2013/05/29
حسام عباس – دار الخليج
في مناخ عشوائي سياسياً ومتراجع اقتصادياً انعكس بلا شك على حال الفن في مصر في السنوات الأخيرة، وحتى بعد ثورة 25 يناير التي لم تظهر لها نتائج ملموسة على حال المجتمع والفن أيضاً يزحف على الإنتاج السينمائي الجديد مؤخراً لون غريب من الغناء الشعبي ربما يخرج على القيم والتقاليد وهو في الأصل غناء منتشر في الأفراح الشعبية في المناطق العشوائية تقدمه نوعية ممن يسمون تجاوزا “مطربين”، وقد برز ذلك واضحاً في أفلام عيد الأضحى الفائت، حيث زادت الظاهرة انتشاراً . في التحقيق التالي نرصد مجموعة من هذه الأفلام التي أسهمت في الترويج للأغاني الشعبية .
أبرز الأفلام الحديثة التي شهدت رواجاً للأغنية العشوائية، فيلم “عبده موتة” الذي تصدر قائمة الأفلام التي حققت أعلى الإيرادات في الموسم السينمائي وصعد باسم بطله الفنان الأسمر الموهوب محمد رمضان إلى القمة، وقد شاركه بطولة الفيلم كل من الراقصة الاستعراضية دينا ومعها حورية فرغلي ورحاب الجمل، إخراج إسماعيل فاروق وهو من إنتاج شركة السبكي المسيطرة على الإنتاج السينمائي في الفترة الأخيرة .
الفيلم تضمن 3 أغنيات من اللون الشعبي الجريء منها أغنية “حط إيده ياه” التي شارك في تقديمها المطرب الشعبي محمود الليثي والمطربة بوسي على رقص الفنانة دينا، وهي من كلمات ملاك عادل وألحان محمد عبدالمنعم وهما من أشهر مقدمي الأغاني الشعبية في سوق الغناء المصري .
كذلك تضمن الفيلم أغنية “ماشي شمال” للمطرب الشعبي طارق الشيخ وكانت الأغنية الأكثر انتشاراً أو روجت للفيلم كعنصر للدعاية بعنوان مهرجان “عبده موتة” قدمها الثلاثي أوكا وأورتيجا وشحتة كاريكا، وهم من مطربي الغناء الشعبي الذين برزوا مؤخراً وشاركهم الغناء بطل الفيلم محمد رمضان .
أما فيلم “مهمة في فيلم قديم” بطولة ادوارد وفيفي عبده ونهلة زكي إخراج أحمد البدري وهو من إنتاج شركة السبكي أيضا، فقد تضمن 3 أغنيات شعبية شهيرة أولاها أغنية “كابوريا” التي سبق أن قدمها النجم الراحل أحمد زكي في فيلم “كابوريا” وغناها في الفيلم ادوارد والمطرب فيجو، وهي من كلمات وألحان حسين الإمام توزيع فيجو، والأغنية الثانية هي “وش الخير” للمطرب الشعبي “عواد” تأليف ملاك عادل وألحان محمد عبدالمنعم توزيع باسم منير، والأغنية الثالثة هي “أنا عندي شعرة” غناها ادوارد كلمات حسين غاندي وفريد سيد ألحان وتوزيع فيجو .
وضمن فيلم “الآنسة مامي” للنجمة ياسمين عبدالعزيز وحسن الرداد ولطفي لبيب إخراج وائل إحسان، هناك أغنية بعنوان “هاتي حتة يا بت” وهي من الأغنيات الشعبية لسعد الصغير في حين تضمن نفس الفيلم أغنية أخرى رومانسية بعيدة عن الطابع الشعبي .
وكانت بوادر هذه الظاهرة بدأت تفرض نفسها على الساحة السينمائية باقتحام المطربين الشعبيين مجال التمثيل السينمائي ومنهم شعبان عبدالرحيم كما حدث في فيلم “مواطن ومخبر وحرامي” للمخرج الكبير داود عبدالسيد، وكذلك سعد الصغير كما حدث في فيلم “لخمة رأس” مع أشرف عبدالباقي وأحمد رزق، ثم في أفلام أخرى مثل “قصة الحي الشعبي” مع نيكول سابا وطلعت زكريا و”شارع الهرم” مع دينا وأيتن عامر وغيرها من الأفلام الأخرى .
النجمة الشابة مي عز الدين حققت لنفسها نقلة نوعية في مجال البطولة السينمائية بفيلم “أيظن” مع حسن حسني وحميد الشاعري وشارك خلاله في تقديم أغنية شعبية شهيرة بعنوان “أيظن” مع المطرب الشعبي عماد بعرور، حققت للفيلم رواجاً كبيراً ورقصت على أنغامها مي عز الدين رقصة شهيرة اكتشفت خلالها موهبة جديدة من مواهبها المتعددة، ثم كررت مي التجربة في فيلم “شيكامارا” وبعده فيلم “جيم أوفر” بمشاركة النجمة الكبيرة يسرا وقدمتا خلاله أغنية شعبية روجت للفيلم في تجربة من إنتاج محمد السبكي أيضاً، الذي يبدو أنه تخصص في هذه النوعية من الأفلام .
وشهدت أفلام مثل “كباريه” لخالد الصاوي وجومانة مراد وصلاح عبدالله ودنيا سمير غانم وماجد الكدواني ومحمد لطفي تأليف أحمد عبدالله إخراج وائل إحسان العديد من الأغاني الشعبية الشهيرة، وتكررت التجربة في فيلم “الفرح” الذي شارك في بطولته عدد كبير من نجوم فيلم “كباريه” منهم خالد الصاوي وجومانة مراد ودنيا سمير غانم وماجد الكدواني لنفس المؤلف أحمد عبدالله والمخرج وائل إحسان .
كذلك شهد فيلم “حاحا وتفاحة” لطلعت زكريا وياسمين عبدالعزيز والمطرب الشعبي ريكو والفنانة الاستعراضية مروى .
وخاضت غادة عبدالرازق التجربة وقدمت في فيلم “بون سواريه” أغنية شعبية غريبة بعنوان “الهانص في الدانص” شاركتها غناءها شريكتها في الفيلم نهلة زكي والقائمة مفتوحة لمزيد من الأفلام وهجوم الأغاني الشعبية على السينما المصرية .