2012/07/04
خلدون عليا – دار الخليج
أنهى المخرج تامر إسحاق أعمال تصوير مسلسله الجديد “الأميمي” من تأليف الكاتب سليمان عبدالعزيز بالشراكة مع المخرج إسحاق وإنتاج شركتي” الخيام” و”غولدن لاين” للإنتاج الفني . ويتناول الأميمي حقبة زمنية مرت على مدينة دمشق بعد خروج إبراهيم باشا منها بعد عام 1840 . ويسلط الضوء على الحالة العامة لمدينة دمشق بعد عودة العثمانيين وقضائهم على الإصلاحات السياسية والإدارية والاجتماعية والاقتصادية التي نظمها “إبراهيم باشا” . والعمل يطرح حال الفساد الضريبي والمالي في مؤسسة إدارية ك (الحكمدارية) ممثلة ببعض المسؤولين وهم شخوص أساسية من نجوم العمل . و”الأميمي” يضم نخبة من نجوم الدراما السورية منهم عباس النوري، كاريس بشار، سلوم حداد، سيف الدين سبيعي، نضال سيجري، شكران مرتجى، وفاء موصلي، حسن عويتي، حسام تحسين بيك، ندين تحسين بيك، ليليا الأطرش، سليم كلاس، جلال شموط، محمد خير الجراح، لينا دياب، ليلى سمور، نزار أبو حجر، معتصم النهار، وصباح الجزائري وآخرون . . .
“الخليج” زارت مواقع تصوير العمل قبل انتهائه والتقت بكاتبه ومخرجه وعدد من نجومه في هذه الجولة . .
أكد السيناريست سليمان عبدالعزيز أن “العمل لم يعتمد على مجرد تناول العلاقات الاجتماعية النبيلة أو على البيئة المغلقة التي اعتاد الناس رؤيتها في أعمال “البيئة الشامية”، وإنما يتناول الحياة بكل تعقيداتها وبساطتها وشكلها بنفس الوقت، وبالتالي أؤكد أنه مختلف بالمضمون، أما الاختلاف الفني بالشكل والصورة والأداء فهذا مرهون بما سيقدمه المخرج اسحاق من رؤية في هذا العمل، وفي الحقيقة أنا لدي ثقة كبيرة جداً بعمله ورؤيته وقدرته على تحويل الورق إلى صورة بصرية جذابة والكلام إلى إحساس عالٍ، وهذا مالمسناه من خلال ما قدمه في الموسمين الماضيين حيث قدم أعمالاً جميلة جداً .
وعن سبب تسمية العمل بهذا الاسم وما يعنيه، قال عبدالعزيز: “الأميمي” هو الشخص الذي يعمل في الحمام وهو الرجل المسؤول عن تغذية النار اللازمة لتسخين مياه الحمام من خلال ما يتم تجميعه من أكوام المقاومة وأغصان الأشجار وأكوام الخشب، أما سبب تسمية العمل بهذا الاسم فتعود إلى أن “الأميمي” هي الشخصية الرئيسية والتي تدور حولها الكثير من الأحداث، حيث يتعرض “الأميمي” للكثير من الظلم في بداية العمل وليكون ذلك سبباً رئيساً في انحرافه وميوله نحو الخطأ للتحول إلى شخصية سلبية للغاية تستمر في إيذاء كل الشخوص القريبة منها . ضمن حكاية درامية تتناول محاور عدة أخرى .
المخرج تامر إسحاق أكد: العمل لا يمكن أن نقول عنه أنه “بيئة شامية” بل هو عمل تاريخي، اجتماعي، شامي حيث يعتمد على الطرح الحقيقي لتلك المرحلة الهامة من تاريخ دمشق، وهي مرحلة ما بعد خروج “إبراهيم باشا” من دمشق مع توثيق للحالة الاجتماعية التي كانت سائدة آنذاك .
