسب جيدة لا بأس بها واليوم هناك
العديد من الأشخاص الذين دخلوا مجال الكتابة وقدموا شيئاً مميزاً وهذا لا مانع منه بالطبع وبالنهاية سيبقى من
يستطيع أن يترك له أثراً وبصمة في هذا المجال.
شكران مرتجى: العنصر النسائي أهم مشاكلها
أشارت الفنانة شكران مرتجى إلى أن أهم المشاكل في معظم النصوص الدرامية السورية هي العنصر النسائي
فدائماً يكون العنصر النسائي رديفاً للرجل الذي يدور العمل حوله، مشيرة إلى أن هذا هو الطاغي في النصوص خاصة
إذا كان الكاتب رجلاً فهو يظلم المرأة في كتاباته أما عندما تكون المرأة هي الكاتبة سنلامس إنصاف أكثر في حقها,
مضيفة إلى أن الأعمال التي تنصف المرأة قليلة وخصوصاً في الكوميديا والتي أشارت إلى وجود إجحاف غير طبيعي
فيها، وتحدثت الفنانة شكران بأن النص الدرامي السوري هو من أهم النصوص فما يميزه هو تنوعه و واقعيته وقربه من
الناس فهو لا يرسم خيالاً بل يتحدث عن واقع ملموس من خلال التصاقه بالشارع وبهموم الناس مع إشارتها إلى وجود
مجموعة من الكتاب المهمين. ديمة الجندي: جيدة ولكن لنحذر الملل
النصوص الدرامية بشكلٍ عام أصبحت أفضل في الآونة الأخيرة باعتبار أننا بدأنا الغوص بأمور أكثر واقعية فجودة النص
بالعموم مرتفعة, إضافة إلى موضوع توزيع الأدوار في العمل الواحد فمن النادر ما نشاهد نصاً سورياً تدور أحداثه
وتتمحور حول بطل أوحد وهذا ساهم أيضاً في إنجاح النص السوري, أما عن نقاط الضعف فأنا لست قادرة على تقويم
مشكلة النص التاريخي أو النص الشامي أو الاجتماعي فهذا الأمر يحتاج إلى دراسة كاملة لجميع نواحي العمل
لمعرفة مدى مصداقيته ولكن ما اعتقده من خلال عدد المحطات التي تعرض أعمالنا السورية ومن خلال الصخب الذي
أثارته تلك الأعمال بأن النصوص السورية جيدة ومكتوبة بحرفية عالية, وما كنت أُلاحظه سابقاً من مشكلات وهو موضوع
السرد فالسرد ممكن أن يوجد في قصة أو رواية أو خاطرة ولكننا بالتلفزيون لا نستطيع أن نسرد وإلا فإن المشاهد
سيعيش حالة ملل فهو دائماً ينتظر الأحداث و بحاجة إلى رتم سريع في العمل, وما أتمناه دائماً هو تشكيل لجان
خاصة أو ورشات عمل معنية بكتابة السيناريو فنحن عندها سوف نستقطب العديد من الكتاب الجدد الذين لديهم
الرغبة في تقديم شيء هام بنفس شبابي جديد فما المانع من وجود كاتب أوكاتبين كبار ومهمين يشرفون على
هؤلاء الشباب ويضعون لهم رؤوس أقلام لكيفية كتابة النص الدرامي.