2013/05/29
ميدل ايست أونلاين
انتعشت في السنوات الأخيرة سوق الأعمال الدرامية المدبلجة، تركية وهندية وكورية وصينية وسواها. وكانت سوريا المركز الرئيسي لهذه الصناعة، حيث اشتهر نجوم الدراما التركية مثلا بلهجتهم السورية المحببة، كما لو كانوا سوريين. فماذا حل بهذه الصناعة بعد التدهور الذي طال قطاعات الإنتاج الدرامي على أنواعها، سواء في السينما أم في التلفزيون؟
قال سامي خويص صاحب الشركة التي قامت بدبلجة العمل التركي الأول إلى اللهجة السورية "إكليل الورد" ثم مسلسل "نور" الشهير إن "إنتاج هذه الأعمال مرتبط بقنوات تلفزيونية خارجية، وهي غير معنية بما يحدث هنا. والمسألة بالنسبة إليهم مسأل استثمار لا غير. ولعل أكثر ما يقلقهم هو إمكانية استمرار الدبلجة، حيث غالبا ما يبدأ العرض على الفضائيات، فيما لم تنته حلقات الدبلجة".
وتابع سامي خويص إن "الحاجة إلى الأعمال المدبلجة ازدادت أكثر من قبل، ربما بسبب قلة الإنتاج التلفزيوني المصري والسوري، فضلا عن زيادة عدد القنوات، وقلة الكلفة الإنتاجية للأعمال المدبلجة".
وردا على سؤال عن تأثير هذه الأعمال المستوردة على إنتاج الأعمال المحلية وتسويقها، أجاب خويص "هذا شكل آخر من العمل التلفزيوني. هي صناعة أخرى تضيف نوعا جديدا إلى السوق وتتيح للمشاهد أن يختار بين عدة مواد متوفرة".
ونوه خويص بأن "التلفزيون السوري الرسمي كان أول من قدم أعمالا مدبلجة ... وكانت هذه البنية الوحيدة المهيأة عربيا لاعتماد هذه الصناعة الجديدة".
وأضاف "كذلك فإن اللهجة السورية معروفة ومحبوبة من الجميع في الدول العربية"، ما ساعد على ازدهار هذه الصناعة..
وتتولى الشركة التي يديرها خويص مع زوجته، ترجمة الأعمال الأجنبية إلى المحلية السورية.
وهو أوضح قائلا "نحن نتولى إعداد الموضوع دراميا كي يناسب السياق الاجتماعي والثقافي في مجتمعنا".
وعند سؤاله إن كان ذلك يعني الرقابة على هذه الأعمال وعن حدود هذه الرقابة عموما، قال خويص "يكمن جوهر عملنا في الإعداد الدرامي، لا الرقابة. ولكننا نحرص على أن تكون الأمور مقبولة للمشاهد. هذه ليست رقابة بل دراما".
وأضاف "تندرج بعض المسائل في سياق المثاقفة ونحن نتركها على حالها".
ولفت قائلا "نحاول تلطيف بعض المسائل، وقد نضطر أحيانا إلى تلطيف مواضيع لسنا معتادين على مناقشتها بهذا الوضوح، مثل المثلية الجنسية التي لا نتطرق إليها كل يوم في نقاشاتنا".
وتابع خويص "أما على مستوى الصورة، فنحن لا نجد في أغلبية الاحيان هذا الفحش، وهذا متروك عموما للمحطات التلفزيونية التي يمكن أن تضفي عليها لمسات رقابية".
وعن كيفية انتقاء الأعمال التي تطرح للدبلجة، اوضح خويص أن "الانتقاء يعود للمنتج، لكن الشرط الأساسي هو أن يكون صالحا لدينا. وينظر المنتج أيضا في ما إذا كان العمل ناجحا في بلده".
وهو نفى أن تكون أزمة العلاقات بين تركيا وسوريا قد أثرت على دبلجة الأعمال التركية "حيث أن المنتج الخليجي هو من ينتقي الأفلام في نهاية المطاف".
زينة ظروف ممثلة مسرح تألقت في عدد من الأعمال، لكنها وجدت نفسها "حبيسة استديوهات الأعمال المدبلجة". وقدمت زينة صوتها لدور بانا في المسلسل التركي "نور".
وأقرت الممثلة "صحيح أن الناس أحبت صوتي، وعرفت شخصيتي وصارت تشير إليها، لكن ليس هذا طموحي".
وأضافت "نجد أشهر نجوم هوليوود يبدعون في أداء شخصيات كرتونية، في حين أننا نخجل من أداء هذا النوع من الاعمال".
وعن أثر الأعمال المدبلجة على إنتاج الأعمال التلفزيونية وتسويقها، قالت زينة ظروف "إنها لم تؤثر عليها أبدا، فالدراما السورية تجد طريقها حتى في خضم هذه الأزمة".