وأضاف إسحاق: في العمل نجد مصداقية للحياة الشامية أكثر من الأعمال “الفانتازية” التي قدمت نموذجاً منها أنا أيضاً في “الدبور”، وهنا لا بد لي من الإشارة إلى أنني أحترم هذا النوع من الأعمال أيضاً المستندة إلى حكايا درامية ليست موثقة وإنما مستندة إلى المكان والعادات والتقاليد والأخلاق النبيلة والنخوة التي تصورها هذه الأعمال، ولكن مدينة مثل دمشق أقدم عاصمة مأهولة بالتاريخ بحاجة إلى قراءة حقيقية لتاريخها الغني وحياتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والفكرية التي كانت سائدة في مراحل متعددة من تاريخ دمشق، وهذا ما نحاول أن نقدمه من خلال “الأميمي” حيث نقدم مرحلة هامة من تاريخ هذه المدينة العريقة، ونسلط الضوء على حالة الضياع الذي عاشه الدمشقيون بين مرحلة “إبراهيم باشا” الذي جلب التطور والانفتاح واستصلاح الأراضي والنقود والمدارس، وبين عودة العثمانيين الذين محوا كل ذلك وأعادوا الناس إلى عصر “شيخ الكتاب” . وتابع إسحاق: العمل يتكلم عن هذه المرحلة بحكايا اجتماعية مستندة إلى الحياة التي كانت قائمة بالفعل في تلك الفترة والقرارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية .
وعن مشاعره بعد رحيل النجم خالد تاجا وماذا حلّ بالمشاهد التي صورها قبل وفاته ومن ثم حلول النجم سلوم حداد مكانه، أجاب إسحاق: كانت لحظة صعبة جداً، فخالد تاجا بالنسبة لي هو أب وصديق وأخ، وكانت بيننا علاقة صداقة كبيرة فكان دائماً معي في كل مشاريعي ورحيله هو خسارة فنية كبيرة جداً للدراما السورية والفن عموماً، هو قامة كبيرة ورحيله مؤلم جداً على الصعيد الشخصي بالنسبة لي وعلى الصعيد العام كفنان، أما بالنسبة إلى المشاهد التي صورها الراحل تاجا فقد قمنا بإعادة تصويرها مع الفنان سلوم حداد من جديد، وبالطبع فإن حداد نجم كبير ويعتبر إضافة هامة لأي عمل يشارك به، في حين أننا سنبقي مشهد وحيد للراحل خالد تاجا سنقدمه بطريقة لن أفصح عنها ونتركها للجمهور ليشاهدها من خلال العمل .
النجم السوري عباس النوري وفي أول تصريح له عن العمل خص به “الخليج”، قال: المسلسل يتكلم عن انعكاس الحياة السياسية وتجلياتها على المستوى الشعبي وهذه القصص تقدم بتاريخ معين وبقدر كبير جداً من الأمانة، عدا عن الحدث نفسه كقصة اجتماعية، حيث إننا سنرى المسيحي المتخفي، والمسلم والمسيحي وسنرى المصري الذي لم يقدر على مغادرة الشام رغم خروج “إبراهيم باشا” منها، كما سنرى العثماني الذي عاد من جديد وأعاده معه التخلف وأغلق المدارس وأعاد افتتاح ما يسمى “شيخ الكتاب” ودمر كل الإصلاحات التي قام بها “إبراهيم باشا” وارتداد ذلك على حياة الناس، وبالتالي العمل يرصد الأحداث السياسية وانعكاسها على الحياة .
وأضاف النوري: “الأميمي” هو الذي يغلي الماء لينظف الناس ولكنه لا يصل إلى تنظيف نفسه كون الحياة ظلمته . خلال العمل نرى أن الشام بدون حرية لا حياة لها وأي أحد يحاول أن يصادر حرية الشام فهو يصادر حريته قبلها، وهناك الكثير من الناس حاولوا حكم الشام وكل من حكم الشام يعتقد انه هو الذي يحكمها، في حين أن الحقيقة هي أن الشام هي التي تحكم حكامها، ونحن نحاول أن نوصل هذه الرسالة للجمهور ونتمنى أن تصل .
