2012/07/04
علي سفر – الرأي نيوز لا أدري إن كان هجوم الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي على الكاتبة السورية ريم حنا كاتبة سيناريو مسلسل (ذاكرة الجسد)، هو نوع من الدفاع السبقي قبل عرض المسلسل، فأحلام وكما صرحت لمجلة (سيدتي) مستاءة من طريقة عمل ريم على روايتها، فقد رأت وكما جاء في المجلة: "أن الرواية المكتوبة شيء والمسلسل شيء آخر"، وقالت: "لكني كنت أتمنى منها أي من ريم القيام باستشارتي وهي تعمل على كتابة السيناريو لكنها لم تفعل. ولذلك، لم يكن لديّ علم بالإضافات، علماً أن هناك بعض الأمور في الرواية في ما يتعلّق بالشق الجزائري من حيث العادات والتقاليد كانت بحاجة إلى توضيح ونقاش بيننا ليظهر العمل أو السيناريو بشكل أفضل". وحين سألتها المحررة عن شكرها لمن تتوجه به قامت بشكر نجدت أنزور ورفضت شكر ريم قائلة: "لن أقول لها شكراً ولماذا أشكرها؟! لقد أخذت روايتي وذهبت، ولم تسأل عني ولم تستشرني". وأضافت: من واجبها هي أن تشكرني لأنني منحتها رواية لها قاعدة جماهيرية كبيرة. وقد منحتها فرصة كبيرة بكتابتها لسيناريو روايتي "ذاكرة الجسد"!! قد نتوقف عند ملاحظة أحلام مستغانمي حول "الشق الجزائري" ولكننا نحيل الأمر للمشاهد الذي سيحكم على حضور هذا الواقع.. ولكن أليس عجيباً أمر أحلام مستغانمي، وأمر من يشبهها من المبدعين العرب الذين يعتقدون أن أعمالهم مقدسة، غير قابلة للمساس أو التعديل..! وكذلك أليس غريباً هذا المنطق الإستعلائي الذي تصرح به الروائية مستغانمي تجاه كاتبة سورية يعرفها الجمهور عبر سيناريوهات أعمال درامية تركت اثراً كبيراً لدى الجمهور..!! كلنا يعرف أنها المرة الأولى التي يتم فيها مقاربة رواية لأحلام عبر الدراما، ومن خلال تاريخ الدراما نعرف كلنا أن أحداً من الروائيين لم يكن راضٍ عن طريقة معالجة نصه الروائي عبر السيناريو، وعليه فإننا كنا نتوقع ألا تكون مستغانمي سعيدةً من سيناريو ريم، ولكن بعد أن يعرض المسلسل وليس قبل، فهي وعبر تصريحها هذا كأنها تطلب من الجمهور ألا يتابع المسلسل لأنه لا يشبه روايتها، التي نعرف جميعاً أنها رواية تفيض بالمشاعر والأحاسيس والحوارات الداخلية، ولكن بنيتها السردية تستنكف عن الصراعات الدرامية..فهل يصح أن تتحدث مستغانمي عن جهد الآخرين في توليد الدراما من روايتها بهذه الطريقة..؟ لا أريد أن أتعاطف مع ريم حنا ولا أن أدافع عنها فهي لم تقصر في ردها على أحلام في نفس المواجهة المنشورة على صفحات مجلة سيدتي، ولكنني أريد أن ادافع عن خيارات المبدعين في إختصاصاتهم، فريم هي الأدرى بما اشتغلت عليه، وهي الأعرف (ضمن خياراتها) بالشكل الأمثل لتوليد الدراما من هذه الرواية، وبما يوصلها إلى الجمهور ضمن منطق الدراما التلفزيونية، وليس ضمن منطق الرواية وسردها.. فإذا كانت مستغانمي تريد من كاتبة السيناريو أن تكون مخلصة لروايتها فإن عليها أن تعرف -وعبر ملاحظات المشاهدين- كم من مرة تحول فيها الإخلاص إلى مشكلة إبداعية..!! لا يجب على المشتغلين على النص الروائي درامياً أن يكونوا مخلصين له، بل يجب عليهم أن يخونوه كي يقاربوه ويقرّبوه إلى الجمهور الذي لم يقرأه..، وإذا تذكرنا معاً بعض الأمثلة نستعيد وبسرعة رواية "شيفرة دافنشي" لدان براون والتي تبدو طافحة بالصراعات والتشويق، كيف نجحت ضمن إطارها الروائي وفشلت ضمن إطارها السينمائي بسبب إخلاص صناعها السينمائيين لها..، فإذا كان هذا حال الرواية التشويقية فكيف سيكون حال الرواية الذاتية المعتمدة على أصوات وبوح الشخصيات؟؟! أيام قليلة ويكون المشاهد على موعد مع حلقات مسلسل(ذاكرة الجسد) وأعتقد وبشكل طبيعي أن الحكم في هذه المعضلة سيكون هو الجمهور ذاته، وليس أحلام مستغانمي أو ريم حنا أو نجدت أنزور، أو أي من صناع العمل، وإذ نتمنى ألا يؤثر كلام الروائية على الجمهور، فإننا نعتقد أن النجاح أو الفشل لن يكون نهاية العالم لأي من اطراف المعادلة، فكل منهم هو خبير في مهنته، ولكننا نظن أن كل محاولة لمقاربة الأدب عبر الدراما هي خطوة صحيحة وبغض النظر عن النتائج، وهي في نفس الوقت إختبار لمنطق الكتابة ذاته، كتابة الرواية وكتابة السيناريو والكتابة الإخراجية..! ولهذا نقول: فلننتظر قليلاً قبل أن تأخذنا الحمية..!