أحد أبطال العمل الفنان جلال شموط والذي سيكون “الأميمي” هو العمل الأول له في دراما البيئة الشامية قال: أهم ما يميز هذا العمل أنه اتجه نحو التوثيق الاجتماعي المستند إلى التاريخ، وبالتالي الخروج من الحكايات الشعبية التي اعتدنا مشاهدتها دائماً في أعمال البيئة، وشخصيتي في العمل هي “مراد” شقيق الأميمي واللذان يدور صراع بينهما حول تركة والدهما ضمن سلسلة من الأحداث، حيث يكون “مراد” صاحب سلطة ومال ويعمل في الحكمدارية، و”الأميمي” فقير ويعمل في الحمام لتتضح أمور كثيرة من خلال الصراع بينهما لا أريد الافصاح عنها ونتركها لحين عرض العمل .
الفنان الشاب معتصم النهار يجسد شخصية “شريف” وعنها قال: أقدم شخصية “شريف”، وهي إحدى الشخصيات الإشكالية الأساسية في العمل، وهو ابن “فتحي” جلال شموط شقيق “الأميمي” الذي يجسده الفنان عباس النوري؛ نلاحظ من خلال ظهور شخصية “شريف” في العمل أنه شخص ميال ومتعاطف مع عمه “الأميمي” بسبب فقره والظلم الذي تعرض له أثناء توزيع ورثة والده الذي أوصى بأن تكون ثروة من نصيب أول حفيد ذكر وهو “شريف” .
ووصف النهار الشخصية التي يؤديها في العمل بأنها جديدة بكل المقاييس بالنسبة إليه، وأضاف: هي أول مشاركة لي في عمل بيئة شامية والدور واسع، وهو ما يحملني مسؤولية أكبر أتمنى أن أكون على قدرها وأنا مرتاح جداً للعمل في “الأميمي” الذي أعتقد أنه سيكون من الأعمال المميزة في رمضان لمقومات عدة يمتلكها نصاً وإخراجاً، إضافة إلى مشاركة نجوم كبار فيه عدا عن كون شخصياته وحواراته قريبة من الجمهور .
الممثل والمخرج سيف الدين سبيعي والذي يقف هذه المرة أمام الكاميرا ممثلاً من جديد حيث يجسد شخصية “أبو سردة” قال: “أبو سردة” هو رجل يبيع “العرق سوس” في الحارة وهو صديق مقرب من “سلامة الأميمي” وكان متزوجاً من امرأة مصرية أيام حكم “إبراهيم باشا”، إلا أنها تتركه ومن خلال صداقته مع “الأميمي” نشهد الكثير من الأحداث وفي مقدمتها خيانته له من خلال إقامة علاقة مع “منور” زوجة سلامة .
ومن شخصيات العمل أيضاً “منور” التي تؤدي دورها الفنانة كاريس بشار وهي فتاة بسيطة جداً في الحارة، حيث تتزوج من “الأميمي” إلا أنها تخونه مع أقرب أصدقائه “أبو سردة” الذي يؤدي دوره المخرج والممثل سيف الدين سبيعي .
أما الفنانة شكران مرتجى فتقوم بدور “أم عبدو الداية” معروفة ببخلها هي وزوجها “أبو عبدو” الذي يؤدي دوره الفنان حسن عويتي، حيث تدور العديد من الحكايا الجميلة حول بخل هذه العائلة، إضافة إلى الحادثة المثيرة التي تتعلق بمعرفة “أم عبدو” لقضية تبديل المواليد بين “فتحي” و”سلامة الأميمي” والذي أدى إلى انتقال الميراث إلى “فتحي” الذي يؤدي دوره الفنان جلال شموط .
الفنان نضال سيجري يؤدي شخصية “جواد” “زبال الحارة” وهو شخص “نصراني” وبالأصل له مشكلاته، حيث كان يعمل في القنصلية الفرنسية بالإضافة إلى العديد من المواقف التي تجمعه بصديقه “جواد” الذي يؤدي دوره الفنان محمد خير الجراح .
وفيما يتعلق بتسويق العمل، فقد علمت “الخليج” أن محطات عربية كبرى تسعى للحصول على حقوق عرض العمل ومن المنتظر أن تكشف الأيام المقبلة عن القناة العارضة له في رمضان .